يتفق خبراء البشرة على أن التقشير المنتظم بالأسلوب الصحيح، من أهم الأساسيات للجلد الصحي الذي يتمتع بالنعومة والنضارة الوردية، فالخلايا الجلدية تموت بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وهذه الخطوة التي لا غنى عنها في رُوتينك الجمالي، تُخلص بشرتك من الخلايا الميتة التي تتراكم عليها، وتسبب الشحوب في الوجه والملمس الخشن وظهور علامات الشيخوخة بشكل مبكر، كما أنها تحفز عملية تجديد الخلايا وإصلاحها، وتشجع نمو الـ«كولاجين» الذي يعطي الجلد شكله الشبابي والممتلئ. إضافة إلى ذلك فإن التقشير ينظف المسام من الأعماق ويزيل الأوساخ والشوائب التي تسبب الانسداد وتؤدي إلى الإصابة بالبثور والرؤوس السوداء، وتساعد هذه العملية، أيضاً، على علاج البقع الداكنة وتصبغات الجلد، التي تظهر بسبب التعرض لأشعة الشمس، وتساعد بشرتك على امتصاص مستحضرات العناية بالجلد بشكل أفضل، حتى تصل المكونات الفعالة والنشطة إلى أعمق المستويات. إليك كل ما ترغبين في معرفته عن الأنواع المختلفة من منتجات تقشير الجلد، وكيفية استعمالها بشكل فعال للحصول على بشرة خالية من العيوب.

النوع المناسب
ثمة طرق مختلفة وأنواع عديدة من المقشرات، تساعدك على التخلص من الخلايا الميتة، ولكن بشكل عام تصنف عملية التقشير ضمن نوعين: الأول: إزالة الخلايا يدوياً من خلال فرك الجلد بمستحضر ذي حُبيبات أو فرشاة كهربائية. والثاني التقشير الكيميائي الذي يعتمد على استعمال الأحماض الطبيعية لإذابة الطبقة السطحية من البشرة.
تتميز المنتجات المعززة بالحبيبات، بكونها مناسبة لمعظم أنواع البشرة وبسهولة استخدامها، فحتى إذا كنت تعانين بشرة جافة أو حساسة بعض الشيء، يمكنك استعمال هذا النوع من المقشرات ما دامت تحتوي على حُبيبات فائقة النعومة. وتُعد المقشرات ذات الحبيبات من أحسن الحيل لعلاج البقع الداكنة، إذ إنها تساعد على تفتيت مادة الـ«ميلانين» المتراكمة التي تسبب اللون البني للبشرة.
كما يُنصح بتجنب المنتجات التي تحتوي على حُبيبات اصطناعية تعرف باسم microbeads، إذ إنها مضرّة جداً للبيئة وتسبب قتل آلاف الحيوانات البحرية كل عام، واحذري أيضاً فرك البشرة بالمستحضرات التي تحتوي على جزيئات خشنة مثل البذور المجروشة، فالأفضل استعمال حبيبات ناعمة، لأن الخشنة منها تحدث تمزقاً غير مرئي على سطح الجلد.
 
إزالة الشوائب
كشفت دراسات عديدة عن أن الفرَش الكهربائية مثل Clarisonic وForeo Luna وOlay ProX Advanced Cleansing System، تُزيل المكياج والشوائب المتراكمة بشكل أفضل من التنظيف اليدوي بست مرات.
أما الإسفنجات مثل الـ«كونجاك الكورية» konjac sponge، فهي الطريقة الأمثل لتقشير البشرة لمن تحب فرك وجهها ولكنها تعاني التحسس الشديد، إذ إنها طبيعية تماماً وتتميز بقوامٍ شبه هُلامي، ينظف البشرة ويقشر الجلد برفق من دون أن يُعرضه لأي ضرر.
أما المقشرات الكيميائية فهي مكونة من الأحماض الطبيعية، المعروفة أيضاً باسم alpha/‏beta hydroxy acids، وهي لطيفة جداً وتناسب جميع أنواع البشرة حتى شديدة الحساسية والناضجة منها. يوضع السائل أو الكريم المعزز بالأحماض الطبيعية على بشرة نظيفة، ويُترك بضع دقائق، أو حتى ساعات حسب التركيبة، ليعمل على إذابة الخلايا والشوائب داخل المسام، ويُعد «حمض جلايكوليك» glycolic acid المستخلص من قصب السكر، من أفضل المقشرات الكيميائية وأكثرها فعالية.

أخطاء شائعة مضرة
هناك أخطاء عدة تقوم بها الكثيرات، ومنها الإفراط في التقشير، والتعامل مع المناطق الجافة أو المتشققة من الجلد بقسوة. قد يبدو تقشير المناطق الجافة عملاً منطقياً، ولكن الحقيقة أن القيام بعملية التقشير مرّات متعددة باستعمال المستحضرات القاسية، يمكن أن يأتي بنتيجة عكسية، حيث يسبب ذلك تهيّج البشرة وإصابتها بالالتهابات المؤلمة والاحمرار، إضافة إلى عودة ظهور القشور الجافة مرة أخرى وبشكل أسوأ من قبل، فمن الأفضل تقشير الجلد برفق حتى يستعيد إشراقه الطبيعي، كما أنه لا يجوز إجراء عمليات التقشير بالمستحضرات الخشنة أو الأحماض أكثر من مرتين في الأسبوع. إذ إن كثرة التقشير قد تسبب حدوث تشققات صغيرة في الجلد، مما يجعله عرضة للالتهابات وفقدان الرطوبة بسهولة.

التوقيت الصحيح
يُنصح دائماً بالتركيز على تنظيف البشرة في الصباح وعلاج مشاكلها في الليل، فإذا كنت تضعين المكياج يومياً، فمن الأفضل تقشير البشرة قبل الخلود إلى النوم، مما يساعد على إزالة كل بقايا المكياج والأوساخ الملتصقة به؛ لأنه من الممكن للتقشير أن يسبب درجة من الالتهابات لبعض الناس، مما قد يجعل البشرة أكثر عرضة للحروق التي تسببها أشعة الشمس، لذلك إذا كنت ستستخدمين المستحضرات المزودة بالمواد المقشرة في النهار، فمن الضروري جداً استخدام كريم واقي الشمس. وأياً كان اختيارك لنوع المقشر أو وقت التقشير، فلا تنسي وضع الكريم المرطب بعد تقشير البشرة مباشرة، للتمتع بوجه ينبعث منه الشباب المضيء.