منذ أكثر من 30 عاماً، والمواطنة كاظمية إبراهيم حسن «أم علي»، تتضرع إلى السماء بالدعاء، في كل مرّة يلعب فيها المنتخب الإماراتي لكرة القدم داخل الدولة وخارجها، وتحرص على حضور جميع المباريات.

• ما سبب وجودك خلف المنتخب في أي دولة يسافر إليها؟
وما الذي يمنع المرأة الإماراتية من تشجيع أبناء وطنها؟ وأعتبر تشجيعي واجباً وطنياً، فقد منحنا الوطن الكثير، وعلينا ردّ جزء من جميل هذا الوطن المعطاء، فلا فرق بين رجل وامرأة والكل يتساوى في ذلك.

• هل تذهب معك نساء عائلتك لتشجيع المنتخب في المباريات؟
رافقني إلى الكويت والبحرين أكثر من 300 سيدة إماراتية من العائلة ومن خارجها، فلا بد من كسر الصورة النمطية المتعلقة بأن التشجيع للرجال فقط، فدعم المنتخب ومؤازرته واجب وطني يتساوى فيه الجنسان.

• حدثينا عن يومياتك، وكيف يكون استعدادك للسفر وتشجيع المنتخب؟
أحافظ على «السّنع الإمارتي» أينما حللت، فالتقاليد والعادات وثقافة المجتمع الإماراتي تجري في دمي، ولن أتخلّى يوماً عن ملابسي التراثية التقليدية المحتشمة، فأنا أعد الطعام بنفسي ولا أسمح للخادمة بالتدخل في شؤون المطبخ، فضلاً عن أن تربية الأبناء والسهر على راحتهم من أهم أولوياتي. وانشغالي بكرة القدم والرياضة بشكل عام، لم يكن عائقاً أبداً أمام أولويات حياتي كزوجة وأم، فبعد أن أنتهي من واجباتي اليومية في رعاية الأبناء، كنت أقتطع وقتاً من أجل متابعة المباريات على القنوات الفضائية باستمرار، كما أنني أتابع أيضاً الكثير من الرياضات الأخرى، وأستمع دائماً لنشرة الأخبار لأعرف ما يدور في العالم من حولي، وعندما أعلم بموعد المباريات خارج الدولة، أفرّغ نفسي للسفر.

• هل أنت راضية عن مستوى «كرة القدم النسائية» في الإمارات، ومنافستهم للرجال في هذا المجال؟
استطاعت لاعبات الإمارات في السنوات الماضية بصفة عامة، ولاعبات كرة القدم بصفة خاصة، تخطي العديد من العقبات التي تَحول دون مشاركة المرأة الرياضية وأثبتن تميّزهن بجدارة، وعلينا تأكيد استطاعة المرأة الإماراتية اقتحام المجالات كافة وليست الرياضية فقط، ونجد ذلك جلياً يوماً تلو الآخر من خلال تعيين سيدات في مناصب عليا، فقد حصلت المرأة الإماراتية على الدعم والتشجيع والتمكين، وهذا ما نشاهده الآن بالفعل.

• هل في ذاكرتك مواقف لا تنسينها أثناء رحلاتك لمتابعة المنتخب؟
المنتخب الإماراتي جزء لا يتجزأ من ذكريات حياتي، فلاعبوه أبنائي، ووجهة مشرفة لتمثيل الإمارات خارج الدولة. وأتذكر أن المنتخب كان على سفر للمشاركة في إحدى البطولات الآسيوية التي أقيمت قبل 10 أعوام، ويومها استعد أبنائي ومعارفنا للسفر لتشجيع المنتخب، ورفضوا أن أسافر معهم خوفاً على صحّتي، كوني كنت مريضة للغاية، إلا أنهم فوجئوا بي معهم في صالة انتظار الطائرة في المطار، وعندما رأوني انتابتنا جميعاً نوبة من الضحك، وسافرت معهم وشجّعت المنتخب.

• كيف ترين المنتخب في السنوات الأخيرة؟ وهل أنت راضية عن أداء اللاعبين والمدربين؟
المنتخب بحاجة إلى اهتمام أكثر من الأندية التي تحتكر اللاعب المحلي، وترفض احترافه في الدوريات الأوروبية؛ لأن احتراف اللاعب في أوروبا يساعده على تطوير مهاراته ويزيد من خبراته التي سوف تعود بالنفع على وطنه في المستقبل.

أم علي:أشجع «نادي الوصل» الإماراتي

تعترف المشجعة «أم علي»، بأنها من مُناصرات «نادي الوصل» الإماراتي، شارحة: «يمتلك الوصل تاريخاً زاخراً بالبطولات والأرقام القياسية، ولُقّب بـ(الفهود، برازيل الإمارات، نادي الوطن)، ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة في كل إمارات الدولة، ولدى النادي سجلّ حافل بالإنجازات والبطولات». وعن نجمها المفضل، تقول: «من الجيل الذهبي فهد خميس، وحالياً إسماعيل راشد، فهما لاعبان مُتميّزان، أشعر بأنهما كالأسُود خلف الكرة، فمن يشعر بأهمية الفوز داخله سوف يتميّز، ويكون في الصفوف الأولى دائماً».