تعمل في مؤسسة ولديك زميل يطلب منك أن تُنجز عملاً لا يستطيع استكماله، فتقضي الساعات تجد وتجتهد حتى يظهر بالشكل الذي يقدمك للمسؤولين بشكل مُشرّف، ولكنك فوجئت بأن زميلك قدّم المشروع بتوقيعه وحصل على الشكر والثناء والتميّز، فتشعر بتدمير الذات.
لديك علاقات إنسانية وتكتشف أن بينهم شخصاً يكيد لك، يُحمّلك مسؤولية فشله، يحاول أن يفرّق بينك وبين أصدقائك، يُشعرك بأنك غبي وغير جدي، تصل إلى مرحلة تشعر بأنك تكرهه وتتمنّى أن يبتعد عن مساحتك، ويبدأ عقلك بالتجول في أوقات مختلفة كالماضي وكيف ستكون علاقتك به مستقبلاً، وتتوتر وتحزن وتنفعل.

هوَس وتشاؤم

تعمل في وظيفة ولديك خبرة ممتازة، وأصبحت متميّزاً في المؤسسة وبدأت تنهال عليك عروض من مؤسسات أخرى، وجاءك اتصال للاتفاق على موعد المقابلة الوظيفية، وقبل الموعد بيوم شعرت بوعكة صحية أعاقت وجودك للمقابلة، فاعتذرت لهم وطلبت تحديد موعد آخر، إلا أن موظف شؤون الأفراد اعتذر مُعللاً ذلك بعدد من الأشخاص الذين سيحضرون المقابلة ومهنيّاً ليس من الإنصاف تأجيل الموعد.
في بعض الأحيان تجد نفسك مهووساً ومتشائماً، بسبب تراكم المشاعر السلبية وتشتت الأفكار والتخبّط في القرارات، عليك هنا التركيز وعدم الاسترجال والاستعجال في حل هذه المشكلة، عليك أن تكون موضوعياً، حاول ألا تعيش القلق، وتأكد أنه من غير المحتمل أن يبدأ خطأ صغير في سلسلة من ردود الفعل التي تنتهي بكارثة كاملة، فلا تُضخّم المشكلة.

خطوات

لتغيير تلك المشاعر المحبطة وإخلاء عُمق الذات من الإحباط والحزن والقلق، عليك تغيير نمط الحياة اليومية والابتعاد عن الروتين اليومي، والذي في إمكانه جعلك كالجهاز المبرمَج يسير بشكل مُمل ويولد الرتابة والكآبة، بالخطوات التالية:
- عدم التجهّم ومحاولة الابتسام بين الوقت والآخر حتى لو لم يكن هناك أناس، فالابتسامة تخفف الكثير من الضغوط وتجعلك متفائلاً.
- امسك ورقة وقلم وأجب عن السؤال التالي «ما الأشياء التي تشعرك بالامتنان»؟ اكتبها وتمعّن فيها، وفكر فيها الآن حتى لو كانت في مراحل سابقة.
- الضغوط تسبب نسبة عالية من المزاج المتعكر والاكتئاب، وأكثر ما قد يُسهم في تغيير المزاج هو فيتامين «د»، لذا عوّد نفسك على أن تجلس تحت الشمس لدقائق، وبالذات في فترة الصباح وقبل انتصاف الشمس في السماء وستُلاحظ التغيير بشكل مباشر.
- ممارسة الرياضة يومياً وأهمها المشي.
- يتحدث الكثيرون عن التأمل وأهميته في التغيير إلى الأفضل، ففي التأمل يستطيع الشخص التخلي عن كل ما يملأ قلبه وعقله من ضغوط فكرية وعواطف سلبية.
- عليك أن تكتب أو تتحدث بالإيجابيات، ويُفضل كتابتها قبل النوم مباشرة، ومن تلك الجمل:
• «أنا شُجاع وأستطيع أن أواجه للحصول على حقوقي».
• «الله أعطاني أكثر مما أحتاج إليه، والذي به أستطيع فعل أي شيء وكل ما أريد».
- الإنصات لتغريد الطيور، حفيف الأشجار، خرير الماء، أو تلاطم الأمواج، حيث تساعد الموجات الكهرومغناطيسية على التناغُم في الدماغ، ويساعد ذلك على الهدوء والاسترخاء.

استشارة

 • متزوج من ابنة عمي منذ سنوات، ولدينا طفلتان، زوجتي مرضت مؤخراً واتّضح أنها مصابة بفيروس (التهاب الكبد الوبائي «سي»). منذ ذلك الحين وأنا لا أستطيع التعامل معها بشكل طبيعي كما كنا في السابق. في الحقيقة، شعرت بأنني نفرتُ منها على الرغم من أنني حريصٌ على علاجها، وألتزم باصطحابها لمراجعة الطبيب، إلا أنني لا أستطيع أن أشعر بالأحاسيس القديمة نفسها والتحاور فيما بيننا. فجأةً فتحت معي الموضوع وطلبت مني الطلاق من دون أن تُبدي الأسباب، فقط لأنها مريضة وتريد الانتقال إلى بيت ذويها، هنا شعرت بالذنب ولم أعلق على الموضوع. أرجو الحل، فأنا أحبها ولكن لا أستطيع أن أتحكم بمشاعري؟
- قد يكون تغيير مشاعرك ناتجاً عن الصدمة، وأنك لم تتوقع مرضها، وهذا شعور طبيعي يجتاح البعض عند معرفتهم بإصابة من يحبون بمرض مُزمن وخطير، وعليه يُرجى أخذ موعد مع «أخصائي نفسي» ليُقابلكما معاً، ويعطي لكل منكما الوقت والمساحة للتعبير عن مشاعركما بشكل فردي وزوجي، ومن ثم تستطيعان اتخاذ القرار الذي بالتأكيد سيتغير لاحقاً.