إلى جانب تخصصه كطبيب «باطنيّة وعلاج السمنة»، يهتم الدكتور الإماراتي عمر الحمادي بدحض ما يصفه بالخرافات التي يُروِّج لها البعض حول «الطب البديل» وتفوّقه على «الطب التقليدي». ويرى أن «العلاج الشعبي» يضر المريض أولاً وأخيراً، وأن الأمان هو في اللجوء إلى أصحاب الاختصاص، بحسب رأيه

بطاقة
د.عمر عبد الرحمن الحمادي
• من مواليد مدينة خورفكان- دولة الإمارات.
• حاصل على بكالوريوس طب وجراحة من (الكلية الملكية للجراحين) في أيرلندا.
• حاصل على شهادة «البورد في الأمراض الداخلية والباطنية».
• حاصل على «ماجستير القيادة في التعليم الطبي» من الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا و«جامعة الشارقة».
• يكتب مقالات طبية منذ عام 2010.
• له مقالات فكرية واجتماعية عديدة في الصحف الإماراتية والعربية والإلكترونية.
• قدّم برنامج «وصْفَة» الطبي في «إذاعة الشارقة»- 2014.

• في زمن الـ«سوشيال ميديا» أصبحت الأمور أكثر تعقيداً، وأصبحت الأخبار حول «الطب الشعبي» و«الطب البديل» مُتداولة ومُصدّقة بين الناس، فما الحل؟
في عالم الطب لا ننصح أي أحد بأن يعتمد على طبيب غير مُتخصص، وحتى لا ننصح الشخص بالاعتماد على معتقدات وموروثات شعبية متداوَلة، بل عليه أن يلجأ إلى الطبيب، الذي درس سبع سنوات في «كلية الطب»، ثم سبع سنوات أخرى في مجال تخصصه، ليكون في خدمة الطب والمريض.. فما الذي يجعلني أترك هذا الإنسان وألجأ إلى إنسان آخر؟ خاصة أنني لا أعرف من أي خلفيّة علمية أتى، ولا أعرف كذلك إن كانت الأدوية التي يستخدمها مُرَخّصة أم لا؟ وهل هي آمنة وفعّالة أم لا؟ لهذا السبب أنصح دائماً بأن نأخذ المعلومة من فم الطبيب المتخصص، وحتى ليس من «الطبيب العام». ولهذا السبب أقول لا يوجد شيء اسمه «طب بديل»، بل هناك طب حقيقي مبني على منهجية علمية، وعلى النقيض هناك «طب خرافة» يقدمه للناس أشخاص غير مؤهلين، يعتمدون على الأعشاب والخلطات الشعبية غير الموثوقة في نتائجها.

اختلاف طبي

• لكن قد يختلف الأطباء فيما بينهم، فمثلاً يقول أحد الأطباء عن حالة سرطان معينة، إنه يجب علاجها بالكيماوي، بينما يرفض طبيب آخر من الاختصاص نفسه والحالة المرضية نفسها هذا العلاج. فأين نجد الإجابة الشافية في المؤسسة الطبية الكبيرة نفسها؟

هي وجهات نظر تستند إلى مراجع طبية ومدارس علمية مختلفة، فهم يناقشون الخيارات العلاجية، وجميعها تندرج تحت مظلة «الطب الحديث». وحتى كتب الطب تجد أن هناك خيارات متعددة لعلاج المرض نفسه، فهذه المنطقة الرمادية التي يحدث فيها الخلاف نحن نتركها للمريض، بعد أن نشرح له الحالة والمضاعفات، ونقول له الحلول المتوافرة ليُقرّر المريض نفسه ما الذي يريده، لكن إذا كان هناك حالة واضحة مثل مريض بـ«الإيدز»، فهناك أدوية تكبحه، وهنا الطبيب لا يُخيّر المريض بل يتوجه إلى العلاج فوراً من دون تردّد.

مؤامرة عالمية

• يتردد دائماً بأن شركات الأدوية العالمية هي من تنشر الداء لتستفيد من تسويق الدواء.. فإلى أي حد هذه المقولة صحيحة؟
مروِّجو هذه المقولة هم أصحاب نظرية المؤامرة العالمية.. فدائماً هناك نظريات مؤامرة في السياسة والاقتصاد، وكذلك في الطب، ولكن في المقابل أنا لا أنفي أن هناك تحيّزاً داخل شركات الأدوية. لكن في وجه شركات الأدوية هناك مجموعة من الأطباء النقاد الذين يبحثون في الأدوية والأبحاث الطبية، وعندما تكون نتيجة البحث سيئة فلا يتوانون عن كشف هذه الحقيقة، خاصة الأبحاث التي تجريها بعض تلك الشركات التي تصبّ في مصلحتها أولاً وأخيراً وأصلاً «شركات الأدوية» لا يمكنها اختراع أمراض، فهي موجودة وتنتقل من الحيوانات على سبيل المثال، قد نكتشفها بشكل متأخر ولكنها موجودة.

كتب
صدر للحمادي كتب عديدة، هي:
• (37 درجة مئوية: أوراق طالب طب)- 2012.
• (الطب النبوي بين الفقيه والطبيب)- 2014.
• (الصراع مع غريندايزر: نصوص في التنمّر الإلكتروني)- 2017.
• (50 فكرة يجب أن تعرفها عن الطب)- 2018.