أميرتي.. اليَوْمَ حَانَتْ سَاعَةُ الفِراقِ
فَشاهِدي أَميرتي احْتِراقي.. حَقيبَتي تَنْتَظِرُ انْطِلاقي
جَمَعْتُ في أَحْشائِهَا أَوْراقي
لأَبْدأَ المسيرةَ الجديرَة.. وَأَهَبَ الجَناحَ لِلقَصيدَة
وَأنْتِ يَا أميرتي المجيدَة.. سَتَرْقُبينَ عَوْدَتي السَّعيدَة
وَقَدْ يَطولُ الانتِظارُ لكِنْ.. تَبْقَى القُلوبُ أَجْمَلَ المسَاكِن
وَفي فُؤادي طولَ عُمْري كُنتِ.. وفي حِمَى شُرْيانِهِ سَكَنْتِ
فَلا تَظُنّي أنَني سأَنْسَى.. وَأَنْتِ كُنْتِ بَهْجَةً وَأُنْسَا
مَا نَسِيَتْ يَوْماً أَخاها الخَنْسا
اليَوْمَ يا أميرتي سَأَمْضي.. مُفَتّشاً في كُلِّ هذي الأَرْضِ
عَنْ مَوْقِعٍ ما فيهِ زَرْعُ بُغْضِ
لَعَلّني أَرتاحُ في ظِلالِهِ.. أَذوبُ في رِمَالِهِ
أَعْبُدُ رَبّي آمِناً فِيهِ وَمِنْ خِلالهِ

شعر

أخيراً أقولُ وَدَاعاً وَأَمْضي

وَدَمْعَةُ عَيْني بِمَا فيَّ تُفْضِي

لِمَدْرَسَةِ الحُبِّ أُغْلِقُ بَاباً

بَيَأْسٍ وَبَعْضي يُصَارِعُ بَعْضي

فإِنَّ القلوبَ لدَى القَوْمِ صَارَتْ

بِلا الحُبِّ آلاتِ بَسْطٍ وَقَبْضِ

يُحِبُّون أَنْفُسَهُمْ لَيْسَ إِلا

وَهذي المحَبَّةُ يَنْبوعُ بُغْضِ

يُغَنّونَ لِلزَيرِ لا لا تُصالِحْ

فَيُصْدِرُ لِلصُّلْحِ مَرْسومَ رَفْضِ

وَقانونُ قومي القديمُ الجديدُ

يَصُدُّ السَّلامَ وَبِالثأرْ يَقْضي

وَأَعْلَمُ أَنّ قراري مُريعٌ

وَيَأْمُرُ قَلْبي بِإيقافِ نَبْضي

وَلكِنَّني سَأظلُّ وَفيّاً

لِعَهْدٍ سَيَبْقى بِلا أَيِّ نَقْضِ

أنا وَالمَحَبَّةُ عَيْنٌ وَنورٌ

وَلكِنَّ عَيْني تَتوقُ لِغَمْضِ

وَرُغْمَ العَناءِ يَقولُ فُؤادي:

سَيَنْتَصِرُ الحُبُّ في كُلِّ أَرْضِ