ربما تساءل كثيرون عن الإسوارة الحمراء، التي ترتديها شخصيات سياسية وثقافية ورياضية في الإمارات، منذ أشهر، وتحمل عبارتي: «ها هم أصحاب الهمم» و«كلنا معاً»، بعد سنوات من سياسات وبرامج، سعت إلى دمج هذه الفئة، وتفعيل دورها في المشهد الاجتماعي، وفي منظومة الإنتاج العامة.
الواقع أن الإسوارة الحمراء دلالة رمزية على دعم «أصحاب الهمم»، وإزالة كل الحواجز أمام انخراطهم في الحياة العامة، وهي كذلك ترويج خاص للأولمبياد الخاص (الألعاب العالمية، أبوظبي 2019)، الذي تستضيفه الإمارات في 14 مارس، بمشاركة 190 دولة، يمثلها 7500 رياضي.
الحدث عالمي بامتياز، وينظم منذ العام 1968، ويشكل تضامناً إنسانياً مع الرياضيين من أصحاب الإعاقات، الذين ترى فيهم الإمارات طاقة عالية من التحدي والإبداع، فأطلقت عليهم اسم «أصحاب الهمم»، لئلا يعيقهم سبب عن الاستمرار في الحياة بفاعلية وعطاء، وليصنعوا التفوق والنجاح. فوراء كل رياضية ورياضي في الأولمبياد قصة معاناة، تحولت إلى مثابرة واجتهاد وإلهام للآخرين.
الإمارات، التي استضافت خلال الشهرين الماضيين كأس العالم للأندية، وبطولة آسيا، تستقبل «أصحاب الهمم»؛ لأن التنافس الرياضي لا يقتصر على الأصحاء تماماً، والمجتمعات الحية، لا تقبل أن يكون أي جزء فيها معطلاً، ولا تكرس أي صورة نمطية عن صاحب إعاقة، بأنه غير قادر على تجاوز محنته، وتحويلها إلى مثال للتحدي والأمل.
الأولمبياد الخاص، يلفت أنظار المجتمع إلى الطاقات الإبداعية لأصحاب الهمم، ويقدر أهمية مشاركتهم في الألعاب الرياضية، بنسختها الخاصة بهم، ويشجع روح التطوع في المجتمع، كما أنه فرصة لوضع المواهب المبدعة من هذه الفئة تحت دوائر الضوء الإعلامية، بما يعكس احتراماً كبيراً لما فعلوه حتى تخطوا كل العقبات التقليدية، وقرروا أنهم أبطال يستحقون منصات التتويج، مثل غيرهم.

ضوء

سنرى المعنى الحرفي للهمة على الملاعب، وفي روح التنافس الرياضي، حين نتوجه إلى مدينة زايد الرياضية، اعتباراً من 14 مارس المقبل في «عام التسامح»، لدعم المتنافسين في الأولمبياد الخاص، لنشجع فرقاً ولاعبين ولاعبات، ولنرى ما يمكن أن نصنعه في حياتنا، ونحن ننظر إلى معجزات «أصحاب الهمم».