رحل مصمم الأزياء العالمي كارل لاغريفلد اليوم عن عمر يناهز الـ 85 عاماً إثر وعكة صحية، تاركاً ورائه إرثاً عريقاً من الأناقة والجمال، ومصدر إلهام يستند عليه الجيل القادم.

وفي ظل تراجع صحته في الفترة الأخيرة اعتذر كارل لاغرفيلد حضور عرضي أزياء دار شانيل للأزياء الراقية ضمن أسبوع باريس للموضة، هو الذي لم يغب سابقاً عن أي عرض للدار في السنوات الأربعين الأخيرة له فيها. 

آمن لاغرفيلد بعلامة شانيل فتولى منصب الإدارة الإبداعية منذ عام 1983، ووفقا للعقد المبرم بين الطرفين فإن كارل وقع على استمرارية عمله في الدار حتى وفاته.

ولد لاغرفيلد في ألمانيا لعائلة متوسطة الحالة، وعمل في مجال تصميم الأزياء قبل أن يدرس فنون الرسم، ليطلق أول مجموعة "هوت كوتور" تحمل اسمه في عام 1958


لم تقتصر تصاميم لاغرفيلد على دار شانيل بل صمم لعدة دور أزياء أخرى أهمها: "كلوي، وفندي وديزل، وتيزاني".

ولم يشعر كارل بأي تعب على الإطلاق خلال مسيرته المهنية، وتميز بشخصيته النابضة بالحياة، ورغم تعديه سن الثمانين إلا أنه بقي يتنقل من بلد لآخر، وهو ما جعل العلماء يرغبون في اختبار حمضه النووي معتقدين أن جيناته تحتوي على إكسير الشباب الأبدي، لكنه رفض اقتراح العلماء لأنه يعتبر أن الأشياء الفريدة هي معجزة لا تحتاج إلى تحليل.

ومن إحدى الأمور المميزة في شخصية كارل حبه للقطط لدرجة أنه أصدر كتاباً خاصاً عن قطته البيضاء المدللة "شوبيت"، والتي عين من أجلها مربيتين، ومنعهما من تقديم الطعام لها على الأرض بل على سفرة باذخة جداً.

"العدسات الملونة تجعل العالم يبدو أجمل ويصبح الجميع أصغر بعشر سنوات"، من هذا المنطلق لم يتخلى كارل عن نظارته السوداء يوماً والتي يعتبرها مثل ظلال الجفون المحمولة، ولا يوجد له غير صورة واحدة فقط من دون النظارات الشمسية والتي تعود لفترة شبابه.

وبرع كارل كذلك بفن التصوير، إذ حرص على تصوير أجمل النجمات خلال الجلسات التصويرية، وحصل على العديد من الجوائز العالمية.