• يحتفل العشاق تزامناً مع صدور هذا العدد بـ«يوم الحب».. إنها مناسبة (14 فبراير)، أو كما يشدو «القيصر» كاظم الساهر في إحدى أغانيه «عيد وحُب هاي الليلة.. العيد بعيدَين»، وسواء اتفق أم اختلف بعضنا مع هذه المناسبة فلن يتغير الحال، بمعنى رفض المناسبة لن يُلغيها أو يُنفر الناس المعتادين عليها. في المقابل، لا نجد أن المؤيّدين لـ«الفالنتاين» قادرون على جعل الحب الذي يحتفلون به يقضي على حالات ومشاهد العنف، القتل، الدمار، الكرْه والحقد التي نشهدها أو نعيشها أو على الأقل يخفف منها.
عنّي شخصياً، أرى أن الذي ابْتدَع مناسبة «يوم الحب»، ولخّصها في يوم واحد هو (14 فبراير)، كان يعي بأن الناس والكثير من الفئات والطوائف ستتذابح وتتقاتل طوال أيام السنة، ثم يُمثلون الحب في يوم واحد! عموماً، لن أكون So Cool، إذا قلت إنه لا مانع في ظل ما يجري عربياً أن نشتري الفرحة ونحتفل بالحب الضائع أو الغائب وندفع ثمنه مقابل ورُود «رُوز»، وبطاقات مُعايَدة مرسوماً عليها قلوب حمراء، و«عشاء» رومانسي مع الحبيب. وفي هذا السياق، أعددنا في صفحات الفن بـ«زهرة الخليج» هذا العدد، مجموعة لقاءات مع عدد من أهل الفن، نرصد من إجاباتهم فيها مفهومهم للحب بعد سنوات من الزواج، أو بعد أكثر من تجربة زواج، وقد أمتعني شخصياً ما قاله العاشقان نَجْمَا غلافنا، المخرج الإماراتي علي مصطفى، وزوجته سيّدة الأعمال المصممة مها غورتون.. فالكلام الذي يصدر من القلب بصدق وشفافية، لا بد أنه سيصل إلى القلوب، فقراءة مُمتعة، وصدَق مَن قال «يوم حُب.. خير من 364 يوماً بلا حبّ!»

• في إطار مناسبة «يوم الحب»، شاهدنا ولمسنا نوعاً آخر من الحب، ليس بين العاشقين، بل ذلك الذي يجمع بين الأصدقاء وزملاء المهنة. ففي رمضان الماضي شهدنا المصالحة التي أجراها الإعلامي علي العليان، في برنامجه بين المطربتين أحلام ونوال الكويتية، بعد عداء طويل. والأسبوع الماضي حدث اللقاء الأول المباشر بينهما إثر المصالحة، عندما توجهت أحلام إلى منزل نوال في الكويت لتلبية دعوة العشاء الذي بدأ بالعناق والبكاء، وانتهى بمجموعة من الـ«سنابات» التي انتشرت عبر وسائل «التواصل الاجتماعي». وتزامن ذلك مع تغريدة أطلقتها المطربة أصالة عبر «تويتر» تقول فيها: «كم أكره النّفاق والمنافقين والمنافقات، النفاق يا جماعة سرطان المجتمع، والنفاق عكس الأخلاق وعكس التعامُل الطيّب.. وخَلَص هَلّأ ارتحت». فردّت عليها أحلام مُغردة: «أي والله يا أصالة يا حبيبتي، أنا مع نوال بالأمس حكينا كتير في الموضوع نفسه، كيف أن المنافقين في إمكانهم دَسّ السّم في العسل، الله يُبعدهم عنّا يا رَبّ. وأبشّرك، أنا ونوال اتفقنا ما نترك لهم مكان أبداً في حياتنا. فعلاً النفاق سرطان المجتمع، والله يا حبيبتي إلا ما رَبّي يكشفهم لنا أكيد». فعلّقت «صُولا»: «خبر صلحكم أسعد ملايين الناس وأنا منهم.. مبروك، وإن شاء الله نستمتع بعمل يجمعكم». لتُجيبها (حلّومة): «أكيد متأكدة أنه أسعدك هالخبر أصّوله». ولأن بعض الخبثاء هَمَسُوا في تعليقاتهم عبر وسائل التواصل، أن تلك التغريدات ما هي إلا «حرب خفيّة» بين امرأتين ذكيتين. وسأكتفي بسرد هذه القصة: «يُحكى أن رجُلاً عجوزاً كان جالساً مع ابنٍ له في القطار، عمره 25 سنة، وكانت تظهر الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب الذي كان يجلس بجانب النافذة.. فأخرج يده من النافذة وشعر بمرور الهواء صارخاً: «أبي انْظُر.. جميع الأشجار تسير وراءنا»، فابتسم العجوز مُتماشياً مع فرحة ابنه. وكان يجلس إلى جانبهما زوجان، ويستمعان لما يدور من حديث بين الأب وابنه، وشعروا بقليل من الإحراج.. إذ كيف يتصرف شاب عمره، 25 سنة، كالطفل؟! وفجأةً صرخ الشاب مرّة أخرى: أبي، انظر إلى البرْكة وما فيها من حيوانات، وانظر إلى السّحَاب إنه يسير مع القطار»، واستمر تعجّب الزوجين، إلى أن بدأ هطول المطر، فقال الشاب وهو يصرخ سعيداً: «أبي.. انظر إنها تُمْطر والماء يلمس يدي»، وفي هذه اللحظة لم يستطِع الزوجان السكوت، وسألوا الرجل العجوز: لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟ وهنا أجابهم العجوز: «إننا قادمون من المستشفى، حيث إن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته».
بالتالي، أحياناً نتسرّع في كلماتنا ونتوصّل إلى جرح الآخرين، فلا تتسرع في الحكم على الآخرين، أو الاستهانة بمشاعرهم. أمّا لمن قد يتساءل: ما علاقة القصة بخبر أصالة وأحلام ونوال؟ أجيب: المعنَى في قلب الشاعر، وكم منكم أيها القرّاء شُعراء ماهرون!