من الرائع، أن نعيش أحداثاً مهمة. ونحن نعرف أنها أصبحت جزءاً حيّاً من التاريخ المعاصر، ونظل نحتفظ بها قصصاً سعيدة عن أيام جميلة كنّا فيها، فلا أحد يريد تذكر الآلام والأحزان.
الزمان: مطلع فبراير 2019 (عام التسامح الإماراتي). المكان: أبوظبي. الحدث: لقاء الأخوة الإنسانية، بين رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس، والإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، وتوقيعهما وثيقة «إعلان أبوظبي»، وحجر الأساس لبناء مسجد الإمام أحمد الطيب، وكنيسة القديس فرنسيس في أبوظبي، وأيضاً ستبني العاصمة «بيت العائلة الإبراهيمية» تخليداً لأول زيارة لبابا من الفاتيكان إلى الجزيرة العربية.
يستطيع من تابع هذه الأحداث أن يقول إنه شهد ولادة مفهوم «الأخوة الإنسانية» في سياق لقاء أبرز القيادات الروحية، وإعلانها عهداً جديداً من الفهم المشترك لرسالة الأديان في حفظ الكيان الإنساني من الأذى، وإعلاء قيم العيش السلمي المشترك، والتسامح، وأن تكون الأديان سبباً لسعادة البشر، لا سبباً للبغض والعداء.
وثيقة «الأخوة الإنسانية» وضعت قواعد لفهم الأزهر الشريف والفاتيكان للمعاني الروحية التي جاءت بها الرسالات السماوية، ولا يضرها كل ما التصق بها من تطرف وإرهاب. فالأديان لا تبيح كل ما يعرض الحياة الإنسانية للهلاك والدمار، وقطعاً، هي ضد الكراهية والإقصاء والتمييز، بسبب الدين أو الطائفة أو اللون.

ضوء
أبوظبي صنعت الحدث التاريخي الأكثر أهمية في مطلع 2019، وهو حدث تنويري، سيكون له تأثير إيجابي في تقارب أتباع ديانات ومعتقدات أخرى. فالعالم مرّ بقسوة وظلام خلال قرون طويلة، وآن الأوان ليبدأ عصر جديد من «الأخوة الإنسانية».