يبدو أن وسائل التواصل الإجتماعي أثرت فعلاً على "ما يطلبه المشاهدون" في قنوات الإعلام التقليدية، وصارت البرامج الإجتماعية الأكثر طلباً من المشاهدين أنفسهم وتحظى بنسب مشاهدة عالية، هذا الأمر جعل من كبار المذيعين المعروفين في الوطن العربي يدخلون غمار عالم البرامج الإجتماعية، وآخرهم الإعلامي اللبناني المعروف "نيشان دير هاروتيان" عبر برنامجه الجديد "أنا هيك".

نيشان المعروف بثقافة إدارة الحوار مع أهم الفنانين العرب، بخبرة تمتد عشرون عاماً من الحضور التلفزيوني، ويذكره الجمهور العربي ببرامج قوية مثل "أنا والعسل" و"مايسترو"، و"شكو ماكو"، و"العراب"، وآخرها مشاركته في البرنامج الكوميدي "رامز تحت الأرض"، الذي أدى فيه حواراً فنياً سريعاً بغية إيقاع النجوم في شبكة رامز جلال.

البرنامج الذي اختاره نيشان هذه المرة ليس كسابق برامجه، فمن عنوانه "أنا هيك" يأخذ نسق استضافة أناس اختلفوا عن المجتمعات التي يعيشون فيها، أناس عاديون لكنهم اختاروا طرقاُ مختلفة عن الآخرين لحياتهم، تبدوا الفكرة جميلة لكن التطبيق العملي أظهر حفيظة الجماهير العربية لأن أغلب الحالات التي تم تقديمها هي لضيوف تمردوا على القيم المجتمعية العريقة في عالمنا العربي، وكأنه يقول للناس "أنا هيك"، والذي لا يعجبه باستطاعته تغيير القناة.

عرض البرنامج قصصاَ لحالات فردية ناقشت أمور بالغة الحساسية مثل "التبني، المساكنة، الشذوذ، المثلية الجنسية، التعري، وموضوعات أخرى" مما عرض نيشان لعصف من الإنتقادات في وسائل التواصل الاجتماعي، ووأثار البرنامج استغراب عدد كبير من النقاد والمتابعين والجمهور بسبب هذا التحول في مسيرة نيشان الإعلامية، وتساءلوا: لماذا اختار نيشان أن يعرض برنامجه حالات تثير الخوف في أشد المجتمعات انفتاحاً، دون أن يقرأ الأسباب التي دفعت هؤلاء ليكونوا كما هم بعيداً عن تصويب الحالات، وكأننا ننشر "غسيلنا".

على الطرف المقابل اعتبر البعض من مستخدمي "تويتر" أن ما يطرحه نيشان في برنامجه من مشاكل لم تأتي من كوكب آخر، بل تظهر في الشوارع والأماكن العامة ويعرفها الجميع، وأن الأمر لا يعدو شيئاً أكبر من مجرد استضافة نماذج حقيقية وواقعية موجودة في المجتمع، تتحدث عن نفسها وتجاربها. واعتبر المؤيدون عدم وجود أي مشكلة في البرنامج وأن الشاشات لابد أن تعكس مثل هذه الحالات لمعرفة الأسباب وراءها.