ذكرى جلال فامبروسيل، هولندية من أصول مغربية، متزوجة من رجل أعمال هولندي، ولديها طفل في السادسة من العمر. درست اللغات وعملت مترجمة في بلجيكا، انتقلت مع عائلتها إلى دبي منذ ثلاثة أشهر، واختارت فيلا جميلة في مدينة محمد بن راشد لتسكنها.

في زاوية مطلة على بركة السباحة بدأت حديثها قائلة: «شاهدت العديد من المنازل في دبي، وعندما أتيت إلى هنا أدركت فوراً أنني وجدت ضالتي، فالمنزل جديد ومفتوح المساحات سيراً على الطراز الأوروبي. لا أحب الغرف الصغيرة بل أحب المساحات المفتوحة والأنوار الكثيرة. كما أن المدينة آمنة كسائر المناطق في الإمارات، وثمة الكثير من العائلات التي تقطن المجمع، حيث يستطيع ابني ركوب الدراجة الهوائية في الخارج، والتنزه بجوار البحيرة الجميلة، كما أن الخضرة تغلفنا من كل مكان».

المصدر بلجيكي
أول ما تلاحظه في هذا المنزل، هو دفء ألوان مفروشاته المريحة، واللوحات والأعمال الفنية المنتشرة في كل مكان، عن المفروشات تقول ذكرى: «بالنسبة للمفروشات أتينا بها جميعها من بلجيكا حيث كنا نقيم، لأننا تعجبنا بساطة وأناقة مصممي المفروشات البلجيكيين».
يندرج أسلوب المنزل تحت الطراز المعاصر، وتسهب ذكرى في شرح محتوياته: «المفروشات تأتي في هذا السياق من ناحية التصميم والألوان، ولكنها في الوقت نفسه دافئة، وعملية، وسهلة التنظيف. خامات عديدة حرصنا على أن تتضمنها غرفة الجلوس مثلاً كالجلد والشامواه والتويد. اخترنا الأثاث من أحد متاجر المفروشات المعروفة في بلجيكا، هناك ناقشنا مع خبيرة من المتجر، لوحة الألوان والمواد المرغوبة لمنزلنا في دبي، طلبنا النغمات الطبيعية أي الألوان الترابية، الأخضر والرمادي الداكن Taupe، والكثير من الخشب والرخام. اقترحت علينا مندوبة المتجر قطعاً اخترنا منها ما يتناغم مع ذوقنا».
وعن طريقة اختيار المفروشات المثلى تقول: «هو أمر يجب أن يتم وينمو بالتدرج، كأن تأتي ببعض المفروشات وتضعها في المنزل وتزيد عليها قطعاً بالتدريج لمعرفة كيف تبدو مع بعضها. بالنسبة لنا نحن نفعل ذلك. لاحقاً زدنا بعض قطع الانتيك والاكسسوارات الزجاجية، وهكذا أصبح المنزل حقيقياً وحياً. بالطبع المفروشات الكبيرة تُشترى مرة واحدة وباقي المفروشات والاكسسوارات يتم تجميعها من هنا وهناك رويداً رويداً بمرور الوقت».
يعكس هذا المنزل الذي انتقلت العائلة إليه هرباً من برودة الطقس في بلجيكا، حيث كانوا يقيمون، شخصيتها وشخصية زوجها على حد وصفها: «نحب القراءة والكتب والفنون والزهور والأسلوب المعاصر في الديكور. في منزلنا مزيج من المواد الطبيعية، حتى إن لدينا بامبو من الهند في الصالون. كل شيء هنا متصل بالطبيعة. ثمة لمسات لنقوش حيوانية. وأنا سعيدة ومتفاجئة بالعيش هنا، ولقد بدأت في مشروع صغير يتعلق بتصميم الأزياء، وهو شغفي منذ الصغر، وأعتقد أنني أمتلك موهبة جيدة فيما يتعلق بتناسق الألوان والإطلالات، تنعكس أيضاً على طريقة تزييني منزلي وتنسيق اكسسواراته».

الأعمال الفنية
ثمة العديد من اللوحات الفنية المتناثرة في أرجاء الفيلا، والتي يدور معظمها حول الوجوه، ويكتنف معظمها الغموض التجريدي. ثمة لوحة تزين ركناً صغيراً يطل على بركة السباحة تزينه لوحة للفنان «دانيال مارتان» رسام هولندي، وهي أول تصميم ابتاعه زوج «ذكرى» من أحد المعارض الفنية. وعندما تمعن النظر في اللوحة تخاطبك عينان لوجه غامض، لا يمكنك تمييز جنس صاحبهما، وعما إذا كانتا لرجل أو امرأة وقد يكون الاثنان معاً.
 لوحة حديدية معلقة في الصالون ترمز إلى الأبدية ودورة الحياة على الأرض. وقطعة أخرى لطائر مشهور في بلجيكا، ابتاعتها العائلة خلال مزاد علني. تقول عنها ذكرى: «كنا نعيش في منزل بلجيكي داخل الغابة حيث الكثير من الطيور وهذا الطائر المنحوت يذكرنا بمنزلنا هناك».
على يمين باب المنزل ومدخله، ثمة منحوتتان حديديتان إحداهما على شكل رأس بشري والأخرى تمثل الجزء العلوي من جسد امرأة، عنهما تقول: «لدى زوجي مسبك للحديد والصلب، ويعرف الكثير من الفنانين فقرر صنع المنحوتتين الموضوعتين في مدخل المنزل».

المكتبة العتيقة
في مقابل غرفة الجلوس، تقبع مكتبة خشبية جميلة، تبين لنا لاحقاً أنها مصنوعة قديما في بلجيكا من الخشب العتيق المعاد تدويره والذي يعود لنحو 100 عام ويدعى خشب «ريفا 9020».

تتميز غرفة الطعام بطاولتها الرخامية بنية اللون، زينتا باكسسوارات زيتونية أنيقة. وهناك شاهدنا لوحة تمثل وجه امرأة فسألنا عنها سيدة المنزل لتجيب: «هي للفنان (كوسبو فاسن) أعجبت زوجي لأنها تشبهني عندما كنت صغيرة».