أن يقي الإنسان جسده من المطر بواسطة مظلة، أو أن يمشي على الأرض الشائكة من دون أن يشعر بالألم، لأنه يحمي قدميه بحذاء، وأن يصل إلى ثقافة الآخر الساكن في نصف الكرة الأرضية البعيد، عن طريق مشاهدته في المربع الصغير في صالته، هذا مما يسهّل عليه العيش من دون ضغط البحث عن وسيلة سريعة للحياة السعيدة. لم يكن اكتشاف النار إلا بدايةً للوصول إلى الفضاء، وخلال هذه المسيرة التي نقلت البشري من كهف البساطة إلى المدن المتطورة بتنامٍ مشهود، لم يتوقف العقل عن ابتكار كل ما من شأنه أن يعين على تسهيل الحياة. ولاهتمامها بكل ما يعني الإنسان وسعادته وإبداعه، فقد خصصت دولة الإمارات شهر فبراير من كل عام، شهراً للابتكار، بعد نجاح أسبوع الإمارات للابتكار خلال عامي 2015 و2016، والذي يقام هذا العام تحت شعار «الابتكار يبدأ بك»، تشجيعاً للمبتكرين، وتحفيزاً للمؤسسات لتبني الممارسات الابتكارية، وتنفيذاً للأفكار المبتكرة على مستوى الدولة.

طباعة ثلاثية الأبعاد
بعد تصميمها الرقمي، وعن طريق رَصّ طبقات الخامة المراد تشكيل المجسّم منها، تعمل الطابعة ثُلاثية الأبعاد، من أجل تصنيع منتجات مختلفة تُستخدم في مجالات عديدة، كالطب، الفضاء، البناء، الهندسة، والتعليم وغيرها، ممّا يُسهل على العاملين في هذه الميادين عملهم. ترجع بدايات هذه الطابعة إلى عام 1986، حيث تم إصدار أول براءة اختراع لجهاز المجسمات (SLA) لتشارلز هال. ومن استخداماتها الطبية، تشخيص الجنين، حيث يتم بعد عمل الأشعة طباعة جسم مشابه لجسم الجنين، للكشف المبكر عن التشوهات. كما يتم عن طريق الجهاز صناعة الأذرُع الصناعية والعظام البديلة للعظام المتآكلة.

بطاقة الائتمان
أن يحمل الشخص المال في محفظته من دون ورق، من عجائب القرن الـ20 وما بعده، حيث أصبح من الإمكان التوتر بسبب نسيان النقود في المنزل أو المركبة البعيدة، أو سرقتها، عن طريق حمل بطاقة صغيرة الحجم وعظيمة المحتوى. بالعودة للتاريخ، فإن أول بنك أصدر بطاقة مشابهة هو «بنك فرانكلين الوطني» في أميركا عام 1951، ثم بدأت الفكرة في الانتشار إلى البلاد الأوروبية ثم العربية، ولم يعد المرء مضطراً إلى إثقال جيبه بالأوراق والمعادن النقدية.

التسوق عبر الإنترنت
eBay وAmazon، لا يمكن أن تخطر هذه الأسماء على سمع أحدهم من دون أن تشير إلى سوق كبيرة ومُتعددة السلع، وهما من الوسائل الحديثة التي أسهمت في تطور الشكل التجاري التقليدي، وتوفير الوقت والجهد، وفي أحيانٍ قليلة المال، على المشتري والبائع. بدايةً هذا الاختراع كانت على يدي هاتين الشركتين عام 1995، ثم بدأ في الظهور على السطح العديد من الشركات التي سهّلت على الناس الوصول إلى السلع المراد اقتناؤها من كل مكان في العالم.

الهولوجرام
كانـت «أم كلثوم» تطفو في هواء «شتاء طنطورة» بالسعودية منذ أيام، تغني بخفة على المسرح، كما لو أنه زمنها. هذا كان سيصبح خبراً كاذباً لو ورد منذ سنوات في الصحف، ولكنه ليس كذلك الآن، وبفضل تقنية الـ«هولوجرام»، والتي تتشكل عن طريق جهاز يعتمد على الموجات الضوئية، التي تتصادم من أجل تخطيط جسم مُراد تصويره، ثلاثي الأبعاد، يمكنه نقل صور الراحلين من الذاكرة إلى مدى النظر.

المساعد الشخصي الذكي
هو عبارة عن نظام إلكتروني، يتلقّى الأوامر بصوت صاحبه ويُنفذها بما لديه من مصادر، قبل أن يبحث الشخص بنفسه في شبكة الإنترنت عن شيء أو منتج، يمكنه أن يطلب من المساعد الذكي أن يعمل على البحث عنه، وكذلك شراء المنتج وإيصاله إلى باب المنزل، لتوافُر معلومات العنوان لديه. التقنية موجودة في أجهزة خاصة وكذلك كتطبيقات على الهواتف الذكية، وأشهرها نظام «أليكسا» الموجود في جهاز خاص بـ«شركة أمازون»، وتطبيق (Siri).

منازل مسبقة الصنع
هي منازل ثابتة أو متنقلة، يتم تصنيع أجزاءها في المصنع قبل نقلها إلى موقعها، مما يوفر الوقت في عملية البناء، حيث يمكن أن ينتهي تجهيزها فيما يُقارب الثلاثة أسابيع، بحسب حجم المنزل. بدأت هذه التقنية من القرن الماضي بالولايات المتحدة الأميركية، وكانت البيوت المبنيّة خشبية، وهي الأكثر انتشاراً في شمال أميركا. كما يمكن الإشارة هنا إلى البيوت الصغيرة المتنقلة (الكرافانات)، والتي تسهّل لمحبي السفر البري والتخييم الحصول على رحلة مريحة.

نظام الملاحة GPS
الطريق إلى أي مكان لم يعد من الصعب العثور عليه، كما كان في السابق، ولا يحتاج السائر إليه أن يسأل أهل المكان أو حتى يجعل سائق سيارة الأجرة أن يرشده إليه مقابل أجرة الطريق، كل ما عليه الآن أن يعمل على تنزيل تطبيق خاص على هاتفه أو استخدام جهاز ملاحة في سيارته. كان الهدف من هذا النظام في البداية عسكرياً، حيث كان يساعد طائرات والقطع البحرية للجيش الأميركي وحلفائه على الوصول إلى أهدافها في مختلف الظروف الجوية.