في الـ25 من فبراير الجاري، ستتجه الأنظار إلى الحفل 91 لتوزيع جوائز الأوسكار. وعلى الرغم من الانخفاض الملحوظ في عدد مشاهدات الحفل في السنوات الأخيرة، والجدل الذي تثيره بعض الاختيارات؛ إلا أنّ الجائزة ما زالت تتبوأ مكانتها العريقة كأقوى وأشهر الجوائز السينمائية، فالكثير من الناس لا يشاهدون الأفلام لكنهم يعرفون الأوسكار، مثلها مثل جائزة نوبل، وما زال الممثلون والمخرجون والمنتجون يحلمون بترشيحٍ يؤهلهم للصعود إلى المنصة الأغلى لدقيقةٍ واحدة، وحفر أسمائهم في الذهب. ومؤخراً أعلنت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة قائمة الترشيحات لجوائز الأوسكار المقبلة، وسنركز هنا على قائمة الأفلام المرشحة لجائزة أفضل فيلم، وتشمل ثمانية أفلام شاهدت ستةً منها حتى الآن.

Green Book

نال هذا الفيلم البديع خمسة ترشيحات أوسكار عن فئات مختلفة. وتجري أحداثه في الستينات، حيث يتناول القصة الحقيقية لعازف بيانو أميركي من السود، يستأجر حارساً أميركياً من أصول إيطالية، ليصبح سائقه الخاص خلال جولة موسيقية في مناطق الجنوب التي تتفشّى فيها العنصرية. فيلم Green Book مختلف في كل شيء، فلا نشعر بأنه موجَّه بطريقةٍ مباشرة لاستجداء التعاطف أو الترويج لشعارٍ ما، بل يظهر محايداً بعد وضع الحقائق، ويركّز على التفاصيل الجمالية في صناعة الصورة، وهو ما أنتج لنا فيلماً ممتعاً بصرياً بحوارات رائعة بين «فيجو مورتينسين» و«ماهرشالا علي» اللذين استحقّا ترشيحهما لأوسكار أفضل ممثل وأفضل ممثل مساعد.

Black Panther

صدقت توقعات المخرج العالمي كريستوفر نولان، الذي تنبّأ بأن يكون فيلم Black Panther من بين المرشحين لأوسكار أفضل فيلم، فيما يبدو أنها خطوة من الأكاديمية لإشراك الأفلام الجماهيرية التي حققت أرباحاً كبيرة في شباك التذاكر، بغضّ النظر عن آراء النقّاد. على الرغم من أن فيلم Black Panther متفوق في مجاله، إلا أنه يتذيل من حيث الترتيب قائمة الأفلام التي أتمنى حصولها على الأوسكار، وأرجو ألا أُصدَم بفوزه يوم الحفل.

A Star Is Born

يُقال إن ليدي غاغا ستغنّي برفقة برادلي كوبر أغنية Shallow على مسرح الأوسكار، بعد ترشيحها لأفضل أغنية أصلية. لكن هذه الجائزة لا تكفي، فمنذ عرض فيلم A Star Is Born وعشاق الفيلم يتوعدون باكتساح الجوائز الكبرى، ويبدون متعصّبين لفنانتهم ليدي غاغا أكثر من تعصبهم للعمل نفسه، وهم محقّون في ذلك، فالمطربة الشهيرة قدمت أداءً استثنائياً برفقة كوبر، في فيلم آسر ومؤثر، لكنني لا أتمنى فوزه بالأوسكار في ظل وجود منافسين أفضل برأيي، ولعل فوز ليدي غاغا بأوسكار أفضل ممثلة سيكون المهدئ الوحيد لحنق الجماهير في حال خسارة جائزة أفضل فيلم.

Bohemian Rhapsody

الفيلم الذي يشقّ طريقه بثبات ويحصد الجائزة تلو الأخرى، على وقع أغنية We Are The Champions لفرقة Queen الشهيرة. سأتجرأ على القول إن 80% من قوة هذا الفيلم تكمن في تجسيد النجم (رامي مالك) لشخصية المغني الراحل فريدي ميركوري، وبعد فوزه بجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثل، تبدو فرصته كبيرة جداً في الفوز بالأوسكار عن الفئة نفسها. أما فيما يخص جائزة أفضل فيلم، فسيكون فوز Bohemian Rhapsody مبالغةً ومفاجأةً بالنسبة إليّ، وحفل الأوسكار عوّدنا دائماً على المفاجآت.

Roma

(كل الطرق تؤدي إلى Roma). وكل ما أتمناه أن تفوز هذه التحفة الفنية بأوسكار أفضل فيلم، وعندها لن أهتم كثيراً بمصير بقية الجوائز. 10 ترشيحات أوسكارية نالها الفيلم من بينها أفضل مخرج وأفضل ممثلة وأفضل سيناريو أصلي وأفضل تصوير سينمائي وغيرها. قلقي الوحيد من أن يخسر الفيلم الجائزة بسبب اتجاه الأكاديمية لمنحها للأفلام التي تخدم بعض القضايا الرائجة، وفي هذه الحالة قد يُمنح روما أوسكار أفضل فيلم أجنبي مراضاةً له، مما قد يقلّص من حظوظ ممثلنا العربي: فيلم (كفرناحوم) من لبنان.

Vice

هكذا تصنع فيلماً عظيماً عن سيرة رجل سياسي: بالسخرية اللاذعة! يتناول فيلم Vice قصة (ديك تشيني) الذي كان نائباً للرئيس الأمريكي جورج بوش، ويقال إنه كان القائد في الظل، والمدبِّر الحقيقي لحربي أفغانستان والعراق. فيلم كُتِب بحرفيّة عالية وأُخرِج بدهاء، وفيه من رائحة مسلسل House Of Cards. طاقم التمثيل فخم ومخضرم: ستيف كاريل، إيمي آدامز، سام روكويل، وبقيادة كريستين بيل الذي يغيّر وزنه كأنه يغيّر قميصه، وسينافس بقوة على أوسكار أفضل ممثل، من حيث الترتيب فإن Vice هو ثاني عمل أتمنى حصوله على أوسكار أفضل فيلم بعد Roma.