يحمل شهر فبراير الجاري مُسمّى «فبراير المملكة»، على صعيد الحفلات في السعودية، بعد أن سُمح للشركات والمتعهدين التقدم بطلباتهم في التعاقد مع مطربين خليجيين وعرب وعالميين، لنيل تراخيص غناء لهم. وفي هذا السياق، كان الجميع يتوقعون أن يأتي حفل الفنان محمد عسّاف في العاصمة السعودية الرياض، مثاليّاً ورائعاً، لاسيّما أنه الأول له هناك، هذا عدا الشعبية الكبيرة التي يمتلكها في السعودية، وتحديداً من جانب الجالية الفلسطينية المقيمة، لكن «تجري الرياح بما لا تشتهي السفن». فما إن انتهى الحفل حتى تلقّت «زهرة الخليج» اتصالات عدة من جانب كثيرين حضروا الحفل، مُبدين تذمّرهم إزاء ما حدث، ومُعلنين أن عسّاف غنّى سبع دقائق ثم غادر المكان. ورصدنا آراء بعض الحضور، كما تحدث لنا عسّاف، موضحاً موقفه مما حدث في حفله الذي جاء ضمن الفعاليات المصاحبة للبطولة السعودية الدولية لمحترفي رياضة «الجولف».

كلام جمهور

بدايةً تقول الإعلامية أسماء الحمد، التي حضرت حفل محمد عسّاف في الرياض: «مدّة حفل عسّاف في الرياض قُرابة السبع دقائق، بعدها أخبر الجمهور «سننال استراحة قصيرة وأعود إليكم». وبعد دقيقة من مُغادرته المسرح، خرج علينا أحد مُنظّمي الحفل ليُعلن عن انتهائه، وانتقدت أسماء المكان قائلة: «هذا أصلاً مُو مسرح، فالجلسات أرضيّة، والمسرح متواضع جداً».
من جانبها، تقول لمى عرفات: «كنت مستاءة جداً من تنظيم حفل محمد عسّاف في «مهرجان عبيه للخيول». ألوف من الناس لم يستطيعوا الدخول من زحمة سوء التنظيم، على الرغم من أن لديهم تذاكر، لكن كما كان يُقال لنا إنه لا أماكن خالية في الداخل. وقد قدّم عسّاف أربع أغانٍ فقط، وكلّفني حضور الحفل أنا وعائلتي ما يُقارب الـ(15 ألف ريال)، كان الحفل صفعة أليمة».

عسّاف يوضح

التقينا الفنان محمد عسّاف، عقب وصوله إلى دبي، إذ يُقيم في منطقة «جميرا بارك» منذ ثلاث سنوات، وقال: الحفل كان رائعاً، حضره جمهور غفير، تفاعلوا معي بشكل كبير، لكن المنظمين لم يعرفوا كيف يُسيطرون على الناس في الحفل، فطُلب منّي إيقاف الحفل من جانب المسؤولين، وهو ما حدث بالفعل، فبعد نصف ساعة من غنائي استأذنت الجمهور لنَيْل استراحة قصيرة، وما إن غادرت المسرح حتى أبلغ الجمهور من القائمين على الحفل بانتهائه.
وأوضح أنه غنى لمدة نصف ساعة وليس سبع دقائق كما غرد البعض في وسائل التواصل، موجهاً الشكر والاعتذار للجمهور قائلاً: «سامحوني، وأعدهم في القريب بحفل آخر في السعودية وتحديداً في مدينة جدة، وما إن يتم توقيع العقد سأكشف موعد الحفل». مشيراً إلى أنه «كان مفترضاً أن أغني لساعتين، لكن المنظمين وجدوا أن الموضوع صعب، وأن الفوضى أخذت تعم المكان، ففرضوا قرارهم بإيقاف الحفل حرصاً على أمن الحضور والمكان».
ونفى أن يكون قد بعث برسالة عبر تطبيق الـ«واتساب» يقول فيها إن «سبب إنهاء الحفل هو رقص الجمهور»، مؤكداً «هذه الرسالة مُزوّرة، وأنا بريء منها» وأضاف: في النهاية عليّ كفنان أن أحترم قانون البلد الذي أغني فيه، فعندما يُقال لي إن أمن المكان يفرض إنهاء الحفل، يجب أن ألتزم بذلك.
وعن جديده قال عساف: «تعاقدت على الغناء في مهرجاني «جرش» و«الفحيص» في الأردن، كما سيكون لديّ في الصيف حفل في لبنان التي أزورها الأسبوع المقبل لتسجيل أحد البرامج، وكنت قد انتهيت من تسجيل حلقة من برنامج «هذا أنا» لصالح «قناة الإمارات». ويمكن القول إن أغنية «مكانك خالي» كان وجهها خيراً عليّ، فجرّاء تفاعل الجمهور معها جاءني أكثر من حفل.

«فبراير المملكة»

يُعد هذا الشهر في السعودية موسم الحفلات، وتم برمجتها تحت عنوان «فبراير المملكة»، فبعد حفل محمد عسّاف، أحيا المطرب راشد الفارس حفلاً في الرياض، تلاهُ حفل للمطرب خالد عبد الرحمن، ضمن (مهرجان الملك عبد العزيز للصقور)، وفي المهرجان ذاته اجتمع جابر الكاسر وعايض في حفل شبابي، وغنّت المطربة بلقيس إلى جانب النجم العالمي شون بول في (مدينة الملك عبد الله الاقتصادية)، وأحيت المطربة أحلام حفلاً في الرياض، وتُحيي أصالة يوم 11 فبراير حفلاً في ملعب جامعة الأميرة نورة في الرياض، وفي المكان ذاته يُحيي رابح صقر حفلاً بتاريخ 13 فبراير، وفي منطقة العلا وضمن مهرجان «شتاء طنطورة» يُحيي المطربان كاظم الساهر وإلهام المدفعي حفلاً يوم 15 فبراير. وفي المهرجان ذاته يجتمع المطربان راشد الماجد وماجد المهندس يوم 22 فبراير في حفل سيتم فيه تكريم المطرب عبد الكريم عبد القادر. ويُحيي المطرب تامر حسني في التاريخ ذاته حفلاً في جدة.