جميل أن يعيد لنا محرك البحث "غوغل" الذاكرة لفنانة لها حضورها الخاص، وصوتها العالق بالذاكرة، نعم إنها الذكرى الـ 114 لميلاد الراحلة ماري منيب، الذي مضى محملاً بأعمال كثيرة لراقصة وممثلة مسرحية وسينمائية، هي التي قالت يوماً في إحدى لقاءاتها، إنها حين رأت الجمهور انسحبت وخافت.

بدأت مسيرتها الفنية في ثلاثينات القرن الماضي، ونتاجاتها اللاحقة تركت بصمة حقيقة في عالم الفن، ولدت في بيروت 11 فبراير 1905وعاشت في القاهرة، حيث ولدت مع الفن وكبرت معه. بدأت كراقصة في ملاهي القاهرة، يوم كان الرقص الطريق إلى الفن والتمثيل والمسرح، في عام 1937 انضمت إلى فرقة الريحاني المسرحية، أدت أدوار الحماية الثرثارة كشخصية كوميدية، تحاول أن تخرّب العلاقات، واعتبرت "أشهر حموات السينما المصربة" لتتواصل رحلتها الفنية على مدى أكثر من 35 عاماً.

شاركت في ما يقرب الـ 200 فيلم ومن أهم أدوارها  السينمائية "بابا أمين، سي عمر، والمليونيرة الصغيرة"، وكانت تؤدي دور المرأة البلدي، تزوجت من الممثل فوزي منيب، في إحدى رحلاتها بالقطار حيث ولدت قصة حب، سرعان ما كانت طريق للفن، والطلاق معاً بعد أن اثمر طفلين.  

ورغم أنها مسيحية، إلا أنها عاشت في أجواء إسلامية وهضمت معنى ثقافة التسامح والتعايش، وتزوجت من زوج أختها التي توفيت، المحامي عبد السلام فهمي، لتربي أولادها، وأنجبت منه ثلاثة أولاد، ويقال إنها أسلمت.

كانت طريقتها في الأداء لها بصمة خاصة، تملأ المسرح بحركتها، ورغم بدانتها، إلا أنها استطاعت أن تكوّن كاركتر خاص بها، في مسرحية "القضية نمرة 14"، قالت إنها أصيبت بالخرس، ولم تنطق بكلمة حين واجهت الجمهور.