لأنها صوت أصيل يحمل نكهة «الزمن الجميل» مُطعّماً بحداثة موسيقى الحاضر، لم يكن غريباً أن يتم اختيار ابنة مدينة الدار البيضاء، المغربية أسما لمنوّر، لتكون ضمن لجنة تحكيم برنامج «الزمن الجميل»، إلى جانب زميليها الفنانين أنغام ومروان خوري، والذي بدأ عرضه أسبوعياً على «قناة أبوظبي». وأسما عدا كونها مشواراً من الحب والتقدير والاحترام، هي رحلة من العطاء والمثابرة على النجاح على الصعيدين الفني والعائلي من خلال أمومتها لطفلها الوحيد «آدم».

• تشاركين كعضو لجنة تحكيم في برنامج «الزمن الجميل»، من خلال خبرتك، هل ترين أن المتسابق المشارك، كي يصبح مطرباً محترفاً، في حاجة إلى دراسة أكاديمية تُصقل موهبته؟ أم شركة إنتاج تتبنّاه؟ أم برنامج مواهب ينطلق من خلاله؟
المشوار الفني يختلف من شخص إلى آخَر، فقد يصدف أن يكون الواحد منا ذاهباً إلى الاستوديو لأجل تسجيل أغنية ما، فيجد هناك مصادفة من يهتم بموهبته، ويقدم له اللحن المناسب لصوته وطريقة الأداء السليمة ويتبنّاه، أو يجد منتجاً يتعاقد معه، بالتالي كل ما ذكرته في سؤالك مطلوب، إضافةً إلى عامل الحظ، لكن الأهم من كل هذا هو مدى اجتهادك وطموحك ومُثابرتك. ففي رياضة الملاكمة، إذا أحب الملاكم إنهاء المباراة، عندها يلقي بـ«الفوطة» التي يحملها، أما نحن المطربين فلا نرميها، بل يجب أن نظل مُثابرين إلى أبعد الحدود، قد نتعب ونخسر مرات، لكن تقدير كلّ منا لموهبته وإيمانه بقُدراته هذا يشجعه على أن يقوم وينهض مع كل كبْوَة.

اختلاف وشروط

• مع كثرة برامج اكتشاف المواهب الغنائية، كيف يختلف برنامج «الزمن الجميل» عن غيره؟

جميع هذه البرامج تُقرّب المسافات للموهوبين، وبوابة أسرع من الطرق القديمة في الوصول إلى الجمهور، وكسب الاحتكاك والخبرة وأشياء أخرى على المسرح، وكل هذا في حد ذاته شيء مُهم. و«الزمن الجميل» له طابع خاص، فهو كمسمّى يرمز إلى الفترة الكلاسيكية في الموسيقى العربية، فدورنا وتركيزنا أكبر في أن نستشف مدى موهبة المشاركين وإجادتهم لهذه الكلاسيكيات، ومعرفتهم وتعريفهم بالمقامات العربية الأصيلة وكيفية التعامل معها، وفي الوقت نفسه تقديم النصائح لهم من خلال تجاربنا الفنية، خاصة أننا من أبناء هذا الزمن.

• ماذا كانت شروطك عندما عُرض عليك الانضمام إلى لجنة تحكيم البرنامج؟
هو اتفاق تم بين إدارة أعمالي والشركة المنتجة للبرنامج، لها علاقة بأي ظهور إعلامي لي، وكيف سيكون شكلي فيه، ومدى اقتناعي بالفكرة. وبصراحة، لمست في هذا التعاون قمة الرقيّ من جانب المسؤولين في «أبوظبي للإعلام» والجهة المنتجة، هذا عدا أن اختراع فكرة جديدة وجميلة تجسّدت في البرنامج، تُحسب لـ«قناة أبوظبي» التي أعتبرها بيتي، إذ كانت لديّ مشاركات سابقة معهم في أفكار أخرى، تُعنَى بالكلمة واللحن واللغة والشعر العربي والعامّي، من خلال برنامَجَي «أمير الشعراء» و«شاعر المليون». باختصار، لم تكن هناك شروط بيننا، بل مجال للتفكير بصوتٍ عالٍ لأجعل كل خطوة من خطوات «الزمن الجميل» مُفيدة للمتسابقين، ولنا كفنانين وللجمهور المستمع والمتابع.

• في الحلقات الخمس الأولى المسجلة من البرنامج، هل من طرائف أو مواقف تذكرينها لنا؟
لأن فكرة البرنامج قائمة على أننا في الحلقات الأربع الأولى لا نشاهد فيها شكل المتسابقين، بل نستمع لهم وهم من وراء الباب، لذلك كانت طريقة تعاملنا مع (الباب) صعبة، وتحديداً كيف ترد على الشخص إن أخطأ أو افتعل شيئاً في مَغْناه. والطرافة الكبرى هي تخميناتنا لأشكال المغنّين، فكل مرة كنا نستمع فيها لمتسابق من خلف الباب، يأخذنا الخيال إلى كيف هي صورة هذا المتسابق؟ هل هو طويل أم قصير؟ رفيع أم بَدين؟ إلى أن وصلنا إلى الحلقة الخامسة التي بدأنا بها نشاهد المتسابقين، وفوجئنا بأن من صوته ضخم وكبير، بدا في ملامحه أمامنا رفيعاً ورقيقاً والعكس.

مديح المتسابقين

• نحن نتابع الحلقات الأولى من البرنامج، لمسنا من لجنة التحكيم الإطراء على بعض المتسابقين. مثلاً قولك لأحدهم: «أنت لست فقط سلطنتنا كلجنة تحكيم، بل أيضاً سلطنت الحيطان»، وقول أنغام لآخَر: «انت حتكون من أهم الأصوات العربية». فهل أنت مع سياسة المديح هذه؟ أم مع تحجيم المتسابق كي لا يعتريه الغرور من البداية؟

عندما كنت أتابع برامج أخرى لاكتشاف المواهب، ما إن يعجبني صوت أحدهم، حتى أجد نفسي لا شعورياً أتفاعل وأمتدح هذا المتسابق، فما بالكم لو كنت جالسة في موقع لجنة التحكيم؟ بالتأكيد لن أستطيع إخفاء إعجابي وحماستي؟! لكن الطريقة المثلى في التعامل مع موهبة المتسابقين هي الانتقاء في الكلام، فلا نُبالغ في المديح ولا نُحجّم من قدره، بل نتكلم بالمعقول، فإذا كان صوته نشازاً يُمكن إيصال الرسالة إليه بطريقة معينة، وإذا كان صوته رائعاً فما المانع من أن نحفزه، فقد يُصبح هذا المتسابق يوماً ما زميلاً لنا في الساحة الغنائية، وعندها سيتذكر أنه عندما كان متسابقاً، امتدحت صوته أسما لمنوّر وأثنت عليه ولن يغيب ذلك أبداً عن ذاكرته.

• كعضو لجنة تحكيم، مرّ عليك العديد من المتسابقين، فهل بتِّ قادرة على العزل بين مهمتك في الحكم عليهم بحيادية من موقعك، وبين منح عاطفتك جزءاً من القرار في الاختيار؟
في موقع المسؤولية، يتم وضع العواطف جانباً حتى لا نظلم أحداً. لكن الجميل في البرنامج أني وزميليّ، أنغام ومروان خوري، كان لدينا تقارُب وتجانس في الآراء والذوق حول حكمنا على المتسابقين.


الانتصار للمرأة

• بعد أن استمعت لكل الأصوات المشاركة في المرحلة الأولى من برنامج «الزمن الجميل»، لن نسألك عن من ترشّحين للقب ومن أي جنسية الفائز؟ لكن من باب التنبؤ، من سيفوز باللقب ذكر أم أنثى؟

على الرغم من أنني كنت أتمنى أن تكون الفائزة بلقب برنامج «الزمن الجميل» فتاة، لكني أتوقع أن الكاسب سيكون شاباً، خاصة أن عدد الشبّان الذكور المشاركين في البرنامج، ومن أصل الـ(800) الذين تقدموا للبرنامج كان أكثر من عدد الفتيات. أيضاً، كمية الموهبة وجمالية الصوت التي نسمعها في البرنامج من الشبان هي أكبر من البنات.

• أليس في إمكانك أنت والفنانة أنغام أن تنتصرا للمرأة، وتقلبا الموازين لجعل العنصر النسائي هو مَن يفوز بـ«الزمن الجميل»؟
نحن ننتصر للمرأة في قضايا أخرى وتهمها أكثر، لكن على صعيد لجنة التحكيم، نحن هنا مسؤولتان ولا مجال لتحوير الأمر إلى العاطفة، ثم لو أننا انتصرنا لها في «الزمن الجميل» سنظلمها إذا كانت أقل موهبة من الرجل. عموماً، لننتظر ونرَ، فالعبرة في النهايات.
مدرستي الغنائية

• في ظل إمكاناتك الصوتية المتميزة، تبرُز بين الحين والآخر مغنيات يستعرضن بأجسادهن لا أصواتهن ويَنلن شهرة. فهل يُحبطك هذا؟
كلمة «إحباط» لم ترد عليّ في كل الفترات التي اشتغلت فيها، لأن مدرستي الغنائية أفتخر بها، وفيها كلاسيكيات الموسيقى العربية من المحيط إلى الخليج، وعندي موسوعية في التعلم الأندلسي والشرقي، أي أني نهلت من كل الأنواع الموسيقية التي قدرت عليها، وما زلت أنهل، لأنه في هذا المجال على الإنسان التعلم دوماً. أيضاً، ومن خلال حفلاتي وألبوماتي وظهوري الغنائي لم يكن لديّ لخبطة نهائياً.

• الإحباط لم يُصبك، لكن ألا يمكن أن يصيب المتسابقين في «الزمن الجميل»؟ خاصة أنهم في البرنامج يقدمون فناً أصيلاً، لكن بعد أن ينطلقوا في حياتهم سيلمسون أن متطلبات السوق من الأغاني مختلفة؟
في ظل وجود الموهبة، من الذكاء أن تعرف كيف توظّف إمكاناتك بشكل صحيح، وإن حدث هذا لن يصيبك الإحباط، وعموماً، إذا كان في برنامج «الزمن الجميل» فنان موهوب بقدرٍ كافٍ، فلا خوف عليه من أن يدخُل معترَك الساحة الغنائية بالأسلحة التي يملكها.

تنافُس «لجنة التحكيم»

• كما سيرصد الجمهور التنافس بين المتسابقين في «الزمن الجميل»، سيحكم أيضاً على أداء لجنة التحكيم، ويُقارن بينك وبين أنغام ومروان خوري. فهل أنت مستعدة لهذا النوع من التنافس؟

لا أرى المسألة من هذه الزاوية، خاصة أننا كلجنة تحكيم على قدرٍ كافٍ من الوعي والنضج والرقيّ، بالتالي للجمهور ما يريد، لكننا كلجنة تحكيم لسنا في موقع تنافس بل تكامُل.

«ألبوم» خليجي 

انتهت المطربة أسما لمنور من تسجيل أغاني ألبومها الجديد، وكما تقول: «ألبومي خليجي 100%، وهو من إنتاج وتوزيع «روتانا»، ومن المتوقع أن يكون موعد صدوره في مُناسبة «عيد الحب» هذا الشهر. وهذا الألبوم يتضمن (14 أغنية)، وأتعاون فيه لأول مرة مع الملحن المتميز ياسر بوعلي، كما لديّ تعاونات مع الملحنين: (سهم، يم، راكان وحمد العماري). وعلى صعيد الكلمات أتعاون مع الشعراء: سعود بن محمد بن عبد الله الفيصل، العانية، عزوف، قوس وآخرين.. وأعدكم بشيء رائع».

تعاونات الثلاثي.. أسما وأنغام ومروان

هل سيُثمر برنامج «الزمن الجميل» عن تعاونات مُقبلة بين أعضاء لجنة تحكيمه المكوّنة من الفنانين: مروان خوري، أنغام وأسما لمنور، على صعيد الأغاني والألحان؟ في هذا يقول مروان: «الحديث برغبة التعاون بيننا موجود من زمان، لكن كانت الظروف دَوْماً تَحُول دون ذلك، إنما داخل قلبي الرغبة في أن أقدم لحناً لأنغام وآخَر لأسما. لذلك ما إن ننتهي من «عجقة البرنامج» سأعقد جلسات ثنائية مع كلٍّ منهما، ونبدأ التجهيز لأغانٍ مُقبلة». وتؤكد أسما هذا التعاون قائلة: «هناك كلام بيني وبين مروان خوري حول أن يُلحّن لي أغنية، وها أنا أنتظره».