د. كلير القاعي

يعطي جهاز تسمير البشرة أشعة تشبه الأشعة التي تعطيها أشعة الشمس، وهي الأشعة فوق البنفسجية، وبتركيز عالٍ جداً. وفي العادة، تذهب النساء إلى الصالونات أو المراكز المتوافرة فيها هذه الأجهزة للحصول على اللون الأسمر، أو لون إسمرار الجلد المائل إلى اللون الأحمر أو البرونزي، وهو لون مرغوب جداً من قبل شريحة عريضة، لما له من ميزة جمالية.
ويستخدم جهاز التسمير الاصطناعي بتسليط الأشعة ما فوق البنفسجية على الجلد خلال فترة زمنية محددة، بحيث يزيد لون الإسمرار مع زيادة وقت التعرض للأشعة. ومن المعروف أن أشعة الشمس فوق البنفسجية، هي ثلاثة أنواع (A) و(B) و(C)، والنوع الأخير لا يصل إلى الأرض مُطلقاً، لأن طبقة الأوزون تَحُول دون ذلك، بينما النوعين الأولين يصلان وتكون الأشعة من النوع (A) الأطول، وتصل إلى طبقات عميقة في الأدَمَة، وتكون مسؤولة عن التصبغ باللون الغامق، وتعطي الجلد لون الإسمرار. أما الأشعة من النوع (B)، فهي الأقصر والمسؤولة عن الحروق وصبغ الجلد باللون الأحمر.
وتجدر الإشارة إلى أن الاعتماد على أجهزة التسمير له خطورة عالية جداً، لأنها تُعرّض الجلد وخلال فترة زمنية قصيرة لكميات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية من النوعين (A) و(B)، وفي الأغلب تكون 95% من الحالات من النوع (A)، و5% من النوع (B) فقط. وهذه العملية تُضاعف من خطر أشعة الشمس والإصابة بـ«سرطان الجلد»، لأن الأشعة فوق البنفسجية لها تأثير مُخرب لـ(DNA) الجلد، ما يؤدي إلى احتمال ظهور خلايا شاذة، بالتالي «سرطانات جلدية»، بإضافة إلى خطر الشيخوخة المبكرة بسبب تدمير أشعة التسمير الاصطناعي لألياف الـ«كولاجين» والألياف المرنة، وإصابة الجلد بالترهّل والضعف في مُرونته وظهور الخطوط والتجاعيد، كما أنها ُتنقص من مناعته.
استخدام أجهزة التسمير الاصطناعية، أمرٌ غير مرغوب فيه طبياً، ويُنصح بتغطية العينين خلال التعرض لأشعتها، بسبب تأثيرها المؤذي والضار على العينين، ويُفضّل أيضاً توصية الناس بعدم التعرض لهذه الأشعة لفترات طويلة، مع الحرص على استخدام المرمّمات الجلدية والمرطبات اللازمة، وقد يكون الأفضل، الاعتماد على أشعة الشمس الطبيعية للحصول على السّمرة، على أن تتم على فترات زمنية معقولة وفي ساعات ما بعد الظهر لتجنيب الجلد الأذية.

نصيحة
عندما تدخُل الأشعة فوق البنفسجية الجلد وتُصيبه بالضرر، يُخزّن الجلد هذا الضرر لفترات طويلة، فالضرر يبقى ونقول في هذه الحالة، إن الجلد له ذاكرة ويحفظ الإساءة التي تعرّض لها. لذا من الأفضل عدم استخدام التسمير الاصطناعي نهائياً، فصحيح أنه يعطي لوناً جمالياً لفترة مؤقتة، إنما الضرر الناتج عنه كبير ونهائي.