السيدة الفقيرة، السيدة الثريّة، السيدة التي يتساقط قلبها كما الثلج على أرصفة مهجورة، السيدة القوية، السيدة المرحة، السيدة القادرة على أداء كل الأدوار بـ«الحساسية» الفنية العالية ذاتها. إنها سيدة الشاشة الخليجية، الفنانة الكويتية، حياة الفهد.

بدأت مسيرتها في التلفزيون عام 1964، بمسلسل «عائلة بُو جَسّوم»، بينما كانت إطلالتها المسرحية الأولى قبل عام من ذلك في مسرحية «الضحية». ومذّاك، أضْحَت الفهد واحدة من العلامات الفارقة في الفن على المستويين الخليجي والعربي. ولعل ما كانت تعيشه الكويت، آنذاك، من نهضة ثقافية شاملة، مَكّنها هي ورفاقها من تقديم أعمال كثيفة وعميقة دخلت معظم البيوت العربية.
وما لا يعرفه الكثيرون عنها، أن هذه الفنانة الكبيرة هي شاعرة أيضاً، صدر لها ديوان «عتاب».
فقدت حياة الفهد والدها وهي صغيرة، بعد ولادتها عام 1948. ولم تُكمل دراستها، لكنها وبعصاميّة نادرة تعلمت الكتابة والقراءة باللغتين، العربية والإنجليزية.
قدمت حياة الفهد عدداً من المسرحيات والمسلسلات، من بينها «رقية وسبيكة» و«درس خصوصي» و«خالتي قماشة» و«خرَج ولم يَعُد»، وغيرها من الأعمال إلى جانب عمالقة الفن الخليجي.
حياة الفهد لم تكتفِ بالتمثيل وكتابة الشعر فحسب، وإنما كتبت أعمالاً درامية أيضاً، أبرزها «الأخ صالحة» و«دمعة يتيم».
الفهد تعتبر أن «المستفزّين لا موهبة لهم، هم عارٌ على الدولة. للأسف، أنا أتكلم عن الفنانين الذين يملكون موهبةً وينجرفون وراء السوشيال ميديا»، في تأكيد جدّي على التزامها بالفن العميق ونأيها عن النجومية الزائفة التي سرعان ما ينطفئ بريقها، ولهذا فهي تربّعت على عرش النجومية بأعمالها الكبيرة.
تزوجت الفهد للمرة الأولى عام 1963، ورُزقت بطفلة وحيدة هي سوزان، ثم تزوجت ثانية، لكن زواجها الثاني أيضاً لم يدم.
هذه الفنانة الكبيرة كانت مصدر إلهام ومبعث ثقة كبيرة لعشرات الفنانات اللواتي ظهرن بعدها في منطقة الخليج، فهي ورصيفاتها مثل سعاد العبد الله مَن رَصفن طريقاً بالدموع والكفاح والمثابرة، لأجيال قهَرت كل العوائق من أجل الوقوف على خشبة المسرح أو أمام الكاميرات.