نسمع عن مصممين ارتبطت أسماءهم بعالم الموضة والأزياء، وباتوا في الشهرة والضوء، ولم يغب نجمهم بعد موتهم، بل بقوا وكائنهم تركوا إرثاً ينتقل من جيل إلى جيل، كونه بصمة الفن والابتكار.

لويس فيتون، وكيف تربع اسمه بين أهم المصممين العالميين للماركة الأغلى عالمياً؟

في البداية لا بد من التعريف بهذه الماركة العالمية للأزياء، والمتخصصة في المنتجات الجلدية، لاسيما الحقائب، الأحذية، الساعات، والنظارات الشمسية، وهي بلا شك من الماركات الأكثر شهرة في العالم. تاريخ إنشائها كان في سنة 1854، فهي الأقدم بين منافسيها، والأكثر أسطورية بينهم، ومن أشهر منافسيها غوتشى، دولتشى آند غابانا، وبرادا. بين الطفولة والتاريخ حكاية نسجها الخيال، لتتحول إلى واقعٍ يستحق التصفح، واقع يشهد له الزمن. عشرات السنوات، وهذا الماركة ما زالت تلمع، وبريقها لا يزال حتى اليوم يزين أزياء أهم سيدات المجتمع.
في السطور التالية نطلع على أهم المحطات التي مر بها لويس فيتون، وأسرار انطلاقه نحو عالم الشهرة وغيرها.

وراء هذا الإسم تقف حكاية، تعيدنا إلى قصص الأفلام والروايات، كونه الطفل الذي هرب من زوجة والده. رأى النور في 4 أغسطس من عام 1821، بإحدى القرى الفرنسية. توفيت والدته وهو في العاشرة من العمر، فاضطر والده للزواج، ولكن قساوة وظلم زوجة أبيه دفعته للهرب، ودخول عالم التحدي في مدينة الجمال باريس. عمل بمهن عديدة، وحين وصل إلى عمر 16 سنة، كان له محطة في مشغل لتصنيع الصناديق لدى شخصٍ يدعى مارشال، ومرت السنوات إلى أن وصل إلى ضربة الحظ التي نقلته من الظل إلى نور الشهرة وكان هذا عام 1854حين بدأت خطواته في عالم التصميم الذي فتح له باباً على الثراء والشهرة.

في هذا العام  عرف أوجيني "زوجة الإمبراطور نابليون الثالث"، والتي أعجبت بإبتكاراته وأفكاره الخاصة لصناعته الحقائب، فطلبت منه تصنيع صناديق خاصة لها لتوضيب حاجياتها، ليؤسس بعد ذلك علامة لويس فيتون التجارية. ثم توالت السنوات مشكلة محطات في سيرته وطريقه نحو الشهرة والثراء، وقد فتحت له مشاركته في المعرض الدولي عام 1867، باباً جديداً فازداد الطلب على منتجه. بعد ثماني سنوات من المشاركة والبحث عن التميز في عالم الصناعة، صمم حقيبة  تختلف عن الحقائب في السوق حقيبة فيها جيوب وأزرار، وأماكن للأوراق، وأخرى للمال، فحقق ضربة جديدة في التصميم، دفعته  نحو أسواق جديدة خارج باريس، فإفتتح أول فرع له في لندن عام  1885.

الحكاية تتواصل، فقد توفي هذا المبدع والمؤسس لشركة لويس فيتون عام 1892، قبل أن يحصد المجد ويصل للعالمية، ولكن ألا يكفي أن يبقى أسمه مشعاً، ويأتي أبنه جورج ويواصل المشوار الذي بدأه والده . إذ جورج الذي طور العمل ووصل بالعلامة التجارية إلى الصدارة العالمية، وشهد بعدها شارع الشانزليزيه في باريس افتتاح متجر لويس فيتون عام 1913. وهنا تصدق مقولة "من خلّف ما مات"، فكيف إذا كان هذا الخلف مبدعاً ويحمل من روح والده الكثير.
 
طور ابنه في حقائب السفر والتي تميزت بأقفال سحرية، وفي عام 1925 طلبت كوكوشانيل تصميماً خاصاً لحقيبة سفر، وكانت من أول حقائب الدار، المشوار يتواصل لتكون منتجات لويس فيتون من بين أغلى عشر ماركات في العالم. إفتتحت الدار متجرها الأول في الشرق الأوسط بالكويت عام 1983، لتغطي الآن كثير من الدول العربية مثل السعودية، لبنان، البحرين، الإمارات، لتصبح اليوم واحدة من أبرز الماركات العالمية وأكثرها شهرة.