غرّدت الفنانة اللبنانية نانسي عجرم مُتضامنة مع الفقراء والمشردين والنازحين وكل المحتاجين، أمام عاصفة البرد والشتاء التي ضربت دول حوض البحر المتوسط وأولاها لبنان. نانسي طالبت الدولة اللبنانية بأن تقوم بعملها، وأن تساعد هؤلاء الذين غمَرت السيول منازلهم المتواضعة وخيامهم الهشّة. طبعاً هي لفتة جميلة وفي منتهى الإنسانية. ولكن، ألم يكن حريّاً بالفنانة الجميلة التي تملأها العاطفة نحو البؤساء، أن تقوم بحركة ما؟ تصرف ما؟ فعل ما؟ ليس من الإنسانية بشيء أن تكون قادراً على فعل خير بسيط، وتتركه وتعبّر عن رغبتك في تحقيقه، لكن عبر الآخر. سيطل اليوم أحدهم ويُجيبني، ومن قال لك إن نانسي لا تفعل الخير؟ نعم. أعرف هذا وأعرف جيداً أن أغلب الفنانين الأثرياء، وهم بيت القصيد، يقدمون المساعدات والمعونات. لكني كمراقب من بعيد أو واحد من جمهور كبير بالملايين، أفضّل أن أعرف بعضاً مما يفعلونه، لعل الغيرة تصيب البعض الآخر. وتدبّ الحماسة ونبدأ بتقديم بعض الخير لمن يحتاج إليه.
الفنان رامي عياش غرد بدوره قائلاً: «كثر على قيد الحياة، لكن قلة على قيد الإنسانية». ورامي، معروف عنه أنه أسس جمعية «عيّاش الطفولة»، التي تساعد المحتاجين من الأطفال للتعليم والكساء. لقد قامت المذيعة اللبنانية بولا يعقوبيان بحركة اسمها «دَفَا». وهي اليوم عضو مجلس النواب اللبناني، ولا تزال تتابع جمع ملابس لا يحتاج إليها البعض، فتأخذها وتعيد تنظيفها وتمنحها لمن يحتاج إليها، من المحتاجين للدفء في الشتاء. كل هذا بشكل علني وأمام الكاميرات، ونحن لم نُعايرها بهذا، بل هنّأناها عليه.