لم تكن الثنائيات بين ممثل وممثلة يوماً، إلا لتحقق نجاحاً مُضاعَفاً لكل واحد منهما. في الغرب كما في الشرق، منذ فريد أستير وجنجر روجرز في السينما الأميركية، وآلان ديلون ورومي شنايدر في السينما الفرنسية، إلى فريد الأطرش وسامية جمال، فسعاد حسني وحسين فهمي في السينما العربية، وعبد المجيد مجذوب وهند أبي اللمع، ثم محمود سعيد وسميرة توفيق، في الدراما اللبنانية. كلها ثنائيات حققت في السينما والتلفزيون نجاحات مشتركة، دامت لسنوات، وجعلت الجماهير تنتمي إلى الثنائي انتماءً أسريّاً. في الماضي القريب، كان أحمد السقا ومنى زكي، واليوم نحن في زمن تيم حسن ونادين نسيب نجيم، وحالياً معتصم النهار وفاليري أبو شقرا، في المسلسل الجديد «ما فيّي» الذي يعرض حالياً على «قناة أبوظبي»، كتبته كلوديا مارشليان وأخرجته رشا شربتجي، فمنذ الحلقات الأولى، بدأت العيون تشْخَص نحو هذا الثنائي الجديد. لقد وجد المنتجون الحل لحالة التضييق التي يمارسها النجوم وهم يتفرّدون بالنجومية. أزاح الزمن كما هو دائماً أسماء عدة، لكن الأيام لم تأتِنا بوجوه جديدة تكفي لسد حاجة الدراما. فالسوق تحتاج إلى أكثر من نجم ونجمة، خصوصاً في مواسم الدراما مثل شهر رمضان، ودورات الشتاء التلفزيونية. لقد أصاب الجمهور الملل من تكرار الأسماء. ففي مسلسل «ما فيّي»، يبدو أن ثقباً بدأ ينفتح في جدار الاحتكار الدرامي. الخطة، حسب ما سمعناه، أن وجوهاً جديدة أخرى، بدأت تشق طريقها نحو الجمهور. لكن ليس قبل الإعداد الكافي والجيد، لتكون الدخلة قوية وشديدة التأثير. على أمل أن نبدأ برؤية مثل هذا التجديد والتجدد في عالم الغناء، حيث إننا «هَرِمْنا» ولا نزال نستمع للأسماء التي نسمعها منذ نُعومة أذواقنا الموسيقية أيضاً.