صوتها يهطل مثل حبات المطر على سجادة خضراء من العشب. يصعد مثل بخور. يلتف حول الروح. يذوب في الوجود. ولا غرابة أنها صُنفت واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ العالم. ولم يكن مستغربا أن تحصد 21 جائزة موسيقية في الولايات المتحدة وست «غرامي» واثنتين من جوائز «إيمي».

ولدت ويتني هيوستن عام 1963 في نيوجيرسي لأسرة قدمت عدداً من الفنانين، وبدأت بالغناء في عمر 11 سنة ضمن الجوقات الكنيسية، وتعلمت على نحو جيد تطوير خامة صوتها وصقلها.
في 1977 شاركت مع فرقة مايكل جاغر، وفي بداية الثمانينات أضحت أول عارضة أزياء أميركية من أصول أفريقية تظهر على غلاف مجلة 17 الشهيرة، كما أنها أدت دوراً في مسلسل تلفزيوني.
وأنتجت هيوستن ألبومها الأول في 1985 وفي أواخر الثمانينات، احتلت أعلى درجات التصنيف الفني، لتصبح سبع من أغنياتها في المرتبة الأولى، بل إن أربعاً من أغنياتها من ألبوم واحد احتلت التصنيف الأول، كأول مغنية تبلغ ذلك.
في 1991 لفتت ويتني هيوستن أنظار العالم بأسره حين قامت بدور البطولة في فيلم «الحارس الشخصي»، وقدمت فيه عدداً من أشهر أغنياتها. الفيلم الذي جمع بين الحركة والرومانسية والغناء، حصد قرابة 400 مليون دولار في شباك التذاكر.
ويتني تزوجت في 1992 الفنان بوبي براون واستمر زواجهما حتى 2007 لتحصل هي على حق حضانة ابنتهما، بوبي كريستينا.
وفي 2009 دخلت ويتني هيوستن موسوعة غينيس للأرقام القياسية كونها الأكثر حصداً للجوائز في التاريخ. ويشار إلى أن ألبومها الذي يحمل اسمها «ويتني هيوستن» بيع منه أكثر من 24 مليون نسخة، ضمن أرقام قياسية أخرى في مسيرتها.
في 2012 عثر على ويتني فاقدة للوعي في حوض الاستحمام في فندق بيفرلي هيلتون، وذكر تقرير الوفاة لاحقاً أن سبب موتها هو حادث غرق عرضي، وقالت تقارير صحافية إنه تم العثور على مواد غير قانونية في جسدها. هذا غير تقارير صحافية سابقة أشارت إلى إدمانها المخدرات والكحول.
رحلت ويتني هيوستن، لكنها أضحت ملهمة لعشرات المغنيات حول العالم، بل وأصبحت أيضاً مغنية العشاق، في انتصاراتهم وانكساراتهم العاطفية.