ما دائرة الأمان (منطقة راحتك)؟.. هي دائرة وهمية تعبّر عن حالة سلوكية يمارسها الشخص بلا توتر أو خطر، بسبب اعتياده ممارستها ضمن إطار روتيني، ينتج عنه تكيّف ذهني يعطي الشخص شعوراً غير واقعي بالأمان، وفي الوقت نفسه يحد من قدرته على التقدم والإبداع. كما تُعرف كذلك بانحياز الإنسان وميله إلى القيام بما هو سهل ومُريح ومألوف، مع عدم وجود نية للتوقف عن ذلك، أو بدء شيء جديد، أو بدء تحد ما يتطلب ضبط النفس، وتحفيزها للخروج من حالة القصور الذاتي والخمول.

أربعة أسباب تجعل المرأة تختار دائرة أمانها ومنطقة راحتها الوهمية، وهي: (الخوف: عندما تخاف من المواجهة كالخوف من المجهول، ومن المخاطر والشكوك والنتائج، أو فقدان السيطرة على زمام أمر ما، أو الخوف من آراء الآخرين فيه). و(الكبرياء: عندما لا تشعر بأنها ليست في حاجة إلى تعلم أي شيء، أو تطوير ذاتها، وتظن دوماً أنها على استعداد لأي شيء. أي الشعور بالكمال وأنها تملك العالم كله، وتعرف بواطن الأمور). و(الكسل: عندما تشعر بالتعب، أو الافتقار إلى الطاقة، أو اللامبالاة، أو الاكتئاب، أو القلق، أو الشعور بالذنب، أو عدم وجود حافز، أو جميعها في آنٍ واحد). و(قصر النظر: عندما لا تتمكن المرأة من رؤية الآثار، والعواقب لبعض المواقف والسلوكيات في حياتها، على المدى المتوسط أو البعيد).

أسلوب

إذا أردت تغيير النتائج التي تحصلين عليها في كل مرة، عليك بتغيير أسلوبك، والسيطرة على أفعالك، ومعرفة ما يوصلك من هذه الأفعال إلى هدفك، وما الذي يبعدك عن هدفك، ولكي تستطيعي السيطرة على حياتك وقراراتك، لا بد من التفكير خارج دائرة أمانك، وسوف تحصلين على نتيجة باهرة، تعزز ثقتك بنفسك، وقدرتك على تغيير حياتك، ومغادرة دائرة الراحة التي تجعلك لا تتقدمين خطوة إلى الأمام.

أهداف

هنالك بعض الأهداف الملهمة لك. إن استطعت تنفيذها لمدة شهر ستكونين قادرة على الفوز بما تريدين وتعديل عاداتك السلوكية، ومن أبرزها: (الاستيقاظ قبل ساعة من الموعد اليومي ولمدة شهر، استثمار الوقت في القراءة الملهمة، التأمل في الأمور الشخصية، ويمكن قضاء 10 إلى 15 دقيقة من هذا الوقت في التنفس العميق، ثم 10 دقائق لوضع أهداف لبقية اليوم). و(إذا كنت أمّاً، فيجب وضع وقت معين لتقضيه مع طفلك، وهذا الوقت يُحدد حسب عمر الطفل ، فكلما كبر طفلك يكون الوقت أطول). و(عليك اختيار مجموعة ممن حولك تتوسمين فيهم الحكمة والقدرة على النصيحة، من دون توجيه اللوم والعتاب، وأن يكونوا إيجابيين، فلا بأس من مشاركتهم معك في وضع أهدافك، أو وضع حلول لمشكلاتك). و(من الضرورة تخفيض عدد ساعات مشاهدة التلفاز إلى ساعتين يومياً لمدة شهر، بما يضمن أن كل ما تشاهدينه يستحق وقتك بالفعل). و(كذلك يجب تخفيض عدد ساعات متابعة مواقع التوصل الاجتماعي إلى ساعة يومياً لمدة شهر، واجعلي ردودك ومتابعتك لها فيما يعود عليك بالنفع). و(من المهم مراقبة الأفكار التي تنتابنا، فحاولي اصطياد الأفكار السلبية التي تدور في رأسك دائماً، مثل (أنا سمينة) (لا أحد يحبني) (ليست لديّ القدرة على إنجاز ...) دوّنيها، وضعي إلى جانب كل فكرة سلبية الفكرة الإيجابية المضادة، هذا يسكت الناقد الداخلي الذي يؤنّبك، وستكتشفين أن كل فكرة لا تقدمك خطوة إلى الأمام لا معنى لها، ولا ينبغي أن تُعيريها أي اهتمام).

ممارسات ذهنية

من الضروري لأي شخص أن يحرك ذهنه دائماً وألا يُبقيه عرضة لإرهاق العمل أو الأسرة، فيمكن أن تأخذي خمس دقائق في منتصف اليوم (في مكتبك إذا كنت تعملين) أو (في بيتك إن كنت ربة منزل)، مع محاولة تفريغ الطاقات السلبية حولك، والتركيز على إغلاق الهاتف، والبريد الإلكتروني. فضلاً عن ضرورة ممارسة أي نوع من الرياضة، كالمشي أو الجري أو السباحة. ومن المهم أن تشغلي عقلك بالجديد، كأن تتعلمي كل يوم مثلاً 10 كلمات من لغة أخرى أنت تحبينها، كالفرنسية، الإيطالية، الصينية. ويمكن أيضاً قراءة كتاب كل شهر عن علم النفس، أو أي علم ترغبين التبحّر فيه. أو الجلوس مع أحد كبار السن، فلديهم حصيلة من التجارب تمدك بالمعرفة من دون تعب يُذكر.