يشكل المسرح وما يزال صوتاً من أصوت الإنسانية، فكيف إذا أرادت المرأة أن تقف عليه وتصرخ بأعلى صوتها: "سأفكك كل ما نصبه المجتمع الذكوري حولي لأكون أنا كما أريد وأحب"... هذا ما يؤكده العمل المسرحي الجديد "نظرية كينج كونج" للمخرجة الفرنسية فينيسيا لاري.
 
يشهد مسرح "الورشة" في العاصمة باريس هذا العرض، ويؤدي الأدوار فيه ثلاث ممثلات، تتحدثن عن مأساة الدور المؤنث، وما فرضه الرجال البيض عليهن من أدوار تتناسب مع رغباتهم، وبالتالي العقاب الذي ينتظر المرأة في حال الرفض.
 
يكشف العرض عن ثلاثة شخصيات نسائية، ففي البداية المرأة الغاوية، ثم الرافضة للغواية، وذلك لفضح أساليب فرضها المجتمع الذكوري وسوق العمل عليها، لينتقلن بعدها للحديث عن الثورة الجنسية والتحرر النسوي الذي لم يُغير من البنية الذكورية وسمح لها بأن تمارس عنفها دون أي مساءلة، وهنا تبدأ الممثلات بتأدية أدوار المغتصبات، في انتقاد للاغتصاب بوصفه مؤسسة سياسية ذكورية تضمن نجاة الرجل.
 
العمل المسرحي يعيدنا إلى أول نسخة لفيلم "كينج كونج"، وتحديداً لعام 1933
 
والنسخة الثانية من الفيلم للمخرج الأميركي بيتر جاكسون عام 2005، فبعد عرض هذا الفيلم نشرت الكاتبة والناشطة الفرنسيّة الحائزة على جائزة "الغونكور"، فيرجيني ديسبانتيس، مقالاً بعنوان "نظرية كينج كونج"، حللت فيه الفيلم من وجهة نظر نسوية، وفسرت نظرة البنية الذكورية في استغلال المرأة، وتوظيفها في سبيل غواية الآخر سواء كان وحشاً أو بشراً كما حصل في الفيلم.