يُنظر إلى الفنان الكويتي الكبير سعد الفرج على أنه من أهم «المداميك» الفنية في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي. فقد أسهم خلال مسيرته، التي تتجاوز الـ50 عاماً، في رَفْد الحركة الفنية العربية بمئات الأعمال الفنية المسرحية والدرامية والسينمائية، التي أسهمت في رفع الذائقة الفنية العربية، من خلال أعمال خلّدتها ذاكرة الأرشيف الفني.

• تقدم من إنتاج «أبوظبي للإعلام» مسلسلاً يتناول «أصحاب الهمم»، كيف تنظر إلى أهمية العمل؟
لا بد من الإشادة بالدور الكبير الذي يلعبه سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام»، من موقعه الإداري والتوجيهي من جانب، ودوره كمثقف من جانب آخر، فمنذ أن عُرض عليّ مسلسل «سدرة وعازف الناي» تحمست لتقديمه، كون العمل يتناول قضايا «أصحاب الهمم» في جوانب حياتهم كافة، والمصاعب التي يمرون بها ونظرة المجتمع إليهم. فشعرت بأنني أمام لون درامي جديد ومطلوب، ومن واجبنا كفنانين أن ندعم هذه الفئة المهمة في المجتمع، وأعتقد أن المسلسل حين عرضه سيُحدث ضجة إيجابية في المجتمع تجاه هذه الفئة، واهتمام دولة الإمارات بـ«أصحاب الهمم» ليس جديداً.

• متى سيعرض المسلسل؟ وما تفاصيل دورك؟
من المقرر أن يُعرض في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل، وأقدّم فيه دور شخص من «أصحاب الهمم»، يعيش في دار للمسنين، ومن خلال شخصيتي في المسلسل، تُعرض مشاكل هؤلاء وقضاياهم، إلى أن تأتي عائلة تطلب من هذا الشخص أن ينتقل للعيش معهم في منزلهم، كونهم تعرّضوا لمأساة سابقة، تُقرر الزوجة على أثرها أن تهب حياتها لخدمة «أصحاب الهمم». والمسلسل فيه خليط فني كبير، بمشاركة فنانين من الإمارات والكويت وعُمان والسعودية.

شباب شياب

• ألا تخشى حدوث مقارنة بين دورك في المسلسل والدور الذي قدمته في فيلم «شباب شياب»؟
لا يوجد أبداً تَقاطُع بين الشخصيتين، لأن دوري في الفيلم كان عبارة عن شخص يريد أن يحقق أحلامه وأمانيه، هو وأصدقاؤه، ووجودي في دار المسنّين في الفيلم، هو نقطة انطلاق الأحداث كوميدياً ليس أكثر.

• كيف تعيش ردود الفعل على فيلم «شباب شياب»؟ وهل نجاح الفيلم يشجعك على الظهور سينمائياً مجدداً؟
بصراحة، أدهشني نجاح الفيلم وانتشاره بشكل كبير، على الرغم من أن المخرج ياسر الياسري بذل مجهوداً كبيراً في التحضير للعمل وكان على قدرٍ عالٍ من الاحترافية، وقد توقعنا النجاح فعلاً، لكن الإقبال الجماهيري على الفيلم كان تاريخياً، خاصةً أن السينما الخليجية محصورة بجمهور مُحدَّد وموجود في مكان واحد، وحالياً لديّ عرضان سينمائيان، واحد في مصر والآخر مع ياسر الياسري، فنجاح «شباب شياب» فتح شهيّتي للسينما بعد غياب طويل.

• هل يمكن القول إن وجود جنسيات متعددة في الفيلم أسهم في نجاحه؟ وهل تؤيد أعمال ما يسمى «البان آراب»؟
تعدّد الجنسيات في أي عمل يعكس واقعنا الحقيقي، فهذه هي حياتنا في منطقة الخليج العربي، وخاصة في دولة الإمارات التي تضم مئات الجنسيات، الذين يتعايشون في أمن وسلام فيما بينهم. وأنا من المؤيدين للأعمال العربية المشتركة، كونها تُسهم في وصول العمل إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور.

• كيف وجدت التعامل مع الفنانين الكبار وأصحاب التجارب؟
التعامل مع الفنانين الكبار أسهل، لأن جيلنا يحترم المواعيد ويُقدّر زملاءه، وكل فرد منا يهدف إلى مصلحة العمل في الدرجة الأولى، فلا نبحث عن مَجْد شخصي على حساب العمل. وللأسف، معظم النجوم الجدد يبحثون عن الشهرة والنجومية قبل القيمة الفنية. وفي «شباب شياب» جمعتني مع منصور الفيلي ومرعي الحليان وسلوم حداد مباراة في التمثيل صَبّت في مصلحة العمل.

عبد الحسين عبد الرضا

• كنت أنت والفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا قطبين فنيين كبيرين في الساحة الفنية الكويتية، وامتد عطاؤكما إلى الفن الخليجي، ماذا تقول عنه بعد عام ونصف العام من رحيله؟
ذكريات كثيرة جمعتني بالراحل عبد الرضا، كان فناناً استثنائياً، ونحن خدمنا الفن في دولة الكويت ومنطقة الخليج العربي بكل ما نملك من قوة وفكر وثقافة.

• لم تعملا معاً منذ مسلسل «سوق المقاصيص» عام 2000، فهل فعلاً كنتما على خلاف حتى وفاته؟
الخلاف لم يكن شخصياً فيما بيننا، بل كان فنياً بحتاً واختلافاً في الرؤى لا أكثر. ودائماً ما أقول إن انفصالنا أنا وعبد الحسين عن بعضنا، بعد أكثر من 30 عاماً من التعاون الفني، صَبّ في مصلحة الفن الكويتي والمسرح على وجه الخصوص، فهذا الانفصال أوْجَد كل واحد منا لونه الفني وحقق رؤيته الخاصة، مما أسهم في تنويع الخيارات الفنية.

وجّه نصيحة إلى خريجي برامج المواهب وينتظر الرويشد خالد الملا: «الزمن الجميل» يكتشف الأصوات الحقيقية

أثنَى المطرب والملحن الكويتي الفنان خالد الملا على رغبة «أبوظبي للإعلام» في اكتشاف المواهب الحقيقية في حقل الغناء، من خلال برنامج اكتشاف المواهب «الزمن الجميل»، موضحاً: «البحث عن مواهب استثنائية قادرة على أداء اللون الطربي العربي الأصيل والحقيقي يُسهم بشكل كبير في إحياء الهوية الغنائية العربية واستحضار عصر الطرب الذهبي، الذي بدأ بالتلاشي في عصر الأغنية الخفيفة التي تعتمد على الغرائز».
وعبّر الملا عن إعجابه بتوليفة لجنة تحكيم «الزمن الجميل»، قائلاً: «أنغام ومروان خوري وأسماء لمنور، توليفة فنية جميلة تمتلك الإحساس والخبرة والرؤية الفنية، وتجاربهم الغنائية تشفع لهم بوجودهم مُحكّمين للمواهب».
ونفى الملا رغبته مستقبلاً في أن يكون عضواً في لجان برامج تحكيم المواهب، رَادّاً السبب إلى عدم رغبته في إحراج الأصوات الضعيفة أمام الناس.
وحول عدم استمرارية المواهب التي تقدمها البرامج الغنائية، يقول الملا: «للأسف، معظم الأصوات الغنائية تكتفي بالشهرة المؤقتة التي تحصدها خلال أشهر عدة، ولا تسعى إلى التطوير الموسيقي والفني والإعلامي، ويبقون يدورون في حلقة مفرغة، وكسلهم يدفعهم إلى التواري بعيداً عن الناس».
وعن النصيحة التي يوجهها إلى هذه الأصوات يقول: «كل صاحب موهبة حقيقية يظهر في أي برنامج للمواهب، عليه أن يعتني بنفسه فنياً، وأن يستثمر الفرصة التي أتيحت له، من خلال تجهيز أعمال فنية متجددة، تؤسّس له مكاناً في الساحة الفنية، فالشهرة التي تعطيها له برامج المواهب مؤقتة، وتزول بسرعة إن لم يستثمرها فنياً وتسويقياً وإعلامياً».
وعن جديده الغنائي كشف الملا أنه يُحضّر ألحاناً عدة لمجموعة من المطربين، من بينهم المطرب عبد الله الرويشد والمطرب مساعد البلوشي، موضحاً: «لديّ مجموعة نصوص غنائية أعمل على تلحينها حالياً، وسيقدمها البلوشي خلال الفترة المقبلة. أما بالنسبة إلى الرويشد فلن يكون لي نصيب في ألبومه المقبل، كوني التقيته في شهر رمضان الفائت، وكان قد انتهى من اختيارات أغاني ألبومه، واتفقنا على أن نقدم عملاً جديداً بعد الألبوم، لذا أنا أنتظره حتى يطرحه».

حلّا ضيفين على «أبوظبي للإعلام» ودَعَما «الأولمبياد الخاص» ذكريات الفن والنجومية على طريقة سعد الفرج وخالد الملا

استقبل سعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام «أبوظبي للإعلام» في مكتبه، الفنانين الكويتيين سعد الفرج وخالد الملا، اللذين حلا ضيفين على دولة الإمارات الأسبوع الماضي، إذ حضر الفنان سعد الفرج لمتابعة سير العمل في مسلسل «سدرة وعازف الناي»، الذي تُنتجه «أبوظبي للإعلام» ويُعرض في الموسم الدرامي الرمضاني المقبل. بينما كان الملا قد لبّى دعوة (اللجنة العليا المنظمة لبطولة «كأس آسيا» لكرة القدم)، المقامة حالياً في دولة الإمارات، وحضر الحفل الافتتاحي ومباراة منتخبي الإمارات والبحرين، مُستذكراً بداياته كلاعب كرة قدم مع فريق الكويت الكويتي، مُلبّياً دعوة «أبوظبي للإعلام» بزيارتها.
وخلال الزيارة رحّب المدير العام بالفنانين الكبيرين اللذين يُعدّان رمزاً من رموز الحركة الفنية في دولة الكويت ومنطقة الخليج، وناقشوا بحضور عبد الرحمن عوض الحارثي، المدير التنفيذي لدائرة التلفزيون في «أبوظبي للإعلام»، أهم التحديات التي تواجه الساحة الفنية في منطقة الخليج العربي، وأهمية دور الفن في تعزيز ثقافة المتلقّي لما يُقدم له من فنون درامية أو موسيقية، تُعزّز لديه مفاهيم الانتماء لأرضه وعروبته وإنسانيته.