المذيعة اللبنانية منى أبو حمزة، نجمة قناة «إم.تي.في». مجموعة نساء في امرأة واحدة، فهي أم وزوجة مثاليّة، مُقدمة برامج أصبحت «حديث البلد» كعنوان برنامجها، عضو لجنة تحكيم في برنامج «ديو المشاهير»، هذا عدا بريقها كناشطة اجتماعية كان لها تأثيرها الإيجابي في حلقة خاصة عنوانها «شُو بِني ماما»، تحدثت عن الصعوبات التعليمية، تلاها تولّيها مهمة التوعية من «سرطان الثدي» في «حديقة الصحة» المقامة مؤخراً.

طلبت أن أرتاح

• لم تعودي مجرد وجه إعلامي يطل عبر الشاشات ليقدم البرامج، بل أصبحت وجهاً يمثل لبنان في المحافل الداخلية والخارجية، فهل بت تشعرين بقيمتك أكثر؟
المهمتان يجب ألا تنفصلا عن بعضهما، لأن العمل الاجتماعي الذي أشارك فيه وأخدم من خلاله العديد من القضايا الإنسانية اللبنانية والعربية هو أيضاً عمل إعلامي. وربما كان لي الحظ في أن أقدم برنامج «حديث البلد» الذي يغطي المواضيع السياسية والاجتماعية والفنية كافة، وتمكنت من خلاله من الوصول إلى الشرائح والفئات الحياتية والعمرية كافة، وكما عانيت في حياتي وانتصرت على العديد من الصعاب التي واجهتها، كذلك تحدثت في البرنامج بلسان الكثير من الناس الذين في حياتهم معاناة وتختلف من إنسان إلى آخر، وهذا قرّبني إلى قلوب الناس وجعلهم يعتبرونني جزءاً منهم.

• لكن برنامج «حديث البلد» لم يعد موجوداً؟
أنا من طلبت أن أرتاح منه ويرتاح مني هذا الموسم، وتوقف البرنامج منحني متسعاً من الوقت لمشاركات اجتماعية وإنسانية أكبر. ولا أخفيكم أن مسألة البحث عن فكرة برنامج جديد لتقديمها صعبة، خاصة أن «حديث البلد» لم يكن برنامجاً عادياً، بل برنامج شامل يقدم كل المواضيع، مع هذا أقول إنه لا يعنيني أن أكون موجودة بشكل دائم على الشاشة، بقدر ما يهمني أن أقدم برنامجاً ذا مضمون جيد.

• الكثيرون ربما يشاطرونك الرأي بضرورة أنه كان لزاماً أن يتوقف برنامج «حديث البلد»، خاصة بعد أن بدت عليه ملامح الكهولة مقارنة بانطلاقته الحيوية؟
البرنامج أدّى ما عليه، ولا يوجد برنامج منوعات في العالم العربي، مثل «حديث البلد» الذي استمر تسع سنوات، وهذا في حد ذاته إنجاز، حتى إن معظم الشخصيات والنجوم في لبنان حلّوا ضيوفاً عليه. وفي النهاية، أصبح لزاماً علينا في القناة، أن نفكر في تقديم فكرة جديدة مع التأكيد أن «حديث البلد» فتح المجال للعديد من البرامج المشابهة في أن تظهر على السطح.

• وأنت ترين مثل هذه البرامج المستنسخة عن «حديث البلد» على قنوات لبنانية أخرى، ألا يستفزك أن برنامجك توقف والبرامج الأخرى مستمرة؟
لا، فأنا توقفت بإرادتي لأجل البحث عن فكرة تُحدث حالة مثل «حديث البلد»، ويُعاد استنساخها من برامج وقنوات أخرى.

سياسة الدفع

• كنت تطمحين إلى نقل «حديث البلد» من المحلية اللبنانية إلى النطاق العربي، لماذا لم تُقْدِمي على هذه الخطوة؟
استضفنا في البرنامج عدداً من الضيوف العرب عندما كانوا يزورون لبنان، لكن الأمر الأهم هو أن الأمور في العديد من القنوات العربية والخليجية، تتم بطريقة مختلفة عما تتم في القنوات اللبنانية، إذ إننا لا ندفع أجراً مالياً للضيف، لذلك كل الضيوف العرب من الفنانين والفئات الاجتماعية الذين أطلّوا مشكورين لأنهم أطلوا مجاناً، إنما كان صعباً أن نوسّع الدائرة في استضافة ضيوف عرب آخرين من دون أن ندفع لهم.

• هل تقصدين أن ضيوفك من الشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية اللبنانية، كان ظهورهم مجانياً؟
طبعاً، ولا مرّة دفعنا لأحد منهم، وذلك لقناعتنا بأن سياسة ظهورهم من خلالنا فيها منفعة متبادلة للطرفين.

• لكن الفنان اللبناني عندما يطل في برنامج حواري على إحدى القنوات الخليجية وفي مصر، نجده يشترط أجراً ويرفض الظهور المجاني؟
نعم. ومن حقه أن يتقاضى أجراً ما دامت القنوات الخليجية والخاصة العربية عوّدت ضيوفها على سياسة الدفع، وهناك مثل يقول: «لمّا تكون في روما، تصرّف كما يتصرف الرومان»، بالتالي على الفنان اللبناني أن يتساوى في طريقة التعامل مع بقية الفنانين من البلاد العربية ويشترط أجراً.

قناة خاصة و«بزنس»

• حتى نلغي سياسة الدفع للفنان مقابل ظهوره في البرامج التلفزيونية، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تأثرت بها حتى القنوات، ما الواجب فعله؟
في رأيي، يجب ألا نلغي هذه السياسة حتى لا يُغبَن الفنان، فهو يملأ هواء القناة التي تستثمره في جلب الإعلانات وتأمين مردود مادي منها، بالتالي من حق الفنان أن يقبض نظير هذا. عموماً، المحطات ليست سواء، ومنها ما ليست لديها إمكانات مادية، لكن يظل الفنان ذكياً، فهو اليوم يعلم القنوات «الدفّيعة»، والتي لا تملك لتدفع لكنها مُشاهدة، فيطل من خلالها لأن ظهوره فيها يخدمه.

• بعد سنوات من الخبرة والشهرة، ألا تطمحين إلى أن تصبحي مالكة لقناة ما؟
لا. لأني فاشلة في مجال «البزنس» و«ما بعرف لتعامل بالمصاري.. بروح مخاجلة»، ثم إننا نجد اليوم أن هناك دولاً غير قادرة على تحمّل الأعباء المالية لقنواتها، فكيف بأشخاص أن يتحملوا مثل هذه المسؤولية، لا سيما أن المشروع في حاجة إلى ميزانية عالية.

صغرت في السن

• يقول البعض: «منى كلما كبرت.. تصغر سناً»، فهل مثل هذا الكلام يشحنك معنوياً؟
أجرّب قدر الإمكان كأي امرأة أن أحافظ على ما وهبني الله إياه من صحة وجمال، خاصة أني أعمل في مهنة الأضواء فيها مُسلطة دوماً على العاملين بها.
وأنا في الفترة الأخيرة بعد أن سمعت من يقول لي: «شكلك ما بيتغيّر.. من وقت ما بدأت وحالك هو ذاته»، عندها أحببت فكرة التغيير لكن من دون أن أسلّم وجهي إلى مقابض الجراحين وخبراء التجميل، وكل ما حدث أني غيرت «موديل شعري».. فعوض أن يكون منفوشاً وأشقر وقصيراً، أصبح أملس وغامقاً وطويلاً، وهذا التغيير أثّر إيجاباً في نفسيتي، لدرجة أني حتى عندما عدت للمنزل ونظرت إلى المرآة لم أعرف نفسي. وأول عبارة غزل كانت من زوجي الذي قال لي: «تبدين الآن صغيرة».. (وهنا تضحك مضيفة): وهل هناك رجل لا يحب أن يكون مرتبطاً بامرأة صغيرة.

• لكن عندما تبدين صغيرة، هذا في المقابل يجعل زوجك يبدو كبيراً في السن؟
من الأساس زواجي من بهيج أبو حمزة فيه فارق في العمر قرابة الـ17 عاماً، وأنا لم أقف عند هذا التفصيل لأني أعتبر أن زوجي رجلٌ عظيم، كما لا أنكر عمري الحالي وأفتخر بأن لديّ أولاداً باتوا شبّاناً وصبايا، إنما حالي كحال أي امرأة تحب الإطراء وتعيش حياتها بكل لحظاته.

• وهل ستحتفلين بزواج أحد أبنائك قريباً؟
أنا أم لثلاثة أبناء (ولدين وبنت)، وعلى الرغم من سعادتي بأن أرى لكل منهم بيته وأسرته، لكن الأمر لا يزال مبكراً في ظل أن الحياة تغيرت، والآن كل ولد يريد أن يكون جاهزاً تماماً قبل أن يُقْدِم على الخطوة.

تراجع إعلامي

• هل ترين اليوم المذيعات في لبنان ناضجات مقارنة بجيلك؟
لا أحب التحدث سلباً عن أحد، لكن لا شك في أن لدينا طاقات إعلامية جيدة، وإذا سألتني عن البرامج، أقول إنه عموماً هناك تراجع فيما يقدم على المستوى الإعلامي، ولكن هذا الأمر يتحمل مسؤوليته الإعلاميون والإعلاميات، أي ليست المذيعة المرأة هي وحدها من تتحمل المسؤولية.

• في رأيك ما سبب هذا التراجع؟
سببه أن «الجمهور عايز كده»، ومسألة التباري من أجل مفهوم الـRating الذي «هلك الناس». وهناك إعلاميون كان مستواهم جيداً ولهم احترامهم، لكنهم تنازلوا حتى يُرضوا الشارع ويحصدوا نسب مُشاهدات عالية.

• ألا يمكن أن تكون هناك أمور فُرضت عليهم من جانب القنوات التي يعملون فيها حتى تراجع مستواهم؟
لا أحد يضغط على أحد ويؤثر في قناعاته إلا إذا كان هذا الإعلامي أو الإعلامية مقتنعاً بما يفعله. مثلاً، أنا هذا العام وفي ظل غياب «حديث البلد»، قررت ألا أقدم برنامجاً آخر ما دمت غير مقتنعة به، واكتفيت بالمشاركة في لجنة تحكيم برنامج «ديو المشاهير». وإضافة إلى مسألة التراجُع التي أشرت إليها، أصبح هناك انحطاط بالمستوى ومباراة في التطاول على الناس في بعض البرامج، من باب أن هذا مزاح أو خفة ظل.

• أحدث المستجدات على الساحة الإعلامية، هم مذيعو قنوات «اليوتيوب». فهل جهزت نفسك لتكوني مذيعة عبر قنوات «التواصل الاجتماعي» التي خلقت جيلاً من المشاهير؟
عليّ دراسة هذا جدياً، خاصة بعد أن أصبح «اليوتيوب» هو المستقبل. ولكن في النهاية علينا كمقدمي برامج السعي إلى تقديم العمل الجيد، سواء كي يظهر على «اليوتيوب» أم التلفزيون أم الراديو. أي الأهم هو نوعية العمل.

• خضت تجربة التقديم والآن التحكيم. فهل يمكن أن نراك في الموسم المقبل من «ديو المشاهير»،تشاركين كمتسابقة؟
سأكشف سرّاً، وهو أني عندما كنت صغيرة، كنت أحب الغناء، ولديّ أذن موسيقية، لذا في يوم من الأيام جئت إلى والدي وسألته: «هل عندك مشكلة إذا غنيت وأصبحت مطربة؟»، فأجابني: «إذا صوتك مثل أم كلثوم فلن يكون عندي مشكلة»، ومن وقتها حرّمت الغناء وألغيت الفكرة من رأسي.

• أخيراً، ما دام صوتك ليس كأم كلثوم. فهل هو أقرب إلى نانسي عجرم، إليسا، هيفاء وهبي وميريام فارس؟
ليس أيّاً من هذه الأسماء، علماً بأن نانسي متمكّنة، وإليسا لديها شجن في صوتها لا أحد يملكه، وهيفاء تملك رنّة دلع خاصة بها، وميريام صوت ذكي، لكن صوتي أصفه بأنه قريب من القلب، ولو شاركت كمتسابقة في «ديو المشاهير» سيحمل ظهوري فيه خفّة ظل.

«ديو المشاهير»

عن حضورها في لجنة تحكيم برنامج «ديو المشاهير»، إلى جانب المخرج سيمون أسمر، والموسيقار أسامة الرحباني، تقول منى أبو حمزة،: «أحب البرنامج، وأعتبره «مهضوم»، وهو كما يقول اسمه، جميع ضيوفه مشاهير وكلّ منهم يقدم أجمل ما عنده محاولا أن إظهار مواهبه في الغناء، ومن لا يملك هذه الموهبة يحاول عن طريق الكوميديا، وسبق أن شاركت في لجنة تحكيم برنامج «مذيع العرب» على «قناة أبوظبي»، لذلك عندما عُرضت عليّ فكرة جديدة وافقت».