هل هي بالفعل إنسانية علامات الأزياء العالمية التي انتشرت بشكل مُفاجئ وكبير بين مصمميها؟ أم مجرد «تراند» موسمي عابر اعتمدته أهم دُور الأزياء في العالم؟ هل بالفعل جميع هؤلاء المصممين تخلوا عن آلاف الدولارات التي اعتادوا جنيها من معطف واحد ذي فرو طبيعي، أو حقيبة واحدة مصنوعة من جلد تمساح، أم حذاء تم قتل نمر لتصنيعه؟

لا أحد يعلم. هل بالفعل وصلت الرحمة إلى قلوب جامعي الثروات؟ أم أنه مجرد انصياع وراء ضغوط جمعيات الرفق بالحيوان؟ أو ربما هو مجرد إرضاء لعملائهم الذين قرروا مقاطعة العلامات التجارية التي تستغل الحيوان؟ لا نعلم. والحقيقة أنه لا يهمنا، فكل ما يهمنا هنا أنهم بالفعل توقفوا عن استغلال الحيوانات لبناء ثرواتهم. وهذا هو موضوعنا اليوم.

سواءً أكان «تراند» أم إنسانية مصمم، لمَ لا نستغلها ونجعلها عادة دائمة، لنُرضي غرورنا في ارتداء كل ما هو فاخر ولكن برحمة وإنسانية، وبقلب مطمئن أننا لم نقتل حيواناً بريئاً، لأننا شجعناهم على فعل ذلك، واشترينا جلده بأغلى الأثمان.
لقد ذهب عالم الأزياء اليوم إلى اتجاه ساخن، وهو التخلي عن الفراء والجلود الطبيعية. ولهذه الغاية اتخذ Versace ،Michael Kors وGucci قراراً بالتوقف عن استخدام الفرو الطبيعي، وانضموا إلى صفوف علامات بارزة أخرى، من بينهــــــا  Tommy Hiliger Stella McCartney
وGiorgio Armani، وآخرهم كانت Burberry، بدءاً من مجموعة Riccardo Tisci  الأخيرة.

مكافحة الفراء

يمثل التحول الأخير الذي حققه العديد من القادة في مجال الأزياء الفاخرة، التزاماً قوياً بحقوق الحيوانات. ولكن الحقيقة هي أن حملة مكافحة الفراء والجلد الطبيعي تذهب إلى ما هو أبعد من قرارات إنسانية فردية من العلامات التجارية الفاخرة، بل إنها بفضل قرار مجلس الأزياء البريطاني (BFC)، الذي حظر فراء وجلود الحيوانات من كل عروض الأزياء خلال أسبوع الموضة الأخير في لندن، وهذه الخطوة تجعله أول مجلس أزياء رئيسي في العالم يمنع فرو الحيوانات بالكامل.
وقد أثبتت الحركة أنها منتشرة على نحو مُتزايد في الولايات المتحدة الأميركية كذلك. ففي وقت سابق من هذا العام، قرر مجلس المشرفين في ولاية سان فرانسيسكو حظر بيع قطع الفرو الجديدة، مما جعلها أكبر مدينة تحترم حقوق الحيوان على الإطلاق، واعتبرته «جمعية الرفق بالحيوان» نصراً تاريخياً في مكافحة قتل الحيوانات من أجل الفراء والجلد.

خطوة جريئة

في نهاية عام 2017، أعلنت Gucci أنها ستتوقف عن استخدام الفراء نهائياً، وهي خطوة مفاجئة وجريئة، خاصة أن أحد أشهر أحذيتها مكسو بالفرو.
أما Burberry، فقد أعلنت أنها ستتوقف عن استخدام فرو الثعلب، المنك، الزنجورا، الأرانب والراكون الآسيوي، بداية من المجموعة الأولى للمصمم Tisci، والذي انضم إلى Burberry بمنصب المدير الإبداعي في مارس الفائت.

الصاعقة المرحب بها

Versace التي لطالما اعتبرت مُرادفة للفراء الطبيعي والجلود، هي أكثر علامة أزياء سببت احتجاجات عديدة، وحملات إعلانية في عام 2006 من قبل PETA. لذا، فإن الخبر كان بمثابة الصاعقة المرحّب بها. فهذه الصاعقة هي نقطة تحول رئيسية في حملة الأزياء الرحيمة.

مظاهرات عديدة

بعد أن شهدت علامة Kors Michael مظاهرات عديدة من قبل PETA، ونشطاء حقوق الحيوان طوال عام 2017، احتجاجاً على استخدامه الفراء، وتجمع ناشطو PETA للاحتجاج أمام متجره، أعلن المصمم العالمي في نهاية 2017، أنه بحلول نهاية ديسمبر 2018 سيتم التخلص من جميع تصاميم الفراء من Michael Kors وجيمي شو، التي انضمت إلى الشركة العام الماضي.

بدائل صالحة

أما Gorigio Armani، فقد قرر التوقف عن استخدام الحيوانات والفراء في سنة 2016. وقال أرماني آنذاك: «يسرني أن أعلن أن أرماني قد التزمت بإلغاء استخدام فراء الحيوانات في مجموعاتها، فالتقدم التكنولوجي على مر السنين يُتيح لنا بدائل صالحة في عملنا، تجعل استخدام الممارسات القاسية غير ضروري فيما يتعلق بالحيوانات». وقد أعلن أرماني حينها أن شركته حريصة على إظهار اهتمامها بالقضايا الحاسمة المتعلقة بالحماية والرعاية البيئية والحيوانية.

أسلوب الحياة النباتي

على الرغم من حرصه على عدم وصف علامته التجارية بأنها خالية من الفراء، إلا أن فورد سحب الفراء بشكل ملحوظ من مجموعة خريف 2018، بعد اعتماده أسلوب الحياة النباتي. وقد علق المصمم قائلاً لموقع «ويب»: «لست مستعداً بعد للقول إن علامتي خالية من الفرو، ولكنني بالفعل بدأت باستخدام المزيد من الفراء الاصطناعية». وبعد هذا القرار الجماعي، فإننا لن نرى العديد من القطع المصنوعة من الفرو أو الجلد الطبيعي في الأسواق؟ أم أنها ستختفي نهائياً خلال السنين المقبلة؟ وعليه، فلماذا لا نستغل هذه الفرصة الإنسانية ونتصالح مع الطبيعة؟ فلا يزال هناك العديد من القطع الجلدية الجميلة ومعاطف الفرو الأنيقة التي لم يُقتل أحد لنحصل عليها.