كان عام 2018 حافلاً بالأغنيات التي قدمها الفنان محمد رمضان، والتي أثارت الجدل ما بين مؤيد ومعارض، لما يقدمه الممثل الذي حقق نجاحاً مدوّياً درامياً وسينمائياً في الساحة الفنية، فهناك من يرى أن من حق رمضان تقديم نوع الفن الذي يريده، خاصة بعد أن حققت أغانيه أرقاماً قياسية من المتابعة الجماهيرية، وهناك من يرى فيما يقدمه رمضان غروراً وصل معه إلى حد السخرية من زملائه الفنانين.

شرارة طعيمة
أول من انتقد تصرفات رمضان كان الشاعر الغنائي أمير طعيمة، الذي طالبه في منشور، عبر موقع «الفيسبوك»، باحترام الجمهور وزملائه الفنانين والتحلي بالتواضع، مستشهداً بالنجم عمرو دياب الذي حقق نجاحاً يفوق رمضان بمراحل (حسب تعبير طعيمة)، لكنه لم يلجأ في أي وقت إلى التحدث عن نفسه بلهجة التعالي والتفاخر والسخرية من زملائه، مما دفع رمضان إلى الرد على طعيمة بشكل عنيف ولكن من دون ذكره تحديداً.

«كوبرا ومافيا»
مع تزايد تصريحات رمضان التي انتهجت الأسلوب نفسه، وتناوله «مهرجان الجونة السينمائي»، وانتقاده له بأنه يوفر المشروبات الكحولية للمدعوّين، قررت الفنانة بشرى، واحدة من القائمين على المهرجان، الرد على تصريحات رمضان، ولكن على طريقته نفسها، فأصدرت أغنية «كوبرا» التي حملت إسقاطاً واضحاً على رمضان، وتقول الأغنية: «لو فاكر نفسه إنه لوحده جوّا النادي.. ده ملوك كتير دخلوا قبله من سنين/‏ كل الكلام ده يا عيني قاله عالفاضي.. ده محصّلش رقم 70». ولم تمضِ أيام عدة، حتى أصدر رمضان أغنيته الجديدة «أنا مافيا»، ورأى البعض أن رمضان رد من خلال الأغنية الجديدة على أغنية بشرى وما حملته من انتقادات، وقد حققت «مافيا» ملايين عدة من المشاهدات في ساعات قليلة، ليبدو واضحاً أن معركة بشرى ورمضان قد استحوذت على شغف الجمهور.

نفي بشرى
من جهتها، نفت الفنانة بشرى أن تكون قد قصدت محمد رمضان أو فناناً آخر بأغنيتها، وأنها قدمتها بهدف إلقاء الضوء على ظاهرة موجودة في المجتمع بالفعل، وفي الوسط الفني أيضاً، وأضافت: «هذا النوع من الفن موجود في الخارج، إلا أنه جديد نوعاً ما على الشرق الأوسط، حيث إنه أقرب ما يكون إلى المبارزة الغنائية، على غرار المبارزات الشعرية التي اشتهر بها العرب في الماضي، وأرى أن تحقيق الأغنية الانتشار السريع، يدل على تعطش الجمهور لهذا النوع من الغناء».

أنا الملك
بدوره، علق رمضان على أغنية بشرى، من خلال صفحته الرسمية على موقع «الفيسبوك» قائلاً: «الباشا اللي سرح القطة، أنا تاج على راسك ياد يا بروطة»، مقتبساً شطراً من كلمات أغنيته «أنا الملك»، وأرجع البعض تعليق رمضان إلى قيام رجل الأعمال نجيب ساويرس، بنشر كليب «بشرى» على صفحته على موقع «تويتر». وعما إذا كانت أغنية «أنا مافيا» موجهة إلى نجيب ساويرس، بَيّن رمضان أنها «ليست موجهة لساويرس أو لغيره بل للجمهور»، مؤكداً أنه يعلم أن رجل الأعمال الشهير مُحب للفن، وبالتالي فهو يستحق الاحترام حتى لو أنتج عملاً يُسيء إلى رمضان.
وعقّب ساويرس على كلام رمضان قائلاً: «أغنية «كوبرا» تُعتبر نوعاً من المداعبة الفنية، وليست خلافاً أو ما شابه، وأنا على استعداد لإنتاج أغنية تجمع بين رمضان وبشرى في حال موافقتهما».

«تحرش غنائي»
وعن هذا التراشُق الغنائي الحاصل بين الفنانين محمد رمضان وبشرى، علق الناقد الفني طارق الشناوي قائلاً: «ما فعلته بشرى يمكن أن يُطلق عليه تحرش غنائي بمحمد رمضان، فأغنيات رمضان التي قدمها كان يوجه فيها كلامه للمنافسين بشكل عام وليس لشخص بعينه، عكس أغنية بشرى التي تعمدت فيها الإشارة إلى رمضان بشتى السبُل». وأكد الشناوي: «رد بشرى على رمضان غنائياً ليس منطقياً، خاصة أنها ليست من منافسيه وليست حتى على خطه، وبالتالي ما قدمته لم يكن مبرراً، لذا من حق رمضان الرد عليها، لأنها افتعلت أزمة لم يكن لها داعٍ».

ليس لدينا سلطة
بدوره، شن نقيب الموسيقيين المصريين، الفنان هاني شاكر، هجوماً شرساً على الفنان محمد رمضان بعد طرحه «كليب» أغنية «أنا مافيا»، مؤكداً أن هذه النوعية من الأعمال لا تتلاءم مع مجتمعنا الذي نرغب في بنائه، فمثل هذه الأعمال تهدمه ولا تبنيه، مضيفاً: «نحن كنقابة للموسيقيين ليست لدينا سلطة منع أو إيقاف أي عمل، ما دام صاحب الأغنية حصل على تصريح من النقابة، وبالتالي هذا دور الرقابة على المصنفات الفنية». واستدرك قائلاً: «هذه النوعية من الأعمال لا بد أن يكون لها حد، حتى يمكن تربية الأجيال القادمة على الأخلاق الحميدة بعيداً عن البلطجة والعنف».