وصلت المرأة إلى أعلى المناصب في شتّى المجالات، فأصبحت الرئيسة والملكة ورئيسة الوزراء، وهذا يدل على قوة المرأة وصلابتها أمام التحديات التي قد تواجهها، ولكن هل تجعل هذه القوة والصلابة من المرأة، ذلك الكائن الرقيق العطوف، وحشاً كاسراً يقتل ويذبح ويعذّب؟

على مَـرّ العصور، سرد التاريخ قصص سيدات تخلّين عن قواعد الأنوثة كافة، ليتحوّلن إلى وحوش عدوانية تستحلّ الدماء، فأصبح انتشار الجريمة بين النساء أمراً لافتاً للانتباه، على الرغم من أن اعتبار المرأة المرتكبة للجريمة، حالة شاذة لا يمكن تعميمها. في التقرير التالي، نذكر قصص بعض النساء اللاتي ارتكبن جريمة قتل، بل تمادَين في تكرارها حتى أطلق عليهن اسم «سفّاحات»:

إليزابيث باثوري
لقّبت بكونتيسة الدم، كانت إليزابيث تميل دوماً إلى النّزعة السادية، وتجد متعتها في التعذيب، خاصةً بعد أن علّمها زوجها أساليب التعذيب على الأسرى الأتراك، وجعلها تقطع أوصالهم ورؤوسهم، بدأت الكونتيسة بتعذيبها عدداً من الخادمات الشابات بمساعدة خدمها، فتحولت قلعة إليزابيث إلى مكان موحش يمتلئ بدماء الخادمات اللاتي كانت تتلذذ بتعذيبهن حتى الموت، فقد كانت تقوم بتجويعهنّ أسبوعاً كاملاً، ثم تضربهنّ بالسياط، وتقوم بغرز الدبابيس في أجسامهن وحرقهنّ في بعض المناطق ثم قتلهن، ومن الدوافع التي جعلتها ترتكب هذه الجرائم، اعتقادها أن قتل الفتيات وشرب دمائهن والاستحمام به سيحافظ على جمالها، لذلك أطلق عليها المؤرخون لقب «كونتيسة الدم» أو «مصّاصة الدماء».

آلسي كوخ
كانت سيدة طبيعية، عمرها 18 عاماً عندما انضمّت إلى الحزب النازي عام 1920، إخلاصها في العمل لمصلحة الحزب كان سبباً مباشراً في تدرجها المناصب القيادية، ثم جاءت الخطوة الأبرز في مسيرتها، وهي الزواج من كارل كوخ، الذي كان مديراً لأحد معسكرات التعذيب النازية والذي كان يشجّعها على تعذيب المعتقلين، وما إن دخلت آلسي كوخ معسكرات التعذيب، حتى أصبحت تستمتع بصنوف العذاب المختلفة التي تُمارسها على المساجين، والحقيقة أن وظيفة زوجها كمدير للمعسكر، أسهم كثيراً في فعل ما تُريده. كان كارل كوخ ينتقل من سجن إلى سجن بحكم عمله، حيث كان يترقّى كل فترة ويترأس سجناً أكبر من الذي يسبقه، وفي كل مرّة كانت آلسي تُلازمه ثم تدخل السجن وترتكب فيه أفظع الجرائم.

إيرما جريس
عملت إيرما حارسة في معسكرات الاعتقال النازي المخصص للنساء في «رافنسبروك» عام 1943، وبعدها أثبتت كفاءة عالية في العمل والقتال، حصلت على ترقية بعد ذلك، لتُصبح مسؤولة عن أكثر من 30 ألف امرأة من المساجين، ومن هنا بدأت وحشيتها وعنفها، وبدأت عمليات التعذيب وتعريض هؤلاء المسجونات للكلاب الجائعة لتمزيق أجسادهنّ، إلى جانب ضربهن بالرصاص، وكانت تلقّب بينهن بالسفّاحة، ومع اقتراب الحرب العالمية دخل الحلفاء أراضي ألمانيا النازية، وقامت القوات البريطانية بتحرير المعسكر الذي كانت تحرسه إيرما جريس بتاريخ 15 إبريل 1945، فوجد فيه 10 آلاف جثة، و60 ألف معتقل لا يزالون على قيد الحياة.

كاثرين نايت
اشتهرت بوحشيتها الشديدة، حيث قامت بجرائم عديدة، فقد حطّمت فكّ أحد أزواجها، وذبحت كلاب زوج آخر أمام عينيه، ولم تكتفِ بذلك، بل قامت بطعن شخص آخر 37 طعنة حتى الموت، كما قامت بقتل أحد أزواجها أيضاً ووضعته «زينة» في منزلها. تم عرضها على الطب النفسي، الذي أثبت أنها كانت في حالة جنون تام عند ارتكاب جرائمها، لأن عقلها يمحي كل الأحداث البشعة التي فعلتها، حُكم عليها بالسجن مدى الحياة بسبب وحشيتها، وهي لا تزال حية إلى يومنا هذا.

ماري لويز
مات والدها وهي طفلة، وتولى أحد أقاربها رعايتها، وحاول اغتصابها، لكنها نجت منه بصعوبة، وبعد ذلك الحادث كرهت ماري الرجال، وأصابتها عقدة نفسية، لكنها تعرفت إلى «جاك» الذي استطاع أن يعيد إليها الثقة، فاقتنعت به ثم تزوجها بعد ذلك، ولكنها صُدمت عندما وجدته في سريرها مع فتاة أخرى، فلم تتمالك نفسها، فأطلقت عليه النار، وأمرت الفتاة بالنزول إلى الشارع عارية، ثم ركبت سيارتها وأخذت تتجول وسط الشوارع، وكلما رأت طفلاً أطلقت النار عليه، حتى قتلت أكثر من 10 أطفال وهي تردّد: «ستكبرون وستصبحون رجالاً، وتخدعون الكثير من الفتيات، لذا سأنقذ النساء من شرّكم».

مايرا هندلي
من أخطر المجرمات في بريطانيا، خطفت وعذّبت وقتلت ثلاثة أطفال، أعمارهم دون الـ12 عاماً،عُرفت جرائم مايرا بجرائم «مورس»، وتعرضت أربع من ضحاياها على الأقل للاعتداء الجنسي، تم العثور على جثتين أثناء التحقيق معها، وعثرت الشرطة على جثة أخرى من جثث ضحاياها بعد 20 عاماً من محاكمتها، ولم يتم العثور على باقي الجثث، حُكم عليها بالسجن مدى الحياة، وماتت في السجن بسكتة قلبية، عن عمر يناهز 60 عاماً، وأطلقت عليها الصحافة «المرأة الأكثر شرّاً في بريطانيا».