الهدوء لا يعني أن تعيشي في مكان لا ضوضاء فيه، ولا مشكلات، ولا عمل شاقاً، إنما يعني أن تعيشي وسط كل هذه الأشياء، وعلى الرغم من ذلك تشعرين بهدوء في قلبك.يُعرف التوتر بأنه حالة من القلق تعتري الإنسان عندما يواجه ضغوطاً فوق قدرة تحمله، وهذه المشكلة يواجهها الرجال والنساء على حد سواء، غير أن الجمعية الأميركية لعلم النفس تقول، إن النساء عادة ما يتعرضن لمستويات من التوتر أعلى من الرجال. ولكن لماذا؟

ترجع الدراسات السبب في ذلك إلى أن النساء يستخدمن مشاعرهن كثيراً مما يؤدي إلى مزيد من القلق.
فالمرأة تتعرض لاتخاذ قرارات سريعة، حيث إن طبيعتها الانفعالية وشعورها بالمسؤولية، يجعلانها تضطر إلى اتخاذ القرارات بسرعة، مما يزيد من توترها بشأن هل هذا القرار صائب أم أن تبعاته ستكون سلبية؟ وبسبب كثرة المهام التي تقوم بها، فالمرأة العاملة تضطر إلى القيام بالأعمال المنزلية أيضاً بعد يوم طويل من العمل، فهي في عمل لا ينتهي، فضلاً عن كونها مجهدة، وكذلك مسؤولية الأطفال ورعايتهم، مما يجعلها في دوامة يومية، فضلاً عن حرص المرأة على الظهور بصورة مثالية، وتهتم بانطباعات الآخرين وما يقولونه عنها، وهذا يُشعرها دائماً بأن الضوء مسلط على أفعالها ومظهرها، وكل ما يتعلق بها مما يدفعها إلى القلق والتوتر على الدوام. إضافة إلى احتياج المرأة إلى الشعور بالتقدير ممن حولها، وتحتاج إلى الدعم منهم، وترغب في إظهار المساندة لها والمشاعر الإيجابية تجاهها، وعدم حدوث ذلك يدفعها إلى دائرة التوتر والقلق.

علاج التوتر
هناك أربع طرق مجربة لعلاج التوتر، تبدأ من إيمان المرأة بنفسها ورغبتها في التخلص من التوترات التي تحيط بها، سواء على صعيد البيت أم العمل.

1 انتبهي إلى طريقة تفكيرك:
ركزي كل انتباهك إلى نفسك، ما يزعجك في لحظة التوتر؟ ما الذي يجعل توترك يزيد أكثر؟ فكري بالأمر هل يستحق كل هذا التوتر؟ كم نسبة حدوث ما تخافين منه؟ هل أنت متأكدة أن توترك سيحل الأمر ويعطيك نتائج أفضل؟ اكتبي كل ذلك في ورقة أمامك على المكتب، فهذا يخفف توترك بنسبة كبيرة.

2 أزيلي الفوضى من حولك:
مكتب فوضاوي = ذهناً فوضوياً، تلك حقيقة ثابتة، كيف يمكن أن تركزي وأمامك أكوام من الأوراق متناثرة في كل مكان، إنها تزيدك قلقاً كلما نظرت إلى ما يجب عليك القيام به. تعاملي مع الفوضى الخارجية على أنها دليل يعكس فوضى داخلية، بعبارة أخرى تخلصك من الفوضى حولك في المكتب، أو بيئة العمل إذا كنت معلمة أو طبيبة أو ربة بيت.. إلخ، فبيئة العمل المنظمة تخفف من التوتر والعكس صحيح. اخلقي مساحة مرتبة تجلسين فيها لإنجاز مهامك.

3طريقة تعاملك مع جسدك:
بما أنك تقضين معظم أوقاتك في العمل، فبالتأكيد هناك وحش كبير داخلك يدعوك دائماً لتناول مزيد من الطعام، وأنت تنفذين ذلك من دون أن تنتبهي، فكري في الأمر، كثير من الطعام الذي نحشو به أفواهنا أثناء العمل خلفه رغبة في الراحة، تناول وجبة خفيفة من بقايا الكعك، أخذ قطع الحلوى كلما مررنا بمكتب الاستقبال، شرب عبوات من المشروبات الغازية كلما شعرت بالإرهاق، ضعي كل ذلك في حيز تحكمك في نفسك.
ربما من الصعب رفض دعوة زميلة لك على قطعة شوكولاتة، حين تقول لك: (هيا تناوليها، لن تقتلك تلك القطعة)، لذة هنا ولذة هنا وهذا يسبب لك السمنة من دون أن تشعري، الفكرة هنا أن تنتبهي إلى كل ما يدخل جوفك، وتعاملين معدتك بشكل أفضل، ستشعرين بارتياح كبير وتبدين بمظهر أفضل وأكثر ثقة إن رفضت بلباقة، وستشعرين بثقة سوف تنتقل إلى كل جوانب حياتك.

4 الدراية بمثيرات التوتر الشخصية:
عندما تصبحين على دراية بمثيرات التوتر الشخصية لديك، يمكنك أن تخططي للتعامل بها، بدلاً من اتخاذ رد فعل تجاهها، وهذا يحتاج منك تغييراً في بعض المفاهيم، عليك أن تنتبهي لأسباب توترك، فمن بين كل 10 مرات، تكون تسعة من ردود أفعالك لا علاقة لها بالموقف نفسه، ويكون ردك أكثر صلة بما تروينه لنفسك وانطباعتك عن الموقف. فإذا كان مديرك يطرح أسئلة عن مشروع أنت مسؤولة عنه، أو أنت ضمن فريق يعمل فيه، فليس معنى هذا أنه يوجه انتقاداً لك بالتأخير، أو التقصير، عليك أخذ الكلمات كما هي ولا تحمليها انطباعاتك ووساوسك، ثم تردين بعنف، إذا أردت تغيير النتائج، فغيري القصة التي تروينها لنفسك عن الموقف.