في محافظة «العلا» في المملكة العربية السعودية حزمة مفاجآت لم تكن تخطر على بال. فجأةً، اكتشفنا أن في منطقة «العلا» في مكان ما من غرب المملكة، آثاراً تاريخية يعود زمنها لأكثر من 22 قرناً. بعضها يعود للقرن الثالث قبل الميلاد. هكذا، ظهرت معالم لم نشاهد مثلها من قبل في الصحافة والإعلام العربي. في محافظة «العلا» أيضاً فجأةً حطت مطربة الجيلين السيدة ماجدة الرومي الرحال. ومعها فرقتها الموسيقية الضخمة، لتُحيي أول حفلاتها الغنائية في المملكة العربية السعودية. فقد قررت الهيئة الملكية لمحافظة «العلا» أن تمنح كل الاهتمام المادي والإعلامي لمنطقة سياحية من الطراز الممتاز، وتقدم مهرجاناً ممتداً لأشهر عدة، اسمه «شتاء طنطورة». بعد حفل الفنان القدير محمد عبده، وصلت السيدة ماجدة إلى «العلا»، ومعها وفد إعلامي لبناني كبير، ولحقها في اليوم التالي وفد من عشرات الفنانين اللبنانيين، ليكونوا حاضرين في مكان يشهد له التاريخ، وفي الإطلالة الأولى لسيدة كبيرة من لبنان. غنت الرومي أحلى أغانيها، وقدمت أشهر القديم والجديد، وأجمل القصائد. بصوت حاضر حضور حبّها لهذا البلد الجميل، الذي يتابع نهضته وتقدمه وانفتاحه على العالم والإعلام والسياحة واللقاءات المختلفة في المجالات كافة. حضر الحفل أقل من 1000 شخص. وهو عدد قليل جداً، نسبةً إلى الجمهور الذي كان يحاول أن يجد مكاناً في الصالة التي تعتبر صغيرة نسبياً. وهو ربما أمر سيتداركه المنظمون لاحقاً، لأن الظاهر بوضوح أن نهضة كبيرة جداً يتم تحضيرها لمنطقة «العلا»، وسيكون لمهرجان «شتاء طنطورة»، شأنه في القريب العاجل. لقد بدأت عجلة النهضة الدوران. أحدهم سأل السيدة ماجدة الرومي: «ألا تغارين وأنت تشاهدين الأمن والأمان والتقدم في المملكة أمام ما يُعانيه لبنان؟ بذكاء حاد جداً، وبطيبة عرفناها بها دائماً قالت، بالعكس هذه بلاد هي جزء من بلادنا العربية، غالية علينا كثيراً، نتمنى لها الخير دائماً، بالنسبة إليّ هي وطن، وجزء عزيز من الوطن بخير وأمان.. فهل أغار من جزء بخير على جزء يحاول أن ينهض؟