رحلة مليئة بالمغامرات الفنية والإنسانية خاضتها المصورة الإماراتية شوق المزروعي، منذ طفولتها وحتى اليوم، رحلة بدأت بالبحث عن معاني البراءة في وجوه الأطفال المحيطين بها، لتكتشف في نفسها عشقاً للعمل الإنساني، في كل ما يخص الأطفال المحرومين والفقراء حول العالم، لتؤهلها تجاربها الفنية كي تصبح ناشطة في المجال الإنساني في بلاد السعادة والخير. عما أنجزته في مجالي التصوير والمهمات الإنسانية وما تحلم بالقيام به، التقتها «زهرة الخليج» في هذا الحوار:

• كيف بدأت كمصورة، ولماذا انتقلت تالياً إلى العمل كناشطة إنسانية وميدانية؟
كانت البداية عندما اكتشف والداي هذه الموهبة لديّ، وحاولا مساعدتي في تطويرها عن طريق الورش التدريبية والدورات المختصة بذلك، ورغبت في تخصص تصوير بورتريه الأطفال كوني أحب هذه الفئة، فبدأت كاميرتي التقاط صور أطفال العائلة انتقالاً للمشاهير في الفعاليات الرسمية، حتى وجدت نفسي باحثة عن وجوه جميلة حول العالم لتصويرها. ومع الوقت أصبحت جزءاً من فرق التطوع الإماراتية التي تدعم الطفل نفسياً وجسدياً، فكنت المصورة الموثقة للحملات التطوعية، كحملات توزيع الملابس على الأطفال المحتاجين أو الحقائب المدرسية وسواها، مما دفعني لاحقاً إلى تشكيل فريق مدرسي في عام 2013 تحت اسم «البسمة»، يهدف إلى خدمة الأطفال من أصحاب الهمم ودمجهم مع الأطفال عامة، وبدأت البحث في هذا المجال، وتعمقت أكثر بدخولي تخصص العلاقات الدولية والعلوم السياسية في جامعة الشارقة.

• كونك معروفة كمصورة شابة مختصة بالأطفال، أي صورة تعتبرينها الأهم؟
كل جلسات التصوير مع الأطفال تشعرني بالسعادة، وغالباً ما أكرس وقتي لأكون بينهم حتى بعيداً عن الأضواء والكاميرا، ومن أهم الصور التي قمت بالتقاطها صور الأطفال في المناسبات الوطنية. وأعتبر أن أهم إنجازاتي في هذا المجال إخراجي وتصويري فيديو كليب «أنا الإماراتي» مع الطفلة المبدعة وديمة أحمد، الذي تخطى خمسة ملايين مشاهدة في «يوتيوب».

صورة فورية

• ما الموقف الذي لا يمكنك نسيانه؟
قبل أعوام عدة توجهت مع عائلتي إلى إحدى الدول الفقيرة، وفوجئت يومها بأطفال يوقفونني لتفحص الكاميرا وحملها لأول مرة في حياتهم، فالتقطت لهم صورة جماعية بالكاميرا الفورية وأعطيتهم الصورة، ورأيت حينها المعنى الحقيقي للسعادة على وجوههم.

• من الشخصية التي تحلمين بأن تقف أمام عدستك؟ ولماذا؟
أسعى إلى تجديد المحاولة في التقاط صورة لي مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم إمارة الشارقة، حفظه الله، ففي عام 2012 فزت بـ«جائزة الشارقة للتميز التربوي»، وتم تكريمي من قبل سموه، والتقطت صورة لي مع سموه أثناء التكريم، ومنذ ذلك الوقت وأنا أسعى مجدداً إلى أن أراه وألتقط صورة أخرى معه للتاريخ، لأنه كان وما زال الداعم الأول لي في مسيرتي الفنية والعلمية، فأعظم الصور هي التي تجمعك مع قدوتك.

درهم واحد يكفي

• أيادي الإمارات البيضاء تصل إلى كل العالم، فهل هناك اقتراحات من شابة متخصصة مثلك لزيادة أعمال الخير عالمياً؟
لديّ مبادرة أسعى إلى إنجازها مع الجهات المختصة وهي فكرة «درهم من جهدنا، لـمساعدة من يحتاجنا»، بهدف تشكيل حملة دائمة يتبرع من يشارك فيها بدرهم شهرياً فقط لا غير، ويتم جمع الأموال المتبرع بها، لمن يستحقها من المشردين واللاجئين والمحتاجين، حيث ستساعد الحملة الكثير من العوائل المحتاجة حول العالم، من الناحية التعليمية والصحية، على أن يكون الأطفال هم المستفيد الأول من المبادرة.

• حصلت على جوائز وتعملين في أكثر من مجال، ألا تخافين أن يسرقك هذا الأمر من حياتك الخاصة وتكوين أسرة؟
قيل سابقاً: «وراء كل رجل عظيم امرأة»، وأنا أحب أن أضيف أيضاً بأن «وراء كل امرأة عظيمة أسرة ناجحة»، فالأسرة الناجحة عنصر مهم في الحياة لتطوير المجتمع وازدهاره، وأول الداعمين لي في مسيرتي هم أسرتي. أما بالنسبة إلى تكوين الأسرة مستقبلاً فلا بد من وجود موازنة بين تكوين الأسرة وبناء المجتمع وتطويره، فالناجح يستطيع أن يكون ناجحاً في كل جوانب الحياة ليس فقط من الناحية الوظيفية أو العلمية.

• ما أحلامك ومخططاتك المقبلة؟
سأسعى إلى أن أكون شخصية سياسية إنسانية ناجحة شريكة في تنمية الوطن وازدهاره في جميع المجالات وأريد أن أصل بحب وطني إلى العالمية.

الرقم «1»
تروي شوق المزروعي قصتها مع الرقم «1»، قائلة: «طيلة 12 عاماً في المدرسة جاهدت للحفاظ على المركز الأول علمياً، وفي أي مسابقة أشارك فيها أسعى إلى الحصول على المركز نفسه، وإن لم أحظَ بفرصة الحصول على هذا المركز أسعى مجدداً حتى أصل إلى هدفي، فكنت أرفض كل الأرقام ما عدا الرقم واحد، فهو ليس مجرد رقم، بل دلالة على التميز والاختلاف، والحصول عليه يتطلب جهداً كبيراً، وإن حصل عليه الإنسان على طبق من ذهب فيجب عليه أن يعلم أنه لا يستحقه».

جوائز وتكريمات
جوائز عديدة وتكريمات مختلفة حصلت عليها شوق المزروعي من خلال نشاطها الإنساني، من أبرزها جائزة «الشارقة للتميز التربوي»، وجائزة «حمدان بن راشد آل مكتوم للتميز» وجائزة «وطني هويتي» وجائزة «مهرجان الطفل» في الكويت، إضافة إلى مشاركتها في وفود إماراتية خارجية، كمشاركتها في «مهرجان الجنادرية» في المملكة العربية السعودية، و«حملة تعليم اللغة الإنجليزية للأطفال» في بريطانيا.