وقفت متكئة على جدار الممر الطويل، تعاني الغثيان والدوار وآلاماً متقطعة في البطن، تكاد تسقط متداعية على الأرض، وهي مستغربة لما يحدث لها فجأة، كما كان يخالجها شعور بالخوف، لذا تركت ابنتها وحيدة في الغرفة المخصصة للعلاج الكيميائي، تلك التي تحتوي على ستة مقاعد مريحة لأخذ الجرعات التي أجبرت عليها الشابة، نتيجة إصابتها بمرض السرطان منذ شهرين. هرولت إليها الممرضة وأخذتها واستنجدت بأحد الأطباء، ليجري لها بعض الفحوص الخاصة بارتفاع ضغط الدم. لكن عندما سألها الطبيب عن الأعراض التي تشكو منها، فوجئ بأنها الأعراض ذاتها التي يشعر بها متعاطي العلاج الكيميائي، وعند سؤالها تأكد أنها متعاطفة مع ابنتها لدرجة أنها تعيش المشاعر والآلام نفسها التي تعانيها ابنتها.

الشعور بمن نحب

نعم، فعندما نحب أحدهم ونتعمق بمشاعرنا تجاهه نشعر به ونشعر بمعاناته وبالتفاصيل وحتى إن كنا نبعد عنه بمسافات، لذا عندما نردد عبارة «إنني أتألم عندما أراك تتألم» هي حقيقة وليست عبارة مكررة ومجردة.
وقد يفسر لك علمياً، فنحن عندما نعاني تتأقلم أجسادنا حسب معاناة وألم الشخص الذي نحب بعمق وكأننا أنفسنا نعاني. ولإثبات ذلك قام البروفيسورة «أوتاو فريث» بتجربة في مختبره بكلية لندن الجامعية، حيث طبق تجربته على مجموعة من الأزواج، وبموافقة الزوجات على الدخول بجهاز الرنين المغناطيسي أثناء تعرض أزواجهن لصدمات كهربائية، حيث تُخبر المرأة قبل تعرض زوجها للصدمة بثوانٍ عدة، وفي الوقت نفسه كانت المرأة ترى يد زوجها خلال مرآة، تعكس حالة الألم التي تسببها الصدمة الكهربائية التي تلقاها، ولوحظت ملامح الألم على وجوههن، ولكن المفاجئ عندما فحصت النتائج اتضح أن مناطق الدماغ التي تم تنشيطها، كانت هي نفسها تقريباً كما لو أنهن هن من تلقين الصدمة الكهربائية.

تجارب علمية

بالنسبة إلى هؤلاء النسوة اللاتي تربطهن علاقة حب قوية بأزواجهن، اتضح أنهن تألمن بشكل واضح من خلال رسم الدماغ، كما أن هناك أشخاصاً أكثر حساسية من غيرهم، وبالتالي يكون لديهم قدرة أكبر على التعاطف من الآخرين، وكذلك النساء هن أكثر من الرجال، كما يظهر من خلال التجارب العلمية رد فعل الدماغ التلقائي الذي هو أساس الجانب الإنساني الذي يدعم قدرتنا على التواصل مع الآخرين.
كما أن ما يجعلنا مختلفين عن باقي الكائنات، هو وجود المناطق العاطفية في الدماغ، حيث تنتج الرابط العاطفي بين الأشخاص، كالأم وطفلها والزوج وزوجته والإخوة ببعضهم، وأجمل مثال على ذلك، هو ارتباط الطفل بأمه وعدم القدرة على الابتعاد عنها وشعوره بالخوف والألم عندما تبتعد، حيث يشعر بخلل في المناطق العاطفية بالدماغ، ولا يشعر بالأمان، وبالتالي قد تترتب على ذلك مشاكل نفسية مستقبلاً بسبب ذلك. فالعاطفة هي هذا الرابط الذي يربط بيننا وبين مشاعر المحيطين بنا، محفور في أعماق أدمغتنا، إنها هي التي تجعلنا بشراً حساسين، وعاطفيين، ومسؤولين عن تلك العلاقات الإنسانية.

استشارة

• تزوجنا منذ سنة تقريباً. أحببته كثيراً خلال هذه السنة، على الرغم من أننا لم نلتقِ قبل الزواج، لقد كان زواج تقليدياً، وأشعر بأنه يحبني، إنه كريم وحنون، ولكن للأسف في الفترة الأخيرة اكتشفت أنه عصبي جداً، وتظهر عصبيته على أمور لا تستحق، طلبت منه مرات عدة التوقف عن ذلك، ولكن ذلك يثيره حتى إنه تطاول وضربني، بصراحة استأت جداً، فاتخذت موقف وذهبت لبيت أهلي، ولكن لصداقته القوية مع أخي أجبرني على العودة، ومنذ ذاك الحين، تغير أسلوبه معي وأصبح قاسياً ويتطاول باليد والألفاظ. ما الحل؟

الحل، ألا تستسلمي، فهناك الكثير من القنوات لمساعدتك، والقانون سينصفك ويعالج المشكلة. لدينا في الدولة مؤسسات لحماية المرأة وسيقومون بمساعدتك بسرية كاملة، كما أعتقد بأن عليه الذهاب لأخصائي نفسي ليتدرب على التعامل مع الغضب ورفع يده.