في وداعنا 2018 واستقبالنا 2019، وكالعادة السنوية، يزدهر موسم العرّافين، الذين يدّعون أنهم يعلمون بالغيب. ويبدأ التباري بين هذا وتلك على توقعات العام الجديد للأبراج، ومواليد هذا الشهر وذاك البرج. وكما في كل عام، يكون النجوم والمشاهير، وأغلب الشخصيات العامة موضع تداول هؤلاء، الذين دائماً «يكذبون ولو صدقوا». المشكلة أننا لا نتمتع بذاكرة حادة، لنكتشف ببساطة أن كل التوقعات التي نسمعها في بداية العام، لا يتحقق منها إلا ما يكون بسيطاً، ومَبْنيّاً على معطيات يسمعها هؤلاء في كواليس المجتمعات. لكننا سنتذكر الذي توقع المرض للفنان فلان، والطلاق للفنانة فلانة، والنتيجة أن لا شيء منها حصل. وإن حصل يكون إمّا مشروعاً سرّبه الفنان لأصدقاء، وإما محض صدفة. فالتي قالت سنفقد هذا العام شخصية فنية كبيرة، كانت تعرف أن أكثر من فنان وفنانة بلغوا من العمر عتيّاً، وهم بدؤوا منذ مدة طويلة يتجولون بين عيادات الأطباء والمستشفيات. والطبيعي أن يكون ممكناً أن يرحل الفنان الكبير وديع الصافي أو صباح، وهما كانا على فراش المرض، وفي مرحلة أرذل العمر. لتعود وتفشل في توقعها بطلاق نانسي عجرم، التي بدل الطلاق أنجبت طفلتها الثالثة. كل الحق على المحطات التلفزيونية التي تستضيف مثل هذا الهراء، وتروّج له لتجلب الأرباح التجارية، على حساب العقل والمنطق، وعقول الناس.