نادية لطفي.. نجمة من نجمات الزمن الجميل، اللاتي استطعن حفر اسمائهن بحروف من نور في تاريخ الفن العربي، فموهبتها الساحرة، وجمالها الأخاذ، وحضورها الطاغي، جعلت لها مكاناً يحمل بصمتها الخاصة التي لا يمكن أن تُقلّد. ونادية لم تكن مجرد ممثلة عابرة في المشوار الفني، وإنما فنانة مثقفة، ونجمة بدرجة فارسة، لا يزال فنها حاضراً ومعبراً عنها حتى يومنا هذا. «زهرة الخليج» التقتها على هامش إعلان فوزها بجائزة الدولة التقديرية في بلدها مصر، الذي تغيبت عنه، ونسألها.


تغيبتِ عن حفل تكريمك بمناسبة فوزك بجائزة الدولة التقديرية.. ما السبب؟
أولاً أود إبداء سعادتي الغامرة بفوزي بهذه الجائزة، والتي تدل على أن ما قدمته طوال تاريخي مقدر من قبل الجمهور والدولة أيضاً، وللأسف لم تُتَح لي فرصة حضور الحفل بسبب حالتي الصحية، لكني سعيدة للغاية من دون شك.
 

مرت منذ أسابيع قليلة ذكرى رحيل النجمتين شادية وصباح. كيف استقبلتِ هذه المناسبة؟
أشعر مع رحيل أي فنان ومرور ذكراه أنه لم يمت، ربما يغيب عنا جسداً، ولكن أعمالهم وأفلامهم وأغنياتهم لا تزال تتردد، ويشاهدها ويسمعها الجمهور كباراً وصغاراً، وهذا ليس مجرد كلام يُقال فقط في المناسبات وإنما حقيقة، فعبد الحليم حافظ توفي عام 1977، ولا يزال أسطورة حية بيننا وأغنياته تتردد رغم مرور أكثر من نصف قرن على صدورها.

لماذا اعتبرتِ تكريمك في مهرجان الإسكندرية السينمائي خلال الدورة الماضية كانت له مكانة خاصة؟
لأن التكريم جاء بعد انتكاسة صحية صعبة تعرضت لها، فضلاً عن أني ابنة الإسكندرية، وإطلاق اسمي على تلك الدورة رفع كثيراً من حالتي المعنوية، وأعتبره لفتة طيبة للغاية من القائمين على المهرجان.

لماذا اخترتِ أفلام «قاع المدينة، السمان والخريف، قصر الشوق» تعرض خلال المهرجان دون غيرها؟
أردت التشبه بثلاثية نجيب محفوظ لكن من خلال ثلاثيتي السينمائية الخاصة، كوني أعتبر هذه الأفلام بالذات محطات مهمة للغاية في مشواري، وكل عمل منها شكل نقلة مختلفة لي في نوعية الأدوار التي اعتدت تقديمها، واضطررت خلالها لتغيير شكلي ليس فقط من الخارج وإنما من الداخل أيضاً، تفاعلاً مع قصصها.

لماذا تعتزين بفيلمك «المومياء» على وجه الخصوص؟
لأن الفيلم يعتبر نموذجاً للاستخدام الأمثل لأدوات القدرة على التعبير، ودور «زينة» الذي قدمته في الفيلم، أعتقد أنه يصلح لأن يكون قصة كاملة وفيلماً مستقلاً بذاته، وأعتقد أن فناناً كأحمد زكي يعتبر نموذجاً لهذا النوع من الموهوبين، الذين استطاعوا استغلال مواهبهم غير المحدودة.

عمل شادي عبد السلام لفترة طويلة على إنجاز فيلم «أخناتون»، لكن لم يقدر له الظهور. ما السبب؟
بالفعل بدأنا العمل في الفيلم، ورشحت لدور «الملكة تي» والدة أخناتون، وبالفعل بدأنا في التحضير، ورشح عبد السلام، النجم (الشاب آنذاك) محمد صبحي لبطولته، والذي كان يقدم مسرحية «هاملت» في المعهد، وسبب تعطل المشروع أن وزارة الثقافة لم تستطع توفير التمويل اللازم لإنتاج العمل، والذي كان يصل إلى حوالي 95 ألف جنيه، وكان وقتها مبلغاً ضخماً.


عودة للوراء.. كيف ترين تطور خطواتك الفنية منذ ظهورك الأول في فيلم سلطان مع فريد شوقي وما تبعها من أعمال؟
بالطبع بدايتي خلال فيلم «سلطان» مع الراحل فريد شوقي ورشدي أباظة، فشكل الفيلم بداية مهمة في مشواري، وبعد هذا العمل أسست بمشاركة فريد ورشدي أباظة شركة بعنوان «النجوم الثلاثة» وبعدها توالت أعمالي، وخلال جميع مراحل مشواري الفني كنت أسعى دوماً لتطوير نفسي وتعلم ما هو جديد، وأعتقد أن هذا ما يعتبر لزاماً على أي فنان.

«لويزا» الأقرب

تعتبر شخصية لويزا في فيلم «الناصر صلاح الدين» من أهم أدوارك الفنية. كيف تنظرين لهذا الدور حالياً؟
كانت «لويزا» تشبهني إلى حد كبير نفسياً واجتماعياً وأيضاً إنسانياً، وبالمناسبة فهذه النوعية من الأدوار ترهقني أكثر من الأخرى، لأني أكاد أتوحد معها، وأعتقد أن الجمهور أحب هذا الدور كثيراً لأني أديته بصدق.

قدمت شخصية الراقصة في «قصر الشوق» وأيضاً في «أبي فوق الشجرة». كيف استطعت تقديم الدور بشكل مختلف كل مرة؟
ببساطة أقوم بدراسة أي دور من الناحية النفسية والاجتماعية، فشخصية فردوس في «أبي فوق الشجرة»، تختلف تماماً عن شخصية زوبة في «قصر الشوق»، وأيضاً عن دور الراقصة في فيلم «بديعة مصابني» عندما قدمت قصة حياتها.

باب العودة

بعد كل هذه النجاحات الفنية. كيف تنظرين إلى مشوارك الفني؟
أشعر بأني استطعت ولو ملامسة وجدان الجمهور، وكل الجهد الذي بذلته، وحاولت أن أكون صادقة فيه لم يذهب سدى، ولا يزال الجمهور يقدر ما قدمت من أدوار أعتقد أنها كانت مهمة.

هل أعلنت الاعتزال كما تردد؟
لا طبعاً لم أقل هذا في أي مناسبة، والوصال بيني وبين الجمهور لم ينقطع حتى اللحظة، فالفكرة من وجهة نظري أن العلاقة بين أي فنان وجمهوره، لا يحكمها عمل فني.

هل هذا يعني أن هناك إمكانية لعودتك للوقوف أمام الكاميرا مرة أخرى؟
لا طبعاً، لأن لكل مرحلة معطياتها ومتطلباتها، ولم أعد في لياقتي التي كنت عليها في الماضي، وبالتالي لو قدمت أي عمل لا أعتقد أنه سيعجب جمهوري، وفي الوقت نفسه لن يضيف لي شيئاً، بل على العكس قد يسحب من رصيدي، أو يصبح العمل ذكرى ليست جيدة ما بيني وبين الجمهور، وأعتقد أن الفنان لا بد أن يتحلى بالشجاعة حتى يقرر في لحظة من اللحظات أن ينسحب ويحافظ على مكانته.

لو عرض عليكِ تقديم مشوارك حياتك في عمل فني. هل توافقين؟
للأسف لا توجد ممثلة تستطيع تأدية دور نادية لطفي على الشاشة، وأرى أن أعمال السيرة الذاتية التي عرضت في فترات سابقة لم تحقق النتيجة المتوقعة منها.

من هم نجوم الجيل الحالي الذين تفضلين مشاهدة أعمالهم؟
هناك العديد من النجوم والنجمات الذين أحبهم، خاصة من هم أقرب إلى جيلي مثل إلهام شاهين ويسرا وميرفت أمين وغيرهم، ومن نجوم الجيل الجديد أحب محمد هنيدي وأحمد السقا وهند صبري.