لأنه فنان متميّز ويُعد واحداً من أبرز نجوم الدراما السورية والعربية، ولما حققه في 2018 من نجاح على صعيد أدائه في مسلسلي «تانغو» (دراما «بان أراب») و«الرحلة» (دراما مصرية)، ولندرة ظهوره الإعلامي، مما يجعل الجمهور يشتاقون إليه، ولكونه يحظى بحياة عائلية ومهنيّة، هي مشوار من الحب والتقدير والسعادة، اخترنا النجم باسل خياط مع زوجته ناهد زيدان، كي يُزيّنا «زهرة الخليج» في أول أغلفة العام الجديد، فجاءت هديّته لنا اعترافات غير مسبوقة له فنياً وزوجياً، يبدأ بها عام 2019.


• باسل، مع بداية 2019، هل ستقوم بعمل «جردة حساب» لما فعلته؟ وبماذا تعد زوجتك وجمهورك في العام الجديد؟
هي تمنيات وليست وعوداً. فأنا أتمنى أن يظل الحب والولاء والأمان تغلف حياتي مع زوجتي ناهد وأولادنا، وأن يكون 2019 بدايةً لأعوام مقبلة تحقق فيها زوجتي طموحها الذي تفكر فيه. أيضاً، أتمنى الصحة والسعادة والسلام للجميع بشكل عام. أما بالنسبة إلى مسألة «جردة الحساب»، فالموضوع لا يتطلب مني قلماً وورقة لفعل هذا، بقدر ما أني أحاول وبشكل عفوي استرجاع ما فعلته في 2018، على الصعيدين العملي والعائلي، وما الذي يجب عليّ فعله عام 2019، لأني وصلت إلى قناعة بأن التفكير كثيراً في المستقبل «بيوجع الراس»، وممكن يصنع لك عقبات من حيث لا تحتسب، وهذا لا يعني ألا يفكر الواحد منا في المستقبل، إنما لا يُحمّل الأمور فوق طاقتها.

«إيزابيل» أعادتني صغيراً

• رُزقت مؤخرا بطفلة اخترت لها اسم «إيزابيل» لماذا؟ وكيف هي مشاعرك أنت وزوجتك بثاني مرة أبوة وأمومة؟
ناهد من اختارت الاسم لأنها تحبه، ووافقتها عليه، وما حدث معي أنا وزوجتي أشبه وكأنّ لدينا فيلم «فيديو» حلواً وجميلاً وممتعاً شاهدناه، وقررنا إعادة مشاهدته من جديد. فنحن نعرف القصة فيه لكن هناك تفاصيل اقتربنا من أن ننساها، فوجود «إيزابيل» في حياتنا اليوم بعد 10 سنوات من إنجابنا نجلنا «شمس»، أعاد لنا تفاصيل وأشياء كثيرة كانت فعلاً قريبة من أن تنتهي من ذاكرتنا وبحاجة إلى مُحفز لتعود وتظهر من جديد، وبالفعل عادت وصنعت لنا نوعاً من الـRefresh لكل العلاقة الزوجية، بل و«صغّرتنا في العمر».

• يقولون إن نجلك «شمس» يشبه أمه، فهل توافقهم الرأي؟
نعم، هو يشبه أمه من حيث الشكل، لكنه في الوقت ذاته يشبهني في طباع كثيرة، فهو يهتم بالتفاصيل لدرجة أنه يفاجئني ويذكرني بحالي عندما كنت صغيراً، كما أنه غامض مثلي، وإن كنت كأب لا أحب أن يكون ابني مثلي في هذا، بل أتمناه أن يكون صفحة بيضاء مفتوحة أمامي، لذلك «شمس» يعصّبني أحياناً عندما أشعر بأنه غامض، و«ما بيحكيلي كل شي حدث معه».

أنا وزوجتي والغموض

• وبماذا تفسر غموضك؟
نتيجة مجموعة من الأشياء والتراكمات، فأنا في صغري كنت خجولاً، وكانت لديّ قلة ثقة شديدة بالنفس، لكنّ محاولتي إخفاء قلة ثقتي بنفسي أمام أصحابي، حولتني في المكان الذي فيه تنافس إلى إنسان لديه ثقة عمياء وزائدة عن اللزوم بنفسه. أيضاً كانت عندي تساؤلات عن كل شيء أراه في حياتي.. فأسأل: ليش؟ وكيف؟ ومين؟ و«شو بدّو يصير»؟ وما علاقتي بالموضوع؟ وطوال الوقت كنت مراقباً للأمور بشكل كبير، سواءً على المستوى الشخصي أم العائلي، وكنت أحب فكرة أني «عم أتفرّج على حالي بعين ثالثة من الخارج»، أي أني أرى نفسي في الطرف الذي أنا موجود فيه.

• هل تجد الرجل الغامض مريحاً لزوجته؟
لا. هو غير مُريح ولكنه ممتع، وفي نظري أن الرجل عندما يكون واضحاً وصريحاً ومكشوفاً للمرأة، تستطيع أن تفتح أي صفحة منه وتقرأها وتعرف السؤال والإجابة فيها، عندها لن تعود للعلاقة أفراح ومفاجآت، ولن تكون هناك زوايا وخفايا، لذلك في مَكنون العديد من النساء هنّ يملن إلى الرجل الغامض، لتظل لديهن الرغبة والقدرة في «فك شفرة بعض الكروت»، التي لا يزال لم يتم الكشف عنها.

• هل أنت زوج ديمقراطي؟
أنا زوج أتقبّل سماع كل الكلام من زوجتي، سواءً المديح أم النقد.

• وما الذي لا تحب سماعه منها؟
أنا وناهد كأي زوجين، نتخانق وتحدث بيننا مشاكل، وأنا تضايقني فكرة الاستفزاز، لأني شخص من السهل استفزازه، وزوجتي دكتورة، بل فيلسوفه في استفزازي.

نصيحة زوجية

• ما نصيحتك لحياة زوجية سعيدة؟
يجب أن نعترف بأن الحياة الزوجية ليست رومانسية بالشكل الذي نراه في كثير من الأفلام، ونقرؤه في كثير من الكتب، ولكن في حاجة إلى أن ندعمها بكثير من الرومانسية، كما أن الأمر يحتاج إلى إصرار من طرفي العلاقة على بناء هذه الشراكة الكبيرة. فالزواج ليس فقط حباً وإنجاب أولاد وأسرة، بل إيمان حقيقي من جانب الشريكين بأننا يجب أن نكمّل المشروع ونكبّره معاً، ونتحمّل ما قد يمكن أن يحصل فيه من خسارة حتى نصل به إلى المكان المطلوب، بأكبر قدر وطاقة مُمكنتين.

• في عام 2018، قرأنا وشاهدنا العديد من حالات الزواج والطلاق الفني. فهل يخيفك أن تكون حياة الفنانين الأسرية مهددة بعدم الاستقرار؟
شيء أكيد أني أخاف على بيتي وأحاول حمايته، وصحيح أن كل إنسان حُر في حياته، لكن بالنسبة إليّ فكرة الانفصال غير واردة إطلاقاً. أي أن الطلاق غير موجود في قاموسي ولا أحبه، وزوجتي تعرف هذا الشيء جيداً. وأرى في الطلاق أنانية من الزوجين، ما دام هناك أبناء بينهما.

حياة جديدة

• لو مُنحت فرصة أن تبدأ حياتك ثانية ومن جديد، فهل ستسير على الخطوات ذاتها التي سرت عليها سابقاً في مشوار دراستك وعملك؟
صراحة، لو عادت بي الحياة من جديد، أعترف بأني لن أدرس دراستي نفسها، ولن أدخل مجال التمثيل، علماً بأني فخور بدراستي وأحبها، لكني ميّال إلى أن أشتغل في التجارة من بيع وشراء، خاصة أني في صغري كنت تاجراً. أسافر وأشتري الأغراض ثم أعود وأبيعها، إنما بعد أن مارست الفن نسيت التجارة.

• لو عادت بك الحياة للوراء، هل كنت ستتزوج ناهد زيدان؟
هذا أكيد. فناهد أكثر شخص يفهمني في حياتي. وبالمناسبة، ناهد أعادت بنائي من جديد، وأعترف بهذا لأول مرّة، فقبل ست أو سبع سنوات، عندما غادرت وطني مهموماً جراء ظروفه، وجئت للإقامة في دبي، حينها كان شكلي ومنظري مهمومين، لدرجة أني فقدت حينها 17 كيلو جراماً، وهذا كله جعلني أبدو نحيلاً وبائساً، ولو لم تكن زوجتي قوية لما وقفت إلى جانبي حتى عدتُ ووقفت على قدميّ من جديد.

• وكيف استطاعت زوجتك أن تقوم ببنائك من جديد؟
ذكرتني بنفسي، أوقفتني أمام المرآة. فأنا كنت ناسياً من أنا، وقسَت عليّ لحظات، لكن كانت هذه القسوة ضرورية حتى أستعيد نفسي من جديد. وأعترف من خلال «زهرة الخليج» بأني لولا زوجتي، لكنت في لحظة من اللحظات دخلت دوّامة لن أخرج منها جراء الاكتئاب الذي استمر معي حينها عامين.

مصير «كازبلانكا»

• ما مشاريعك الفنية في 2019؟
أحضّر لمسلسل من نوع «بان اراب» سيُعرض في رمضان المقبل لم يحدد اسمه بعد، لكنه من إخراج رامي حنا وإنتاج «إيجيل فيلم»، التي تعاونت معها العام الماضي في مسلسل «تانغو». أما في مصر، فحتى الآن أبحث مع الشركة ذاتها التي مثلت معها سابقاً مسلسلي «30 يوم» و«الرحلة» عن نص جديد.

• وما مصير فيلم «كازبلانكا»؟
اعتذرت عنه لأمر له علاقة بضيق الوقت. ومن خلال «زهرة الخليج»، أنفي ما يتردد من أن انسحابي سببه الاختلاف حول الأجر المادي.

• وماذا عن مسلسل «الحرملك»، الذي سيجمع العديد من نجوم الدراما السورية والعربية؟
قد أكون في هذا المسلسل، لكن في الحلقات التي ستأتي خارج العرض الرمضاني، وحسبما أعلم أن المسلسل يتكون من قرابة الـ70 حلقة، بالتالي إذا شاركت وتم الاتفاق سيكون دوري في النصف الثاني من العمل، وهذا سببه ما يحكمني باتفاقات مع شركات الإنتاج، وأمر له علاقة بمسائل التوزيع والتسويق والحضور بين شركة وأخرى.

«تانغو» والتطهير

• هل ترى أن مسلسل «تانغو» يعد تأسيساً لنوع جديد من الدراما الجريئة في عالمنا العربي؟
قد يكون هذا صحيحاً، فهو عمل وضع قدمه في الممنوع تداوله، ولكن بذكاء.

• ألم تحرجك جرأة «تانغو» مع زوجتك؟
في نظري، الفرجة علي «تانغو» ترتبط بمبدأ في الدراما اسمه «التطهير». فبينما أنت جالس تتفرج على القصص الحاصلة في العمل، تتوارد إلى ذهنك حالة حرص أو خوف من الشيء الذي تراه، خصوصاً أنه يتطرق إلى هوامش العلاقات الزوجية في حالاتها التي قد تكون نوعاً ما مرضيّة، لكن زوجتي ناهد عقلها كبير، لذلك لا تتأثر بالأدوار التي أقدمها.

نجوم الدراما السورية

• تألق الفنان تيم حسن في مسلسل «الهيبة 2»، وعابد فهد في «طريق»، وقيس الشيخ نجيب في «جوليا»، وأنت في «تانغو»، وفي 2019 سيُضاف إلى هذه التنافسية الدرامية الرمضانية الفنان قصي خولي، في عمله «خمسة ونص» مع نادين نسيب نجيم ومعتصم النهار. فهل يؤثر التنافس في علاقتكم ببعضكم البعض كأصدقاء؟
لمنافسة ضرورية، وإذا لم تكن موجودة أتضايق، لكن وبكل أمانة، عمري ما فكرت في أن أعمل لأحصد جائزة، بل لأني أحب شغلي وأرغب في تقديم أعمالي بأدق التفاصيل.

• هل شاهدت أعمال زملائك تيم حسن، عابد فهد وقيس الشيخ، التي قُدمت في رمضان الأخير؟ وكونكم نجوم الدراما السورية تحبون بعضكم البعض. فهل تصارحون بعضكم بأخطائكم؟
دائماً أشاهد أعمالهم. وصحيح أننا نحب بعضنا وأصدقاء، إنما ليس إلى الدرجة التي نصارح فيها بعضنا بآرائنا، لأنه قد تكون هناك آراء سلبية، والصراحة أحياناً تخلق شيئاً من الحساسية، كما أنه ليس من مهمتي كفنان أن أتحول إلى ناقد أقيّم أعمال غيري، وهو أمرٌ لا يفيدني في شيء.

• أخيراً، هل سنراك في وطنك سوريا خلال عام 2019؟
سأعود لسوريا هذا العام، وسأكلمكم من هناك، لكنها ستكون زيارة بعد طول غياب، إذ سأحتفظ مع أسرتي بإقامتنا في دبي، وذلك بحكم مدرسة «شمس» وبيئته، التي تشكلت على مر السنوات الست الماضية.. فحالياً تغيّر مناخ حياتي وبات صعباً لي ولأسرتي.