تحبون المغامرات، وتنشدون أرضاً مليئة بالغموض والأساطير والقلاع، ولا تخافون المكوث في قلعة مصّاص الدماء «دراكولا»؟

اذهبوا إلى بوخارست

هي مزيج جميل من أوروبا وروسيا وبيزنطيا، ودولة العباسيين القديمة. وهي المدينة التي وُصفت بألقاب عدة، بينها «باريس الصغيرة» و«لاس فيغاس أوروبا»، وأطلق عليها العرب صفة «مدينة ألف ليلة وليلة».. أما أهل العاصمة فسمّوها «مدينة الأساطير».

مصاص الدماء هنا

فلنبدأ من قلعة «دراكولا»، التي صُوّر فيها الفيلم السينمائي الشهير «لقاء مع مصاص الدماء». القلعة لها اسم آخر هو «بران»، لكنها اشتهرت باسم «دراكولا»، بعدما تردد أن ساكنها الكونت «فلاد» كان دموياً، يستسيغ البطش، وكان يوقع على قراراته باسم والده «دراغول» والاسم بات دراكولا. أخبار كثيرة، بين تأكيد ونفي، تُسرد عن المكان، ووحدها القلعة بشكلها وتفاصيلها ولقبها، تجعل السارح فيها يحيا لحظات من العمر، فيها بعض الخوف وكثير من الغوص في خرافات شكلت ثقافة المكان. ولا تنسوا أن تشتروا من هناك تذكارات مُذيّلة بتوقيع: الكونت دراكولا.
المدينة موغلة في التاريخ. ومبانيها تروي قصصاً وحكايات. حتى مقاهيها الصغيرة المنتشرة عند حفافي الشوارع راقية بتصاميمها. تجوّلوا مشياً. هرولوا. غنّوا. صفقوا. واسمحوا لهواء بوخارست أن يمدكم بالأكسجين. وتمعّنوا مليّاً بتلك الورود الملونة، التي تتدلى من كل شرفات بيوت ومتاجر بوخارست.

مشاهد جميلة

اقصدوا منتزه «هوريستو»، الذي صُنّف الأكبر في شرق أوروبا. زوروا «قصر فيكتوريا» الشهير. اقصدوا كل من المسرح الروماني، النادي الثقافي، دار الأوبرا، والمتحف القروي الذي يُعرفكم إلى نماذج متنوعة للمساكن القديمة في المدن الرومانية. ولا تغادروا من دون المرور في (قصر البرلمان الأوروبي) الذي يُطلق عليه «بيت الشعب». هذا القصر ثاني أكبر مبنى إداري في العالم، بعد مبنى البنتاغون في الولايات المتحدة الأميركية، ويضم أكثر من مليوني طن من الرخام. وإذا كنتم عرساناً جُدداً اقصدوا بحيرة «كيو»، التي يتقصّد عشاق الأرض ارتيادها لرومانسيتها. مُحبو الاسترخاء يعجبهم هدوء «كيو» أيضاً.

نافورة الدم

ثمة نافورة ماء ملونة باللون الأحمر القاني، تُعرف بنافورة الدماء. قفوا على ضفافها وتمنوا أن يُبعد الله عنكم وعن أحبائكم مرض تخثر الدم «الهيموفيليا». هذه النافورة تُخبر قصص أهل رومانيا مع هذا المرض الذي يسبب نزف الدم المتكرر، وهو ينتشر فيها.
جولة في أرجاء المدينة تأخذ السائح إلى حقب غابرة، إلى حقبتي الشيوعية والبيزنطية، وتروي قصص المباني العتيقة والقصور والقلاع. وهناك بين التفاصيل القديمة مبانٍ حديثة تُجدد وجه بوخارست، وتمنحها طابع المدينة القديمة المتجددة.
لغتا المدينة المتداولتان هما الرومانية والإسبانية، لكن ليس صعباً إيجاد من يتحدث الإنجليزية. وهناك من يتحدث أيضاً في رومانيا أيضاً اللغتين المجرية والغجرية.
نوافيرُ الماء كثيرة. البساتين والحدائق منتشرة، وهناك حديقة نباتية تضم أكثر من 10 آلاف نوع من النباتات، بينها ألف نوع غير محلي.

شعب ودود

مواطنو بوخارست لطفاء. الرومانيون في شكل عام يبتسمون كثيراً والجمال بينهم طاغٍ. وفتياتهم شقراوات وسمراوات وذوات شعر أحمر أيضاً. وأفكار السكان الأصليين محافظة وتقليدية. هم تأثروا بحقب غاربة بالفكر الشيوعي، ولا يزالون حتى اللحظة.تجولوا كثيراً على الأقدام لاستكشاف الأرض عن كثب. ثمة موسيقيون وفنانون يسكنون الأرصفة ويعزفون أجمل الموسيقى التي تعبُر من الآذان إلى القلوب بلا استئذان. الأسعار رخيصة. الأجور متدنية. ويحل النظام الضريبي في تلك البلاد في أسفل السلم الضريبي في الاتحاد الأوروبي. لهذا، لا تترددوا في شراء ما يحلو لكم من هناك، وتأكدوا أن هذا من مصلحتكم.

سينما

بوخارست جميلة جداً. وهذا شجع كثيراً صنّاع السينما على تصوير أفلامهم في ربوع تلك المدينة. فهل تتذكرون أفلام: Nun, The defender, what happened to Monday, Mirrors, Closer to the moon, Cold mountain, Ghost rider؟
صُوّرت هناك وتركت بصمات جميلة. 

ذاكرة و«تذكار»

أشياء كثيرة من الذاكرة الرومانية تستحق أن تكون في عداد التذكارات التي تعودون بها من هناك. القلائد التقليدية ذات الخرزات الرومانية الخاصة المعروفة باسم «زغاردان» قد تكون هدية مثالية. السجاد المصنوع من القطن والصوف من الألف إلى الياء يدوياً، والمزخرف بالألوان الرائعة الموجود بكثرة في بوخارست. الأيقونات تُعد أيضاً من الفن الشعبي الروماني، وهي هدية مثالية. قمصان النساء الرومانيات «البلوَز»، باتت اليوم بمثابة قطعة إلزامية تُعلق على لوحة في صدارة بيوت سكان بوخارست الأصليين. احصلوا على واحدة. العسل الروماني مشهور أيضاً ومثله صنادل الفلاحين. وتذكروا أن تدوّنوا على هداياكم من هناك عبارة: من بلاد الأسرار مع أحلى التحيات.