حين تعطين طفلك مصروفه، هل تسألينه: فيمَ أنفقته؟ هل فكرت أن مراقبتك لما يشتريه طفلك هو إعداد جيد له تربوياً واجتماعياً ونفسياً وصحياً، فما سيشتريه اليوم بمصروفه، هو ما ستكون عليه عملية الشراء حين يكبُر.

الأطفال قبل خمس سنوات يُنفقون مصروفهم على الحلوى والألعاب، وإذا أعطيت طفلك فرصة لشراء كل ما يريده من حلوى وألعاب، فلهذا تأثير سلبي كبير فيه صحياً ونفسياً، واجتماعياً. إنك بهذا التصرف تقولين له إن كل شيء مُتاح لك في أي وقت، وهذا ما لن تكفله له الحياة والعمل حين يصبح كبيراً، سينشأ طفلك وهو يرى أنه يستحق كل ما يريد، ولن ينظر إلى احتياجات الآخرين، مما يشكل عليه عبئاً اجتماعياً، حيث يصبح مرفوضاً ممن حوله، سيجده أقرانه شخصاً أنانياً، ولا يتفاعل مع مشاعرهم، فالقيم الاجتماعية عنده ليست واضحة، كقيمة التعاطف مع من هم أقل منه، وقيمة التعاون والمشاركة، فالأهمية عنده لاحتياجاته فقط. كذلك هناك بُعد صحي للتأثير السلبي للحلوى، والأكلات السريعة التي يرغب طفلك في شرائها دوماً، والألعاب التي تتكدس في البيت من دون داعٍ لها، وهي تشكل عبئاً على ميزانية الأسرة.
لا بد من إرشاد طفلك وتوعيته بكيفية إنفاق مصروفه، حتى لا يتحول المصروف إلى شيء سلبي يضر بالطفل أكثر مما يفيده، كذلك احرصي على أن تعطيه مصروفاً مناسباً لعمره واحتياجاته، حتى يصبح متساوياً مع زملائه وأصدقائه في المدرسة، لا أقل منهم ولا أكثر، وحتى لا يشعر بالتفاخر والتعالي عليهم، ولا يحس بالنقص أيضاً. وجّهي طفلك لادّخار بعض النقود، أو ما يتبقى من مصروفه آخر اليوم، بهدف شراء لعبة جديدة يحب أن يقتنيها، أو هدية ينوي تقديمها لمعلمته أو أحد أصدقائه.
لا تنظري إلى طفلك على أنه صغير، ولا يفهم أمور البيع والشراء، فالمصروف الذي تقدمينه له، يمثل أهمية كبرى في حياته. فوجود نقود محددة في يده يمثل أول ملكيّة مالية له، وهي تساعده على تنمية شخصيته، وتجعله يشعر بالثقة بالنفس، وبأنه أصبح مسؤولاً عن نفسه ومستقلاً بذاته.