تلعب منصات «التواصل الاجتماعي» دوراً مهماً في عملية التسويق، وتُعد من أفضل الطرق حالياً للوصول إلى الجمهور، وتحقيق الانتشار المطلوب للسلعة المراد إيصالها. لكن إدارة الحسابات بشكل فردي على وسائل «التواصل الاجتماعي» المختلفة، من دون اللجوء إلى الشركات المتخصصة، يحتاج إلى معرفة باستراتيجيات المحتوى، ومعرفة الأوقات المناسبة للنشر بشكل علمي ومدروس، بسبب تداخُل عوامل مؤثرة مثل الجمهور المستهدف، المنطقة، الهدف المراد تحقيقه، نوع المعلومات أو المنتج الذي يُسوّق له، واختلاف ا?مر من شبكة اجتماعية إلى أخرى. الأمر الذي يُحدث فرقاً كبيراً في الاستجابة من المتابعين وعدد النّقرات وزيادة التعليقات والمشاركة. «زهرة الخليج» بحثت الأمر مع متخصصين في هذا المجال، للوصول إلى أكثر الطرق التسويقية فاعليّة، لرسم استراتيجيات إدارة صفحتك، وبعض المفاتيح الأساسية والسهلة، لتنجح خطتك وتحقق هدفك الترويجي.

 خطط «خوارزمية»

تؤكد الناشطة في مجال المعلومات وثقافة الإنترنت المهندسة هناء الرملي، وهي استشارية في مجال التوعية بثقافة استخدام الإنترنت لعدد من الجهات الإعلامية من فضائيات، إذاعات، صحف ومواقع مُتخصصة، إنه من المهم أن تعرف أفضل وقت للنشر في كل شبكة اجتماعية، وتوضح: «لو أخذنا الـ«فيسبوك» نموذجاً، فإن «خوارزمية» صفحة الأخبار الرئيسية دائمة التحديث، كما أنه يُكافئ المنشورات الأكثر تفاعلاً بعرضها لمتابعين أكثر، فعندما تنشر محتوى جديداً في الوقت الذي يكون فيه مُتابعوك موجودين على الـ«فيسبوك»، تكون قد ضمنت أكبر عدد من التعليقات وتسجيلات الإعجاب، كما تقوم «خوارزمية فيسبوك» على إظهار هذه المنشورات للمتابعين الذين لم يروها بعد».

منشورات مدفوعة
 
لكن المدرب حسن الحلبي، خبير التسويق الإلكتروني والإعلام الاجتماعي، يخالف الرملي، مؤكداً: «من يريد أن ينشر بهدف التسويق الجاد، عليه ألا يُعير اهتماماً لتوقيت النشر». ويوضح رأيه بالقول: «المهم في التسويق الاحترافي التمويل، الدفع والاستثمار، الذي يجعل الإعلان عن الخدمة أو المنتج مستمراً طوال الوقت بالنسبة إلى الناس أو الزبائن المتصلين بالإنترنت. أما الذين يبحثون عن الوقت المناسب، فهم الذين يريدون النشر مجاناً، وهذا أول أخطاء التسويق والبيع، إذاً لا فائدة من النشر المجاني في الوقت الحالي، ما لم تكن تمارس إحدى تقنيات (اختراق النمو) العبقرية، الصعبة والذكية، التي تعتمد على الأشخاص أكثر من اعتمادها على المنتج ذاته، لذلك لا يوجد وقت مناسب.. فكل الأوقات مناسبة بما أن المعلن سيدفع».

سرعة وسهولة
 
يتميز المحتوى المرئي على أي وسيلة «تواصل اجتماعي»، كما يشير الحلبي إلى سرعة الانتشار.. فيقول: «ما يميّز «انستجرام» سرعة نشر الصور من أي هاتف ذكي، وتشير بعض التقارير إلى أن عدد العلامات التجارية الموجودة عليه، سيفوق عدد العلامات التجارية على «تويتر» بسبب سهولة استخدامه». ويشرح: شكل أيام الأسبوع جيد للنشر، وأفضلها الاثنين، وليست هناك قيود بالنسبة إلى التوقيت، وإن كانت أكثر أوقات التفاعل من السابعة إلى التاسعة صباحاً، ومن الـ11 إلى الثالثة ظهراً، ومن الرابعة إلى السادسة مساءً. أما أفضل وقت مقترح لنشر «الفيديوهات»، فهو بين الثانية مساءً والثامنة صباحاً، ويُنصح بالحفاظ على استراتيجية ألوان واضحة ومناسبة للعلامة التجارية، واستخدام الرموز التعبيرية (الإيموجي) و«الهاشتاغ» للتفاعل مع المتابعين وتمييز المحتوى».

اهتمامات مختلفة
 
بدوره، يشير مؤسس شركة Relevant Network زيد ناصر، المتخصصة في خدمة أصحاب العلامات التجارية والأعمال، في تحقيق أهدافهم التسويقية في قطاعات التجارة الإلكترونية المختلفة، إلى أنّ فيسبوك يتقدّم في انتشاره بين المستخدمين على مستوى العالم. ويقول: «مقاطع الفيديو تُعد المحتوى الأكثر انتشاراً على «فيسبوك»، وتصل نسبة انتشارها إلى 8.71%، مقارنة بالصور التي تصل نسبة انتشارها إلى 5.77%، كما لا يؤثر الصوت المصاحب للفيديو بشكل كبير، بل إن نسبة انتشار «الفيديو الصامت» تصل إلى 85%، لذلك يفضل التركيز على «الفيديو الجذاب» الذي لا يعتمد على الصوت».

معلومة مختصرة

يؤكد الصحافي والمتخصص على شبكات مواقع «التواصل الاجتماعي» أيهم العتوم أن الـ«تويتر» واحد من أهم وأسرع الطرق للتواصل والترويج للسلع أو الأفكار، والعتوم حاصل على جائزة «الأوسكار» للإعلام العربي للسياحة عام 2017، عن أفضل صفحة على موقع «التواصل الاجتماعي» في الـ«تويتر». ويقول العتوم إن اعتماد شركات كثيرة في تسويق منتجاتها أو خدماتها على الـ«تويتر» سبَبه: «تميّزه بالمحتوى القصير، والجاذب لمن يبحثون عن تغذية سريعة بالمعلومات». ويضيف: «ينفرد «تويتر» بكثرة المتابعة في أيام العمل والساعات المبكرة، مثل أوقات ذهاب الناس إلى أعمالهم، ومن أفضل الأوقات أيضاً التي سجّلت تفاعلاً هي حول السادسة مساءً، أما الأسوأ فهو يومياً بعد الثامنة مساءً، ويوم الجمعة بعد الثالثة ظهراً». وعن عدد التغريدات، يختتم أيهم العتوم قائلاً: «بين خمس تغريدات يومياً، و14 تغريدة، يُعد مقبولاً».

نصائح عامة

تؤكد آمال الزريقي، مسؤولة صفحات «السوشيال ميديا» لتسويق العلامات التجارية، في إحدى الشركات المتخصصة بالإعلانات الرقمية إنه «يفضل دائماً استخدام لغة موجزة ومُقنعة على الشبكات الاجتماعية، كما أن المحتوى الجذاب يسهل انتشاره، ويحفز المتابعين على المشاركة والتفاعل، أما المحتوى المرئي فهو أفضل محتوى للنشر».


وتضيف: «إن المنشورات التي تحوي في طيّاتها معلومة تلاقي تفاعلاً كبيراً، فالشخص يبحث عادة عن النصائح والمعلومات لاتخاذ القرارات في أمور مثل السفر، شراء أجهزة إلكترونية وغيرهما. بالتالي يمكن الاستفادة من أوقات الذروة لتقديم معلومة لا تخص المنتج بشكل مباشر». وتختتم آمال الزريقي مُبيّنة: «من الجيد استخدام «انستجرام» فيما يتعلق بالترويج للمنتجات الملهمة، إذ تركز منشوراته على الأفكار، وتحديداً القصص على هذا التطبيق، إذ يشاهد 150 مليون مستخدم خاصّية «قصص انستجرام» Instagram Stories، وثلث القصص الأكثر مشاهدة تلك التي تُعرض لهدف ترويجي من قبل الشركات أو الأفراد. أمّا العروض المرئية عن المنتج، فيُفضل استخدام «فيسبوك»، إذ يشاهد مستخدموه 100 مليون ساعة فيديو يومياً».