ريم البريكي (أبوظبي)
بتصميمٍ تراثي مستوحى من الأسواق الشعبية القديمة، اكتست مشاركة صندوق خليفة لتطوير المشاريع المتوسطة والصغيرة تميزاً وتفرداً من حيث الشكل والمضمون، بمهرجان الشيخ زايد التراثي 2018 بمنطقة الوثبة في أبوظبي، من خلال أقسام الجناح البالغة 18 قسماً تمثل أنشطة تجارية واستثمارية في مختلف القطاعات.

تم تجهيز الجناح لهذا العام ليكون منصة مثالية تجمع أبرز منتجات وخدمات ومشاريع رواد الأعمال المدعومين والممولين من الصندوق، لتشكل سوقاً حيوياً لشراء المنتجات والخدمات الإبداعية والمبتكرة، ووجهة ترفيهية جاذبة للعائلات والأطفال، تشتمل على سلسلة من العروض المميزة والورش الترفيهية الخاصة بالعائلات كما تتخلل الجناح عروض علمية فضلاً عن حصص ومسابقات وورش عمل فنية، مع معرض لابتكارات أصحاب المشاريع التابعة للصندوق.

مبادرة «صوغة»

أيضاً، يعرض الصندوق في المهرجان منتجات مبادرة «صوغة» الحرفية والتراثية بهدف الحفاظ على المهن والحرف الإماراتية، مع عروض مباشرة تقوم خلالها الحرفيات بصنع منتجات ومشغولات تراثية بطابع ابتكاري جميل باستخدام تقنيات «الخوص» و«التلي».

وقد بذل الصندوق جهوداً في العمل على بلورة مستقبل رواد الأعمال الإماراتيين من خلال المحافظة على تراث الدولة، وتعزيز فرص ريادة الأعمال ودعم مسيرة التنمية الاجتماعية عبر المساهمة الفاعلة في الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي، وتمكين المواطنين من تحسين مستواهم المعيشي، كما يعمل الصندوق على تعزيز الهوية الوطنية وغرس روح الريادة والإبداع وتشجيع الابتكار وتعزيز مكانة أبوظبي كعاصمة للتراث الثقافي في المنطقة.

عطور محلية

وقالت أمواج علي، المالكة لأحد مشاريع تصنيع العطور المحلية والمشاركة بالمهرجان، إن المشاركة بحد ذاتها تعتبر تكريماً لرواد الأعمال لما للمهرجان من مكانة عظيمة في نفوسنا جميعاً، فهو يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شاكرةً بدورها صندوق خليفة على تقديم الدعوة لها للمشاركة بالمهرجان، وعرض منتجاتها أمام الزوار من الجنسيات كافة.

وأوضحت أمواج، أنها اتجهت لتصنيع العطور نتيجة خبرة امتدت لـ18 عاماً، بدأتها بخلط العطور واستخراج الجديد من الخلطات التي تقوم بها، لتنتج 6 عطور خاصة بها، تحمل أسماء وعلامة تجارية تميزها عن العطور الموجودة بالأسواق، مضيفة أنها استثمرت ذوقها في انتقاء خلطات تتفرد بها.

وأكدت أمواج، أن مشاركتها هي الأولى لها بالمهرجان، وأنها استطاعت أن تتواصل مع عملاء جدد من الزوار، الذين يتوافدون إليه للاستمتاع بفعالياته المتنوعة، موضحة أن جناح صندوق خليفة أتاح فرصة كبيرة للترويج لمنتجاتهم، وإطلاع الجمهور على أبرز المعروضات الخاصة بالمشاركين، مشيدة بالجهود التي بذلها الصندوق في سبيل دعم الأعضاء، والحرص على إشراكهم في الفعاليات، وإثبات تواجدهم الفعلي من خلال أنشطتهم الاستثمارية، والحث الدائم على إنجاح مشاريعهم وتقديم الدعم المستمر لهم.

«دبدوبي»

وأشارت هدى النعيمي، مالكة مشروع «هدايا»، إلى أنها سعيدة بتواجدها بمهرجان الشيخ زايد التراثي، ومن خلال مشروعها الرائد في تصنيع الدببة مختلفة الأحجام بعلامة تجارية خاصة، نجحت في جذب الزبائن خاصة الصغار، كونه أول مشروع لإنتاج دمى الدببة بتصاميم متفردة بمصنعها الخاص، فهي تمتلك حقوق الملكية للدمية «دبدوبي»، وهي أول لعبة على شكل دبة يتم تصنيعها من قبل شركة إماراتية، وتطرح بالأسواق المحلية والعالمية.

وأفادت النعيمي، أن صناعة الدببة تتميز بجودتها وأشكالها المتميزة عما هو معروض بالأسواق، كما أنها وضعت في مقدمة اهتمامها منافسة المنتج المستورد، ووضعت مقاييس عالية لتصنيع هذا المنتج.

وأشارت النعيمي، إلى أن مشاركتها بالمهرجان أتاحت لها فرصة الالتقاء بالزوار والتعرف على آرائهم تجاه جميع معروضاتها، والتي تضم بالإضافة لصناعة الدببة، مصابيح إضاءة، وأشهرها «مصباح القمر» الذي نال استحسان الجميع، بالإضافة للطباعة على القمصان والأكواب الملونة.

«شوكلت ياباني»

وتوجهت هيا بن مطلق الغفلي، مالكة مشروع «الشوكلت الياباني» بالشكر للقائمين على المهرجان، لما قاموا به من حسن التنظيم وتوفير كل المتطلبات للمشاركين والزوار، مشيرة إلى أنها وجدت تعاوناً كبيراً في توفير كافة احتياجات أصحاب المشاريع وتزويدهم بما يطلبونه لإنجاح مشاركتهم.

كما شكرت الغفلي صندوق خليفة على توجيه الدعوة لها للمشاركة ضمن الجناح الخاص به، مثمنة جهود القائمين عليه في تسهيل كافة الأمور لتحقيق النجاح لمشاريعهم.

وبينت، أن مشروعها يعتمد على استيراد الشوكلت الياباني، لمحلها، ودول الخليج، وهي تعتبر الوكيل الوحيد لهذا المنتج بالسوق الخليجي.

وأضافت الغفلي، أنها حريصة كلَّ الحرص على تقديم المفيد للمجتمع من خلال الشوكلت الصحي الخالي من المواد الحافظة، والزيوت المهدرجة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى خدمة مجتمعها بطرح مواد غذائية صحية ومفيدة، وتغيير العادات الغذائية الخاطئة، والتي تؤدي إلى انتشار الأمراض.

حلوى زمان

ثمّن علي الجنيبي الدعم الكبير المقدم من قبل صندوق خليفة قائلاً: نشكر الصندوق لإتاحة الفرصة لنا بالمشاركة في مهرجان الشيخ زايد التراثي، الأمر الذي يساعدنا في بناء قاعدة من العملاء الجدد، للتعرف إلى الحلوى التي يتم تصنيعها يدوياً في الإمارات.

وأضاف الجنيبي أن مشاركته بالمهرجان عبر محل الحلويات التي كانت متداولة في السبعينيات، وارتبطت بجيل الطيبين، أثمرت الكثير من الإقبال عليها من جانب الجيل الجديد، وجلبت له السعادة، بمجرد رؤيتها وتوافرها، وذلك لارتباطها بالزمن الجميل.

وأضاف أن هدفنا هو تعريف الجيل الجديد بتلك الحلويات التي كانت تصنعها الجدات في المنزل بطرق بدائية وبسيطة، وبذلك منحنا الفرصة للزوار من كبار المواطنين ليسترجعوا ذكريات الماضي، عندما كانوا يضعون همومهم جانباً للاستمتاع بلحظات تذوق الحلوى.

ويقوم الجنيبي بتوفير الطلبات الشخصية المصنعة حسب الطلب، سواء للأشخاص أو للشركات بشغف وحماس، وهذا جعل كل متخصص في صناعة الحلوى يسعى للابتكار وتطوير مشروعه.

وقال إن منتجاتنا تشمل مجموعة متنوعة من الحلوى المصنوعة يدوياً من خلال عملية نحت الحلوى لتتخذ أشكالاً مختلفة، لنقوم ببيعها للأعمار كافة.

وبين الجنيبي أن المهرجان نجح في استقطاب العديد من السياح الذين تعرفوا إلى هذا النوع النادر من الحلوى التي يقدمها محله الكائن بإمارة أبوظبي.

منزل زراعي ملائم للأطفال

نتيجة ارتباطه بالأرض وعشقه للزراعة، فكر المواطن حامد الحامد، مالك «مزارع غراسيا»، في غرس هذا العشق في نفوس الأطفال، عبر منزل زراعي صغير ملائم للصغار، يروي شغفهم في التعرف على عالم النباتات، والذي شارك به ضمن جناح صندوق خليفة بمهرجان الشيخ زايد التراثي.

وأوضح الحامد أن منزل «مزارع غراسيا» تم بناؤه محلياً بابتكار خاص وحصري لمزارعنا، والمشروع يعد فكرة رائدة وفريدة من نوعها، حيث إنها تعكس صورة العمل التجاري المتكامل، والذي يهدف الى تحقيق آثار متعددة على الجانب الاقتصادي والبيئي والمجتمعي والتربوي، وتتألف «مزارع غراسيا» من مجموعة من الأقسام منها الإنتاج والتوريد، بناء الأنظمة للزراعة المائية بصورة حديثة، قسم التعليم ونشر الثقافات، القسم المجتمعي، قسم التطوع، وقسم إعادة التدوير.

ويبين الحامد أن مزرعته تستخدم أحدث التقنيات الزراعية، والتي تقاوم كافة التحديات البيئية والاقتصادية للوصول إلى كميات إنتاجية متميزة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي.

وخلق جيل واعد محب للزراعة لتحقيق الاستدامة واستشراف المستقبل وأشار الحامد إلى ضرورة ربط أطفالنا بكل ما يتعلق بالعلوم الزراعية وتقنياتها كمصدر هام للمعرفة، وتحقيق إنجازات عظيمة بالمستقبل، ومن الجانب التربوي، يتعلم الأطفال عدة قيم ومبادئ، أهمها الإيجابية والصبر والحب والعطاء.

وأكد الحامد تقديم كافة المعلومات المتعلقة بالزراعة والطرق الحديثة في تعليمها للطلاب، من خلال التنسيق مع المدارس والجامعات بقطاعيها الحكومي والخاص، مشيراً إلى أن التعاون مع الجهات المختصة بقطاع التعليم من الأوليات الاستراتيجية التي تعمل على تحقيقها «مزارع غراسيا» بهدف نقل الثقافة الزراعية والعلوم التقنية الحديثة لكافة الطلاب، فممارسة الطالب للتقنيات الزراعية في مدرسته أو جامعته تعتبر أفضل السبل لنقل المعرفة والإبداع.

ومن هذا المنطلق ابتكرت «مزارع غراسيا» نظم الزراعة المنزلية والنظم الخاصة بالأطفال التي تمكنهم من إنتاج محاصيل زراعية على مدار العام، كما تقوم بمتابعة هذه النظم للتأكد من إلمام أصحابها بكافة المعلومات والمواد لإنتاج محاصيل بجودة عالية.

وخلال هذا العام تم إطلاق المجموعة الأولى من هذه النطم، حيث تجاوز عدد الأسر المستخدمة لها 500 أسرة من داخل الدولة وخارجها.