أعلنت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، عن إطلاق برنامج «المنكوس» التلفزيوني، الذي سيُبث على الهواء مباشرة خلال شهر يناير المقبل. ويهدف البرنامج إلى اكتشاف المواهب الشابة وصقلها، وتحفيز ممارسة الفنون الشعبية والحفاظ على الموروث الثقافي والشعبي ونقله إلى الأجيال الناشئة.

و«المنكوس» هو أحد بُحور الشعر النبطي الطويلة التي تُطرب سامعها وتشدّه إليها من خلال تفعيلة عروضه، وتفعيلة «المنكوس» هي من البحر الطويل مع الالتزام بالقافية في صدر بيت الشعر وعجزه. وللوقوف على التفاصيل، حاورت «زهرة الخليج» مدير البرنامج سعيد بن كراز المهيري. ونسأله:

•  لماذا تم اختيار فن «المنكوس» تحديداً دون غيره ليكون له برنامج مسابقات؟
«المنكوس» هو بالتحديد لحن من الألحان الإماراتية والخليجية المتعارف عليها، ويتفرع منه خمسة أنواع. ولحن «المنكوس» هو أسلوب أداء القصيدة المكتوبة أصلاً على بحر اللحن نفسه، المتداول في الإمارات والخليج، والتركيز على «المنكوس» تحديداً لأنه من الفنون التراثية من جهة، ولأنه يربطنا مع دول الخليج، تماماً كما نرتبط في ألحان أخرى مثل «الونة» و«التغرودة» و«السيّع» و«المسحوب» وطوارق (طواريج).

أداء تراثي

•  هل «المنكوس» لا يزال شائعاً بين شباب اليوم؟
في الحقيقة فوجئت بعدد الشباب الكبير الذي طلب المشاركة، ففي حين كانت توقعاتنا ألا يزيد عدد الطلبات على الـ50 مشاركاً، صُدمنا ونحن نرى الأعداد الهائلة التي تتقن هذا اللحن، إلى حَدّ المشاركة في مسابقة والتنافس على المركز الأول، وكنا قد حددنا أعمار المشاركين في المسابقة بين 18 و50 سنة،، وهذا دليل أوّلي على نجاح البرنامج.

• المشاركة مفتوحة للإماراتيين والخليجيين، فكم نسبة الإماراتيين بعد التصفيات النهائية؟
الإماراتيون عددهم كبير، ويؤكد أن الجيل الشاب مُرتبط بجذوره وبعاداته وتقاليده، والأهم أن المتأهلين للنهائيات من الإماراتيين رقم لا يُستهان به، وكذلك المشاركون من المملكة العربية السعودية، وخاصة القادمين من الجنوب الشرقي للمملكة، مثل مناطق الأحساء، حيث إن هناك قبائل بأكملها تتقن لحن «المنكوس» ومهتمون به.

نجاح جماهيري

• التجارب السابقة في الشعر مثل «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، حققا حضوراً جماهيرياً واسعاً، فهل تتوقع النجاح الجماهيري نفسه لـ«المنكوس»؟
البرامج الثلاثة من إنتاج لجنة الفعاليات والمهرجانات، وأي عمل يُضاف إلى التجربتين الناجحتين «شاعر المليون» و«أمير الشعراء»، ثق تماماً بأنه سيكون بالحجم نفسه، والأهمية والروح نفسيهما.. فنحن فريق عمل واحد، ونعمل لإنجاح الأنشطة كافة التي تقوم بها لجنة الفعاليات، التي تقدم هذه الأعمال لأهميتها من جهة، ولكنها من جهة أخرى لتُبهر جمهورها ومتابعيها.

• ما شروط المشاركة؟ وما الجوائز؟
الترشيحات أغلقت الآن، ولكن شروط المشاركة في البرنامج كانت بسيطة، وأبرزها عمر المتقدم، وتقديم مقاطع مصورة تحتوي على أداء الشخص للحن «المنكوس» بصوت واضح من دون أي تأثيرات، وتعبئة الاستمارة الخاصة بالتسجيل (في الموقع)، وفقاً لجميع المعلومات والمستندات المطلوبة. وفي حال استيفاء الشروط كافة، والقبول، فإنه يحق للجنة المنظمة إجراء مقابلة مصورة مع المتقدم في أبوظبي، ولكن النتائج النهائية وحدها من اختصاص اللجنة المنظمة، ويحق لها إقصاء أو إبعاد أي مُتقدم غير مناسب.

أما بالنسبة إلى جوائز الفائزين في المسابقة، فسيمنح البرنامج جوائز ومكافآت قيّمة للمتسابقين الخمسة الفائزين بالمراتب الأولى، حيث سيحصل الفائز بالمركز الأول على 500 ألف درهم إماراتي، بينما سيحصل الفائز بالمركز الثاني على 300 ألف درهم إماراتي، والثالث على 200 ألف درهم إماراتي، والرابع على 150 ألف درهم إماراتي، والخامس على 100 ألف درهم إماراتي، كما سيحصل بقية المتأهلين والبالغ عددهم 13 متأهلاً، على مكافآت مالية قيمة.

• كيف ترى تفاعل الجمهور مع البرنامج؟
أعتقد أن دَور وسائل الإعلام سيكون مُهماً في نقل ما نقوم به إلى الجمهور، وتنقل إليه الصورة المبشّرة بالخير، فنحن نعمل بجُهد لإقامة هذه المهرجانات والبرامج الضخمة، ولكن يبقى على عاتق الإعلام الدور المهم في نقل ما يدور خلف كواليس هذه البرامج للناس، لتُتابع وتحضر هذه الفعاليات الضخمة.

لجنة التحكيم

تضم لجنة تحكيم برنامج «المنكوس» خُبراء في مجال الشعر النبطي وألحانه، وخصوصاً «طارج المنكوس»، وهم: الناقد والأكاديمي الدكتور حمود جلوي، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية في دولة الكويت، وشاعر النّظم والمحاورة، محمد بن مشيط المري، من دولة الإمارات، وشاعر النظم والمحاورة والـمُـنْشد شايع فارس العيافي، من المملكة العربية السعودية.

أصل «المنكوس»

ترجع تسمية «المنكوس» إلى طريقة أدائه في الغناء، إذ يبدأ المغني بطبقة صوت مرتفعة، تنخفض شيئاً فشيئاً مع الشطر الأول من صدر البيت الشعري، لتبلغ أوجها في نهاية هذا الشطر، ثم تعود وتنخفض بشكل متدرّج في الشطر الثاني من البيت.

كما يُقال إن تسمية «المنكوس» بهذا الاسم ترجع إلى حركة طائر الورقاء «أم سالم»، الذي يستدل البدو من حركته هذه على قُدوم فصل الصيف، إذ إن صوت هذا الطائر وتغريده يزداد كلما ارتقى إلى الأعلى، ثم لا يلبث صوته الشجيّ أن ينخفض، كلما انتكس نازلاً نحو سطح الأرض، كما يُطلق على «المنكوس» اسم طارق، لأن المؤدي يطرق بصوته مسامع الآخرين أثناء الأداء.