الفيصل في النجاح هو مدى تمكن الفرد بغض النظر عن جنسه، من الإبداع والتألق والاستمرار في المجال الذي اختاره، وهذا ما فعلته المدربة ولاعبة كرة القدم المصرية فايزة حيدر (مواليد 1984)، التي قررت أن تحترف هواياتها المفضلة كلاعبة كرة قدم بدايةً، ومن ثم أن تحترف مجال التدريب، لتصبح أول مدربة معتمدة في «الاتحاد الإنجليزي» ونسألها.

• كيف تصفين علاقتك مع لعبة «كرة القدم»؟
علاقة ممتدة، إذ بدأت بممارستها في الخامسة من عمري كهواية، إلى أن التحقت بـ«نادي حلوان» في موسم 1997 وبعدها تم اختياري لتمثيل «منتخب مصر النسوي للناشئات»، ولعبت أول مباراة مع المنتخب في تصفيات الأمم الأفريقية عام 1998.

وفي سن الـ19، انتقلت إلى اللعب في «نادي الطيران» كمحترفة عام 2003، وكنت قد شاركت مع المنتخب ببطولة الأمم الأفريقية في الكاميرون عام 2016، وحصل «المنتخب المصري» فيها على المركز الخامس، وحالياً ما زلت ألعب وأمارس أيضاً مهنة التدريب في «نادي الطيران» و«منتخب مصر لصاحبات الهمم».

• هل دائرتك المحيطة من أصدقاء وأقارب وجيران تقبّلوك كلاعبة، في رياضة يعتبرها معظم الناس للرجال فقط؟
مثلت دائرتي المحيطة عائقاً كبيراً أمامي في بداية ممارستي «كرة القدم»، ولكنني حالياً بعد تحقيقي إنجازات عديدة، أتلقّى المزيد من الدعم من المحيطين بي، الذين أصبحوا ينظرون إليّ كمثل أعلى لأطفالهم، سواءً من الفتيات أم الأولاد.

• ما هدفك من الانتقال إلى التدريب؟
كان الانتقال إلى التدريب خطوة جيدة بالنسبة إليّ، إذ رغبت في إضافة مهارات تُمكنني من استثمار طاقتي وحماستي تجاه لعبة «كرة القدم»، فتلقيت دورات تأهيلية عديدة في مجال التدريب، حتى أصبحت مدربة مُعتمَدة من قبل «الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم»، وهذا سهّل لاحقاً من أمر اعتمادي مدربة لمنتخب مصر النسوي لصاحبات الهمم.

عادات وتقاليد

• ما الصعوبات التي تواجه الفتيات، مُحبات «كرة القدم» في مصر؟
يُمكن اعتبار العادات والتقاليد، قلة الإمكانات المالية، رفض الجنس الآخر لممارستهن «كرة القدم»، من أبرز التحديات التي تواجه الفتيات اللاتي يرغبن في ممارستها.

• ما الفارق بين تدريب الرجال والفتيات؟
الفارق ليس كبيراً، لكن تدريب الرجال أسهل من الفتيات بسبب عوامل عديدة، أبرزها اللياقة البدنية، القوة والجزء المهاري للممارسة.. فالرجال يتمكنون من ممارسة «كرة القدم» منذ الصغر، لكن الفتيات يتميزن عن الرجال بالإصرار والقدرة على إثبات الذات، وقوة التحمل أثناء التدريب.

• هل تفضلين لقب «لاعبة» أو «مدربة» أكثر؟ ولماذا؟
أفضل لقب «مدربة»، كون التدريب كمهنة أشمل، وأرى فيها نفسي، كما أن عمر اللاعبة قصير رياضياً، خاصة في العالم العربي.

• كيف تقيمين أداء كرة القدم النسائية في مصر والمنطقة العربية؟
ليس لها بريق كبير.. فمصر والمنطقة العربية مجتمعات ذكورية، تُسلط الضوء وتسخّر الإمكانات لفرق «كرة قدم» الرجال، فيما عدا بعض الاستثناءات. وهناك دول قليلة تهتم بـ«كرة القدم النسائية». وبحكم تجربتي، أرى الإمارات أنموذجاً مهماً في هذا المجال، فكنت قد احترفت في الإمارات، ومثلت بعض الفرق النسائية في مسابقات محلية وعربية مختلفة، مثل «نادي الشباب العربي» و«نادي ضباط القوات المسلحة» و«نادي الظفرة» و«نادي الاتحاد»، ولمست مدى الاهتمام والتطوير التي تقوم به دوله الإمارات في هذا المجال، وعلى صعيد خاص أحلم بتدريب «منتخب الإمارات النسوي» مستقبلاً، كما أحلم بتدريب الفريق النسوي في «نادي ليفربول» الإنجليزي.

• من المدرب المحلي الذي ترين أنه مَثلك الأعلى؟ وعالمياً؟
الكابتن أحمد حسام ميدو لديه فكر عظيم. أيضاً زين الدين زيدان، الذي تعامل مع كريستيانو رونالدو «أفضل لاعب» في العالم، واستطاع السيطرة عليه، فتمكن من أن يبدأ به بعض المباريات ويُجلسه في الاحتياطي في البعض الآخر. فالتعامل مع نجوم داخل الفريق هو التحدي الأكثر صعوبة الذي يواجهه المدرب.

تكريم الرئيس

تقول المدربة فايزة حيدر، عن تكريمها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي: «تقديراً من رئيس الجمهورية لإنجاز منتخب مصر النسائي في لعبة كرة القدم، بحصولنا على المركز الثالث وبرونزية العالم في الأولمبياد الخاص في شيكاغو 2018، تم تكريم أعضاء المنتخب بالحصول على وسام الجمهورية من الدرجة الثالثة». وترى حيدر التكريم دافعاً لها ولأصحاب الإنجاز، في استكمال عطاءاتهم وإبداعاتهم.