استعرضنا الأسبوع الفائت قائمة أكثر الأفلام التي أثارت جدلاً في تاريخ السينما، حتى نهاية عام 2018. وفي هذا الأسبوع نستعرض ما يُمكن اعتباره أفضل ما قدمته السينما من أفلام خلال العام الحالي، حتى مع تبايُن مستوياتها واختلاف الآراء حولها.

Searching

دراما غموض وإثارة مختلفة بعض الشيء في طريقة عرض الحكاية، حيث إن كل ما سنشاهده في الفيلم هو عبر وسيط تقني وليس من وجهة نظر الكاميرا كما هي العادة، وهذا ما صنع تحدياً ناجحاً للمخرج آنيش شاغانتي في أول أفلامه، والذي حقق حضوراً ناجحاً في «مهرجان ساندانس» متوّجاً بجائزتين، كما حاز إعجاباً نقدياً جيداً. القصة هنا حول اختفاء فتاة بشكل غامض تدفع الأب إلى عدم الاعتماد على التحقيق الرسمي، والبحث عنها عن طريق حساباتها في «السوشيال ميديا» وجهاز الكمبيوتر الخاص بها.

Leave No Trace

لم تقدم المخرجة ديبرا غرانيك سابقاً سوى فيلمين، آخرهما كان فيلماً رائعاً Winter’s Bone قدمته عام 2010، ترشّح وقتها لأربع جوائز «أوسكار»، منها أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي. ثم ها هي تعود هذا العام بعد توقف ثماني سنوات لتقدم هذه الدراما الجميلة التي حظيت بإعجاب نقدي واسع، والذي يعده ديفيد سيمز من مجلة «ذا أتلانتيك»، أحد أفضل أفلام السنة، مُشيداً في الوقت نفسه بأداء الممثلة الشابة الجديدة ثوماسين ماكنزي، التي تؤدي دور فتاة تعيش مع والدها في عزلة عن العالم في إحدى غابات بورتلاند، وترفض بشكل قاطع الاندماج الاجتماعي.

Burning

المخرج الكوري لي تشانق دونق، المتميز جداً بخطه الدرامي بأفلامه الخمسة السابقة، وأبرزها آخر أفلامه قبل ثماني سنوات Poetry، والذي كان حينها قد فاز في «مهرجان كان» كأفضل سيناريو، يعود الآن بعد كل هذا الغياب مع فيلمه السادس ليُعيد تقديم رواية الكاتب الياباني الشهير هاروكي موراكامي «حرق الحظيرة» حول جونغ سو شاب يتعرف إلى فتاة تطلب منه الاعتناء بقطتها لحين العودة من رحلتها إلى أفريقيا، لكنها حينما تعود تكون بصحبة شاب آخر غامض يُثير شكوك جونغ سو. الفيلم حقق حضوراً جيداً في «مهرجان كان»، وحصل فيه المخرج لي تشانق دونق على جائزة «الفيبرسي» الشهيرة.

First Man

هو أحد الأفلام التي كانت منتظرة جماهيرياً، منذ بداية السنة بسبب مخرجها الذي قدم مسبقاً فيلمين رائعين ترشحا للأوسكار، كأفضل فيلم ونص وإخراج، مما جعل المخرج دامين شازيل، محل ترقّب لما سيقدمه حتى حينما يتجه لسيرة شهيرة، وحدثٌ مهم مثل نيل أرمسترونج ونزوله على سطح القمر كأول إنجاز بشري. الفيلم لم يَحظَ بما حظي به فيلماه السابقان، لكنه تلقّى قدراً جيداً من الثناء والمراجعات العالية، فيما يصفه بين رولف قائلاً: «فيرست مان هو فيلم رائع، ناضج مع لمسة داميان تشازيل، مما يعززه كأحد أفضل المخرجين الذين يعملون حالياً».

Avengers: Infinity War

مارفل تكرر نجاحاتها بأحد أفضل أفلامها، حينما تحشد نجوماً من وزن سكارليت جوهانسون وروبرت داوني جونير وتوم هولاند وآخرين، في قصة متقنة عالية الإثارة، حيث يحاول مجموعة الأفنجرز وغيرهم من السوبر هيروز وأبطال قصص الكوميكس، التصدي لمحاولة ثانوس الحصول على القوة المطلقة وتحقيق أهدافه في تدمير العالم.

Eighth Grade

يبدو أن أفلام الفتيات المراهقات لا تزال تحظى بالتقدير الجيد، جماهيرياً ونقدياً، كما حدث سابقاً مع فيلمي «ليدي بيرد» وThe Edge of Seventeen وغيرهما، حتى لو كانت تجربة إخراجية أولى، كما في فيلم المخرج الشاب بو بورنهام، والذي يحكي قصة فتاة مراهقة لا تلفت الانتباه، لكنها تبدو في مُعاناة انتهاء أسبوعها الدراسي الأخير قبل الانتقال إلى المرحلة الثانوية. يُشيد الناقد جيمس بيرارديناللي بالفيلم بطريقة طريفة، حينما يشير إلى أن هوليوود كانت ستعالج هذا الموضوع بطريقة مختلفة، عكس ما فعله المخرج بورنهام الذي حافظ على حقيقة الأمر.