يقول الفنان التشكيلي الإماراتي، شادي المطروشي، المتخصص في النحت على الرمال، إنه يشارك في فعالية النحت على الرمال بعمل يسلط الضوء على احتفاء الإمارات بعام زايد 2018، مبيناً أن المنحوتة التي يشارك بها تستغرق 24 ساعة عمل، وستبقى معروضة طوال فترة المهرجان حتى انتهائه في السادس والعشرين من يناير المقبل، ويمكن فترة أطول من ذلك لعدة أشهر بحسب الحاجة، اعتماداً على الخامات البسيطة المستخدمة، وهي الرمل والماء والقوالب الخشبية، وهذا بحد ذاته يكفل لها التماسك وفق أبعاد هندسية معنية يعرفها العاملون في حقل النحت على الرمال، الذي يرتبط بشكل مباشر ببيئتنا وتراثنا، حيث نجد الرمال بأشكالها الساحرة تزين أغلب أماكن الدولة، التي تنتشر فيها أيضاً المناطق الساحلية، فيمكن التواصل بين الماء والرمل بسهولة، ما يشجع الكثيرين على الإبداع في هذا المجال.

ولفت المطروشي، إلى أنه تعلق بفن النحت على الرمال منذ أكثر من 15 عاماً خاض فيها الكثير من الفعاليات والمشاركات المجتمعية وقدم ورش العمل لتعليم هذا الفن البديع، وما يعكسه من رؤى فنية وأبعاد جمالية يؤمن بها الفنانون التشكيليون على اختلاف مشاربهم، مبيناً ان شعاره في فن النحت على الرمال: «رمال الإمارات تحكي قصة وإنجازات»، وكيف من خلال الرمل يستطيع نقل أفكار مجتمعية، ورسائل توعوية. أما طموحه الذي يسعى إلى تحقيقه عبر النحت على الرمال، فهو نقل صورة الإمارات في هذا المجال عالمياً، والإضاءة على فنانين تشكيليين على قدر عال من الموهبة والإبداع، وقادرين على إنجاز أعمال مدهشة وغنية بالتفاصيل الجميلة.

موروث ثقافي وأكد المطروشي، شعوره بالفخر والسعادة كونه أحد المساهمين في حدث عالمي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو يعمل من خلال هذه المشاركة على نقل جزء من الموروث الفكري والثقافي الغني لشعب الإمارات، وهو ما شهد به القاصي والداني من جمهور المهرجان الذي تتجاوز أعداده الآلاف يومياً من كل الجنسيات، جاؤوا ليستمتعوا بالموروثات الفريدة والإبداعات اليدوية للحرفيين الإماراتيين، وكذا الأعمال الفنية للتشكيليين الإماراتيين. ولفت إلى أنه من الضروري أن يكون لكل مواطن لمسة في التعريف بتراث وعادات وتقاليد أهلنا الأقدمين، كل في مجاله، يسهم في إعلاء هويته الوطنية واسم الإمارات، وهو ما يسهم به من خلال المهرجان، وهو شيء بسيط يستطيع الجميع تقديمه بفخر واعتزاز، وهو ما تربينا عليه من حب وولاء وانتماء لهذه الأرض الطيبة التي أعطتنا الكثير، ونعمل دوماً على رفع راية الوطن في كافة المحافل والفعاليات المحلية والعالمية.

تجربة حية من إنجلترا، قال الفنان التشكيلي ريموند ويريك، إنه زار أبوظبي 5 مرات من قبل، وتربطه علاقة قوية بتراث الإمارات وأهلها الطيبين، وله أصدقاء إماراتيون يعتز بمعرفتهم، ويسعد حين يسهم معهم في إبراز اهتمامهم بتراثهم وتاريخهم عبر حدث ثقافي كبير، مثل مهرجان الشيخ زايد التراثي، والذي يعتبر بوتقة ثقافية عالمية، تضيف لأي فنان يشارك فيها وتكسبه تجربة حية للتعامل مع المباشر مع جمهور من جنسيات متعددة، موضحاً أن فن النحت على الرمال في الإمارات له سماته المختلفة كون المجتمع الإماراتي في الأصل على تواصل مستمر بالرمال والماء بشكل شبه يومي عبر الصحراء الممتدة والسواحل بشواطئها الساحرة، كما أن جذور وتاريخ الإماراتيين منذ القدم مرتبط بشكل قوي بالرمال والحياة فيها، ولذلك فإن اهتمام الزوار بفنون النحت على الرمال، يعكس بشكل مغاير اهتمامهم بتراث وثقافة أهل الإمارات، من هنا يعمل فنانو النحت على الرمال على إبراز بعض شواهدها، من حصون وقلاع ومبان تاريخية مهمة وإبداعها في صورة مجسمات رملية لها وعرضها على الجمهور.


حضارات وادي النيل تزين المهرجان يكتظ الجناحان المصري والسوداني في مهرجان الشيخ زايد التراثي 2018 بالكثير من المنتجات المتميزة التي تجسد العديد من الحرف اليدوية التقليدية القديمة التي أخذت في الاندثار، وأضحت مهناً تراثية لا يعرف قيمتها وأهميتها إلا القليلون.

ويقدم الجناحان مجموعة متنوعة من المنتجات اليدوية، حيث يعرض الجناح المصري منتجات خان الخليلي، كأعمال الحفر على النحاس والأطباق وحياكة الجلباب المصري والملابس المصرية وغيرها، بينما يعرض الجناح السوداني منتجات يدوية مصنعة من الجلود الطبيعية وسعف النخيل وأصداف البحر التي تشتهر بها الكثير من المناطق السودانية.

ويشارك الجناح المصري للعام الرابع على التوالي في المهرجان لعرض العديد من المنتجات التقليدية المصرية، حيث يعرض أحد المحال الكثير من التحف والأنتيكات التي تشتهر بها منطقة خان الخليلي في القاهرة والمصنعة يدوياً مثل أعمال الصدف والنحاس والزجاج المعشق بالألوان، وتلقى المشغولات النحاسية إقبالاً كبيراً من الزوار لما تتميز به من روح إسلامية تاريخية بلمسة عصرية ذات طابع مصري فرعوني قديم وإسلامي عربي أصيل، مثل الأطباق المحفورة والدلال والمرايا النحاسية والأكسسوارات النسائية.

إلى ذلك، يشارك الجناح السوداني للعام الرابع على التوالي في المهرجان بجناح يضم عدداً من الحرفيين الذين يمارسون حرفة الحفر على الخشب وتغليفه بالصدف التي تشتهر بها المنطقة الشرقية بور سودان الواقعة على البحر الأحمر.

كما يمارس البعض حرفة المشغولات السعفية التي تمتاز بها مناطق غرب وشمال ووسط السودان والأماكن التي يتواجد فيها شجر النخيل الدوم، بينما يمارس آخرون حرفة صناعة الجلود التي تمثل منطقتي غرب ووسط السودان، بالإضافة إلى حرفة صناعة الخرف التي تشتهر بها الكثير من المناطق السودانية.

ويعرض أحد المحال الكثير من المنتجات السعفية اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، والتي تستخدم في الكثير من الأغراض، سواء للزينة أو لحفظ الطعام أو كمفروشات أرضية، وغيرها مثل قبعات الرأس الواقية من حرارة الشمس، بالإضافة إلى الكثير من مشغولات سعف الدوم.


كما يعرض محل آخر الكثير من مشغولات الجلود الطبيعية من حقائب وأكسسوارات جلدية نسائية وأحذية وأحزمة رجالية ونسائية مصنوعة يدوياً من جلود التماسيح والأفاعي، وغيرها من المصنوعات الجلدية صغيرة ومتوسطة الحجم متعددة الاستخدامات.

كرنفال عالمي مارك ماسون، فنان في النحت على الرمال، جاء من الولايات المتحدة الأميركية، للمشاركة في فعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي، وقد أشاد بهذا الكم الهائل من الفعاليات التراثية، سواء للإمارات، أو لغيرها من الدول المشاركة ما يجعل من ساحات المهرجان كرنفالاً عالمياً تجتمع فيه ثقافات وفنون العالم تحت مظلة دولة الإمارات. لافتاً إلى أنه سبق وأن جاء إلى أبوظبي قبل عدة سنوات للمشاركة في فعالية خاصة بالنحت على الرمال على كورنيش أبوظبي، وكانت ذات أجواء مميزة، وشهدت تفاعلاً جماهيرياً كبيراً، وهو الشيء الذي شجعه للقدوم إلى الإمارات مرة أخرى، متمنياً تكرار هذه الزيارة لمرات مستقبلاً، كما زار عدة بلدان في الشرق الأوسط للمشاركة في فعاليات ومسابقات خاصة على الرمال، غير أن أجواء الضيافة، وحسن التعامل مع أهل الإمارات من الأمور التي يجب أن تترك انطباعاً جيداً لكل من يزور هذه الدولة، ولذلك أراد أن يعبر عن حبه وتقديره للتراث الإماراتي العريق، من خلال هذه المشاركة وإنجاز مجسم لأحد القلاع التاريخية في الدولة، والتي تدل على أن أهل الإمارات يمتلكون تاريخاً طويلاً نحترمه ونقدره، ونسهم مع أبناء الإمارات بتعريف الآخرين بهذا الموروث وإعطائهم نبذة عن تاريخ هذه المنطقة من العالم.

ورش عمل أوضح الفنان التشكيلي الإماراتي شادي المطروشي، أنه يقوم بتعليم هذا الفن للآخرين من خلال منحوتاته، حيث ينظم ورش عمل متنوعة على مدار العام حول الإبداع في النحت على الرمال، خاصة وأن هذا الفن محبوب من جانب كل الأعمار، ويلقى إقبالاً من الكثيرين، نظراً لبساطته وفوائده الصحية والنفسية لمن يقضي أوقاتاً في عالم الإبداعات الرملية، كما أن فترة تعلمه لا تستغرق وقتاً طويلاً.