تؤكد الكابتن طيار حسناء تيمور أن النجاح والتفوق لا يأتي من فراغ، فعلى الرغم من البداية الشاقة والمليئة بالصعوبات، إلا أنها أصبحت أنموذجاً مشرفاً للسيدة المصرية، فبعد أن تدرجت منذ تعيينها قبل 23 عاماً في «شركة مصر للطيران»، من مساعدة طيار إلى قائدة طائرة، فلم يكن مستغرباً أن يكرّمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في يوم المرأة.

«زهرة الخليج» التقت الكابتن حسناء في مقر عملها في مطار القاهرة، في حديث حول المرأة والطيران:

• متى بدأ حبك للطيران؟
منذ أن كنت صغيرة في المرحلة الابتدائية، حيث كنت أحب اللعب بنماذج الطائرات والدبابات الصغيرة الذي كان والدي يُحضرها معه ويشتغل بها على الخرائط، وكنت أطلب من والدي أن يحضر لي الطائرات، وهذه كانت ألعابي المفضلة إلى جانب العرائس، ومن وقتها وأنا أحب الطائرات والطيران، ولكني وقتها لم أكن أفكر في أن أكون قائد طائرة.

• وكيف تحول حبك للطائرات والطيران إلى عشق للعمل قائد طائرة؟
بعد ما كبرت لم أكن أعرف أنه من الممكن للفتيات أن يدخلن «كلية الطيران»، وحدث الأمر مصادفة، حيث كنت أدرس في سنتي الثانية في كلية الصيدلة، حينما قرأت إعلاناً عن قبول دفعة جديدة من الشباب من دون تحديد الجنس في المعهد القومي للطيران، ووجدت أن الشروط كافة تنطبق عليّ، فعرضت الأمر على والدي الذي شجعني على خوض التجربة، وبالفعل اجتزت الاختبارات كافة، وقُبلت في المعهد لدراسة الطيران المدني، وكانت المشكلة تتمثل في أنني أردت إكمال دراستي في كلية الصيدلة مع الطيران، وكان التحدي أن أستمر في المجالين، وأثناء الدراسة سمعت كلاماً كثيراً محبطاً، ووجدت من يقول لي إن دراسة الطيران متاحة ولكنك لن تجدي فرصاً للعمل في المجال، ولكن بعد تخرجي وجدت إعلاناً لشركة «مصر للطيران» تطلب من خلاله طيارين، وبالفعل نجحت وتم قبولي في الشركة منذ عام .1995

لا تمييز أو فوارق

• حدثينا عن الدراسة والتدريب في أكاديمية الطيران؟
درسنا كل ما يتعلق بالطيران دراسة نظرية أولاً، لكن الأكثر والأصعب كان الدراسة العملية والتدريب، ومع ذلك كنت سعيدة جداً خلال هذه الفترة، خاصة أنني تدربت على يد مدربة الطيران عزيزة محرم، التي يرجع إليها الفضل في تشجيعي، وهي أسهمت في تخريج العديد من المدربين الكبار في الأكاديمية.

وبالنسبة إلى التكليف بالرحلات لا يوجد تمييز أو فوارق من حيث نوع الرحلات أو نوع الطائرة، إلا رتبة الطيار، فهي التي تحدد نوع الطائرة أو مسافة الرحلة.

• ما نوع الطائرة التي تقودينها حالياً؟
عند الانضمام إلى شركة مصر للطيران، خضت فترة تدريب كبيرة، وإلى الآن يتم تدريبنا مرة كل ستة أشهر، وفي البداية كنت أقود إيرباص 600، والآن أقود طرازاً ثقيلاً وهو إيرباص 330-300 و330-200، وكل طائرة لها تكنيك معين للقيادة، وأي طراز جديد سوف أقوم بقيادته يتم عمل تدريب عليه، وأنا حالياً أقود طائرة ايرباص 300/‏‏‏‏280، وهي تحمل أكثر من 300 راكب، والطائرات العريضة كل رحلاتها بعيدة.

• متى كانت أول مرة تقودين فيها طائرة؟
كانت في معهد الطيران خلال التدريب، وفي أول مرة كان معي مدرباً وكنت سعيدة جداً، وشعرت يومها بأنني أنا التي أطير وليست الطائرة.

أما بشكل احترافي، فكانت أول رحلة أقوم بها إلى جدة، وكنت سعيدة جداً لأن حلمي تحقق أخيراً بعد سنوات التدريب الطويلة، وأصبحت أقود الطائرة ومسؤولة عنها وعن والركاب حتى يصلوا إلى وجهتهم بسلام.

رفض واطمئنان

• وماذا عن تقبل الركاب فكرة أن تقود الطائرة امرأة؟
كانت ردود الفعل مختلفة بين الناس، في البداية لم يصدق الركاب عند سماعهم الاسم في «ميكروفون» الطائرة، وكانوا يسألون طاقم الضيافة هل «حسناء» اسم كابتن الطائرة ؟ وهل هي سيدة؟ فالبعض يكون سعيداً بذلك في أن يكون هناك طيارون من السيدات في مصر، والبعض الآخر كان يقلق ويخاف، ولكن بعد الرحلة اختلف الموقف تماماً، ووصلتني خطابات شكر كثيرة من الركاب، وغيرت وجهة نظرهم في مسألة أن تكون امرأة هي كابتن الطائرة.

• كيف تنظرين إلى نجاح المرأة في الطيران؟
السيدات في مجال الطيران أثبتن جدارتهن، وحصلن على التدريب نفسه الذي حصل عليه الرجال، لأن الموضوع ليس سهلاً ولا يتم في خطوة واحدة، فبعد انتهاء الدراسة في الأكاديمية يتم التدريب على الطراز الذي سوف يقوده الكابتن وليس الطيران فقط، ولكن هناك جوانب أخرى لا بد من تطبيقها حتى تصل إلى منصب قائد طائرة، فما دامت قد وصلت إلى هذا المنصب، تكون بذلك حصلت على التدريب الكافي.