بخطى محسوبة، استطاعت الفنانة منّة شلبي أن تضع قدميها في مُقدّمة صفوف ممثلات جيلها، بعد أن تمكنت من تغيير جلدها، وتركيزها على اختيار أدوار عميقة وجادة. وللعام الثاني على التوالي تُكرر منة شلبي تعاونها مع المخرج مروان حامد والمؤلف أحمد مراد، في فيلم «تراب الماس»، الذي عُرض مؤخراً، بعد تعاونهم الأول من خلال فيلم «الأصليين». التقتها «زهرة الخليج» في هذه الدردشة، ونسألها.

• كيف تقيمي تجربتك، كسفيرة لحملة «حق مريض السرطان في الإنجاب»؟
جميعنا بشر وقد نتعرض لهذا المريض اللعين، فمن منا ليس في عائلته أو بين أصدقائه مريض بالسرطان؟ وعندما تم اختياري سفيرة مبادرة «حق مريض السرطان في الإنجاب»، تملكتني سعادة غامرة، كونه لدي الكثير لأقدمه لهؤلاء المرضى. وبالمناسبة شاركني في الحملة عدد من المشاهير، مثل حورية فرغلي، رجاء الجداوي، مها أبو عوف، إدوارد، أسامة منير وغيرهم.

• هل من الممكن أن تلعبي دور امرأة مريضة بالسرطان في أحد أدوارك المقبلة؟
لا. لأن صديقتي الفنانة هند صبري قامت بدور مريضة سرطان في مسلسلها «حلاوة الدنيا»، وقدمته ببراعة، فأي محاولة مني لتأدية دور مشابه سيكون تقليداً لهند صبري، وهذا ما لا أرضاه لنفسي.

«شوكة وسكينة»

• خضت تجربة سينمائية جريئة في الفيلم القصير «شوكة وسكينة»، هل أرضتك نتائجها؟
الفيلم مدته 16 دقيقة، وهو أحد الأفلام القصيرة التي شاركت في الدورة الثانية من «مهرجان الجونة السينمائي» الذي اختتمت فعالياته الشهر الماضي، ويشارك معي في بطولته الفنانان آسر ياسين وإياد نصار، وتدور أحداثه في إطار درامي رومانسي حول موعد عشاء غير تقليدي يجمع رجلاً وامرأة، ويكشف ماضيهما ويغيّر مستقبلهما، في حوار مُثير يتركهما أمام اختيار غير مُتوقّع، وأنا حرصت على المشاركة في الفيلم كونه يحمل فكرة جيدة للغاية، فالعالم بأكمله حاليا يتجه لتقديم الأفلام القصيرة، أما فكرتنا في مصر بأن الأفلام القصيرة يقوم ببطولتها الشباب فقط فكرة سيئة، ولهذا السبب كنت حريصة على عرضه جماهيريا في «مهرجان الجونة» لنقضي على هذه الفكرة.

أهمية الجدل للسينما

• عرض لك في صالات السينما فيلم «تراب الماس» والذي حقق نجاحا كبيرا. كيف كان تحضيرك لأداء الدور؟
هذا العمل كان صعباً للغاية، والتجهيزات له ليست بسيطة، إلا أنني جلست مع المخرج مروان حامد، واتفقنا على الخطوط العريضة للشخصية التي أجسدها، وهي فتاة ثوريّة تدعى «سارة العقبي»، تعمل معدة برامج وجارة الصيدلي «طه الزهار». بصراحة، لم أقرأ رواية «تراب الماس» قبل أن أمثل الدور، فقد نصحني المخرج بأن لا أقرأها، لأن هناك اختلافات بين شخصية «سارة» في الرواية وشخصيتها في السيناريو، وتفادياً لأن تحدث معي «لخبطة»، أجّلت قراءة الرواية إلى فيما بعد.

• شخصيات الفيلم فيها جرأة كبيرة.. فهل تفضلين أن تُحدث أفلامك جدلاً؟
الجدل مهم جداً لأي عمل سينمائي، وصناعة السينما من الأساس قائمة على الترفيه، حيث إن هناك أفلاماً تدعوك للتفكير بعد الانتهاء من مشاهدتها، وأخرى تجعلك صامتاً، وثالثة تُحدث جدلاً، لذلك عندما يُحدث أي عمل فني أي عنصر من العناصر الثلاثة هذه، يُعتبر عملاً مهماً، وهذا لا يمنع وجود بعض الأفلام الخفيفة والبسيطة التي تعدل من مزاج الإنسان.

• هل هناك مقاييس معينة لاختيارك شخصيات أفلامك؟
أفكر دَوْماً في «الميراث» الذي سأقدمه لجمهوري بعد وفاتي، وذلك ليس من أجل أن أكون «سيدة السينما العربية» أو غيرها من المسمّيات، ولكن لأنني أحب وأحترم عملي وما أقدمه للجمهور، ولا أستطيع أن أتفه من موهبتي، خاصة أنّ لديّ الآن القدرة والخبرة في أن أختار أعمالي بعناية ودقة.

نُضج وليس تحوّلاً

• ما المختلف في مروان حامد عن باقي المخرجين، خصوصاً أنها التجربة الثانية لك معه؟
أقولها بصدق، مروان حامد أعتبره الأخ الذي لم تلده أمي، وهو من أكثر المخرجين صدقاً واجتهاداً في عمله، ويتميّز في أنه قائد حقيقي للعمل، تطمئن له، تترك نفسك بين يديه، وبالتأكيد لن تغرق معه، هذا هو الفارق بين المخرج الذي يفهم والمخرج «اللّي على قدّه».

• ألا تشعرين بأنك اتجهت فجأة إلى الأدوار العميقة الجادة، وهجرت الأعمال البسيطة التي عرفك الجمهور من خلالها؟
بالفعل الجمهور عرفني من خلال الأدوار البسيطة والخفيفة، ومنها: «كلّم ماما»، «إذاعة حُب» و«بيبو وبشير» وغيرها، لكنني فجأةً شعرت بأنني محصورة في هذه الأدوار فقط، وقررت أن أغيّر جلدي تماماً، وأقدم أدواراً مُعقّدة ومُركّبة، أصبح من خلالها شخصاً آخر، له مشاعر وأحاسيس أخرى، وأنا أعتبر ذلك نضجاً فنيّاً، وليس تحوّلاً مفاجئاً.

الدور الأصعب

• هل معنى كلامك أننا لن نراك في أدوار كوميدية خفيفة بعد ذلك؟
بكل أمانة، ليس لدينا كتّاب كوميديّون الآن، ولا مخرجون يمكنهم عمل أي فيلم كوميدي، مع هذا لم أتخذ قراراً بهجر الأدوار الكوميدية أبداً ولا يمكن أن أتخذه، والمسألة تتعلق بالورق والأدوار التي تُعرض عليّ كفنانة، كما أن هذه النوعية الخفيفة من الأفلام لها جمهورها، وأحب أن أقدم أفلاماً خفيفة، لكن من دون الاستخفاف بعقل الجمهور والمشاهدين.

• ما أصعب دور قدمته طوال مشوارك الفني؟
دوري في «تراب الماس» أعتبره أصعب أدواري، بل ربما أصعب وأفضل من دوري حتى في مسلسل «واحة الغروب»، لدرجة أني بعد انتهاء التصوير اضطررت إلى أن أسافر لأخذ فترة نقاهة من «سارة» في «تراب الماس»، لأتخلص منها نهائياً، لأنه ليس من السهل أن أدخل في عالم شخصية بانكساراتها وانتصاراتها وعواطفها وتركيباتها، ثم بعد ذلك أضغط على زر بداخلي لأمسح كل ذلك.

«مهرجان مالمو»

• ماذا عن تجربتك «عضو لجنة تحكيم» في «مهرجان مالمو للسينما العربية»؟
المهرجان أحد أهم المهرجانات العربية المقامة في دول أوروبية، أما عن وجودي «عضو لجنة تحكيم»، فتلك مسؤولية كبيرة عليّ، وأتمنّى أن أكون قد وفقت بها.

• أخيراً.. ما رأيك في مُحاكاة السويد للأفلام العربية من خلال «مهرجان مالمو»؟
ذلك شيء رائع للغاية، ومهم أن يعرف الجميع أن الدول العربية لديها سينما وثقافات متعددة، بدلاً من الصورة المأخوذة عنّا بأننا وكْر للإرهاب، وأتمنّى أن تكون تلك التجربة في البلدان الأوروبية كافة وليس السويد فقط.