تهدف ناديا سواروفسكي، حفيدة دانيال سواروفسكي مؤسس شركة كريستال Swarovski، دائماً إلى البحث عن طرق جديدة ومعاصرة للتعبير عن شغفها وروح الإبداع لدى الشركة، مع الحفاظ على قيم العلامة العريقة. ومنذ انضمامها إلى الشركة عام 1995، وهي تبذل أقصى مجهود لديها لكي تصل إلى أعلى درجات الإبداع، من خلال التعاون مع أهم الشخصيات في عالم الموضة والتصميمات بجميع أنواعها. كما أنها تنفق الكثير من الوقت والمال لدعم القضايا النسائية والبيئية والمواهب الناشئة.

ففي عام 2013 قامت بتأسيس Swarovski Foundation، وهي منظمة لا ربحية مخصصة لتنمية المشاريع الإنسانية. واحتفاءً بافتتاح Manufaktur المقر الجديد للشركة في مدينة فاتنز النمساوية، تحدثت لـ«زهرة الخليج» عن التحديات التي واجهتها ورؤيتها المستقبلية للشركة. ونسألها.

• كيف كانت طفولتك الخارجة عن المألوف داخل عائلة سواروفسكي؟
نشأت بالقرب من مصنع العائلة. وكنت أرى من غرفة نومي لافتة Swarovski الضخمة، وكنت ألعب أنا وأولاد أعمامي في شوارع المدينة، فهو الشيء الوحيد الذي كنت أعرفه آنذاك، وبالتالي أشعر منذ الصغر بأن صناعة الكريستال في دمي.

كان أبي مهندساً وكنت أشاهد كيف كان يجتهد ويعمل لساعات طويلة ولكن عندما خرجت للعالم وسافرت إلى بلاد أخرى، فوجئت بأن الناس لا يعرفون شيئاً عن الشركة، سوى تماثيل الحيوانات المصنوعة من الكريستال ويرون الماركة بطريقة مختلفة جداً، عن تلك التي نشأت في ظلها.

وهذا ما شجعني على الانضمام إلى الشركة، إيماناً مني بأنني أعرف الكثير وأن لدي القدرة على الإبداع بداخلي، وأنني من الممكن أن يكون لديّ تأثير إيجابي فيها.

تاريخ من التصاميم

• لـ Swarovski تاريخ طويل مع عالم الأزياء. فكيف بدأت العلاقة؟
في عام 1895 بدأ جدي يتعامل مع مصمم الأزياء Worth، الذي كان يصمم فساتين الملكة فيكتوريا التي كانت تعشق الكريستالات البراقة.

ومن هنا خطت الشركة أولى خطواتها في عالم الموضة، وفي العقود التالية تعاونا مع أهم دور الأزياء في العالم مثل Chanel و Dior، ولكن مع أواخر القرن العشرين تدهورت العلاقة واختفت الشركة من عالم الموضة.

وعندما كان يحكي لي جدي قصصه المذهلة عن تعامله مع مصممي الأزياء، كنت أتساءل دائماً ماذا حدث لهذه العلاقة بين عالمي الكريستال والموضة؟

• لعبت دوراً مهماً في إحياء الاهتمام  بكريستالات Swarovski. كيف تم ذلك؟
كانت لدي رؤية لإعادة Swarovski لقمة عالم الموضة، وشاركتني محررة الموضة العالمية إيزابيلا بلو هذا الحلم ففي يوم من الأيام كانت إيزابيلا جالسة مع أبي في الريف الإنجليزي وسألته (بأي مجال تعمل؟).

فأخرج من جيبه حفنة من الكريستالات الصغيرة وفوجئ بها، عندما عرفت من النظرة الأولى أنها كريستالات Swarovski.

فقد كانت مؤرخة حقيقة وبحراً واسعاً من المعلومات عن تاريخ الموضة اتصل بي جدي فور انتهاء لقائه معها، وقال لي إنه من الضروري جداً أن أتعرف إليها، فذهبت إلى لندن وتحدثت معها وأصرت أن تعرفني بمصمم الأزياء البريطاني ألكسندر ماكوين، الذي كان في حاجة إلى الكريستالات والدعم المادي. قابلته وتفجر ينبوع من الأفكار المبدعة والمبتكرة، ومن أول ظهور للكريستالات على منصة العرض، اشتعلت نار الاهتمام بالشركة مرة أخرى في عالم الموضة.

جزء من التاريخ

• للشركة تاريخ طويل في مجال صناعة الأفلام أيضاً فما العلاقة؟
نعم. فقد كان الحذاء الياقوتي الذي ارتدته الممثلة جودي غارلاند في فيلم The Wizard of Oz، والفستان الذي ارتدته مارلين مونرو في حفل عيد ميلاد الرئيس كينيدي، مرصعين بكريستالاتنا وحاولت أن أحصل على هذا الفستان الشهير، عندما كان معروضاً للبيع في مزاد في لوس أنجلوس وعرضت 3.5 مليون دولاراً ثمناً له، ولكن شخصاً آخر حصل عليه بـ 3.7 مليون دولار وحزنت جداً لأن هذا الفستان يعد جزءاً من تاريخنا.


• صناعة الكريستال صناعة عريقة وتقليدية نوعاً ما. فكيف قمت بتحديثها حتى تروق لجيل جديد من المستهلكين؟
وضعتها في أيدي الأشخاص الذين يقدرونها، مثل ماكوين الذي جعلها ذات صلة بالشباب ومحبي الرقي الجدد كما وضعت المنتجات في أيدي المصممين، وتركتهم يفعلون بها ما يشاؤون ليبدعوا بطريقتهم الخاصة وهذا ما شجعني على تأسيس Atelier Swarovski لدعم المواهب الجديدة وصناعة منتجات عصرية وفريدة من نوعها.

• وهل واجهت أي اعتراض من أعضاء مجلس الإدارة؟
كان إقناع زملائي برؤيتي الجديدة من كبرى العقبات التي واجهتني، والسبب الرئيسي لهذا الاعتراض كان التمويل. ولكن الكثيرين من العاملين في قطاع الإدارة المالية، لا يدركون أن الإبداع المستمر هو ما يوصل إلى النجاح التجاري.

دعم المواهب

• احتفلت Atelier Swarovski بعامها العاشر هذا العام. فما الذي تبحثين عنه عند اختيار موهبة جديدة لدعمها؟
الإبداع في التصميم هو ما يقود Atelier Swarovski عبر جميع أقسامها، من المجوهرات والموضة إلى التصميم الداخلي والمعمار، نحن نحتفل بالمصممين الذين نتعامل معهم ونقدر رؤيتهم الخاصة.

لطالما كان هدف الـ Atelier هو أن تكون جسراً بين عالم الموضة الراقية، وما نقدمه من منتجات في محلاتنا. في كل تعاون جديد، نطلب من أكثر المصممين عصرية أن يصنعوا مجموعة من الحلي والمجوهرات.

وقبل التعاون مع أي مصمم، نأخذ في عين الاعتبار مكان تعليمه وأعماله السابقة. فمثلاً أنا أحب أفكار المصمم الفرنسي Olivier Theyksens بسبب تفكيره المختلف.

وعلى الرغم من أنه ليس من الأسماء الأكثر شهرة في عالم الموضة، إلا أنني متأكدة أن روحه ستظهر وتتوهج عبر أعماله وهذا ما سيصل إلى الزبائن. فهذا ما نبحث عنه، المصممين الذين لن يخيبوا آمالنا فيهم ومن دون الكثير من التدخل من ناحيتنا.

• ما الذي دفعك لتأسيس مؤسسة سواروفسكي الخيرية؟
كان جدي شخصاً واعياً جداً اجتماعياً ويهتم جداً بمساعدة الناس في المجتمع المحيط به، فلطالما كان العنصر خيرياً في صميمنا. وحتى الآن تبقى Swarovski، من كبرى الشركات التي تقوم بتوظيف نسبة عالية جداً من الناس في منطقة تيرول النمساوية، وجعلنا هذا الجانب الخيري عنصراً رسمياً في الشركة من خلال تأسيس Swarovski Foundation.
نركز على دعم القضايا النسائية وتوفير المياه والتصميم.

ثلاث عبارات

تصف ناديا سواروفسكي العالم الذي تعمل به، بثلاث عبارات، فتقول: «الأولى: الكفاءة فنحن خبراء في قص الكريستال. الثانية: الكريستال يجذب شعاع الضوء ثم يكسره حتى يشع بألوان قوس قزح، فنحن (وكلاء الضوء). الثالث: تعزز Swarovski الشعور بالإيجابية من خلال منتجاتنا التي أعتقد أنها تجعل العالم مكاناً أفضل.