«التقران السفعي» يسمى أيضاً «التقران الشمسي» أو «التقران الشيخي»، وهو مرض يحدث بسبب التعرض المزمن لأشعة الشمس، وخصوصاً عند أصحاب البشرة البيضاء، وغالباً تظهر آفات هذا المرض بعد سن الـ40، وفي أحيان كثيرة على الجزء الأحمر من الشفة السفلى، وهي تسمى «التهاب الشفة السفعي».
إذا أهمل هذا المرض أو تُرك فترات طويلة ولم يعالج، واستمر تعرض المريض لأشعة الشمس وقد تقدم به العمر، يمكن أن يتحول إلى سرطان جلدي، لذا نسمّي «التقران السفعي» المرض ما قبل خبيث. ويظهر هذا المرض على شكل آفات محددة، تكون بلون أحمر، مسطحة أو مرتفعة قليلاً، لها قشور خشنة وجافة، وغالباً تتركز على جلد مُتأذٍّ من أشعة الشمس، جافٍ ومتجعد وضامر، وفيه بعض التوسعات الشعرية. وأبرز المناطق المتضررة منطقة الجبهة، فروة الرأس لدى الأشخاص الذي يعانون الصلع أو الشعر الخفيف، الأنف، الشفة، منطقة الصدر وظهري اليدين. ويمكن لهذه الآفات أن تكون وحيدة أو عديدة وبأحجام مختلفة، وتظهر عند الرجال والنساء على حد سواء، ولكن نسبة إصابة الرجال بـ«التقران السفعي» أعلى.
وعندما ينحصر «التقران السفعي» بآفة وحيدة، يكون العلاج باستئصال الآفة نفسها، إما بالتبريد باستخدام الأزوت السائل، أو بتجريف الآفة وتخسيرها كهربائياً. أما بالنسبة إلى الآفات العديدة والمنتشرة، فنلجأ إلى بعض الأدوية، مثل «5 فلورويوراسيل» الذي يطبق موضعياً على شكل محلول أو كريم وحده، أو مع استخدام دواء الـ«تريتينوين» ( دواء يحاكي فيتامين A من الجانب الكيميائي).                
ومن طرق العلاج أيضاً اللجوء إلى التقشير الكيميائي من خلال استخدام مركبات، مثل حمض ثلاثي الخل TCA وحمض الغليكوليك، وهو علاج يعطي نتائج ممتازة. إضافة إلى أنه عندما تكون الحالات منتشرة بشكل  كبير جداً، نلجأ إلى الـ«إتريتينات» (نظير كيميائي للفيتامين «أ») عن طريق الفم لإحداث تقشير كامل بالبشرة، في حين تتم معالجة «التقران السفعي» الذي يصيب الشفة، بالليزر CO2 التبخير السطحي.

نصيحة

يعتبر «التقران السفعي» مرضاً ما قبل سرطاني، لذلك من الضروري القيام بالإجراءات الوقائية مع التقدم في العمر، والابتعاد عن التعرض لأشعة الشمس وتطبيق الواقيات الشمسية، وخصوصاً لأصحاب البشرة البيضاء. وفي حال ظهور آفة، يفضل معالجتها مباشرة، لأنها مع العوامل التي ذكرناها قد تتحول إلى سرطان جلدي.