لم نسمع شيئاً عن الأفلام المشاركة في «مهرجان القاهرة السينمائي» مؤخراً. ولا سمعنا الكثير عن الأفلام المشاركة في «مهرجان قرطاج السينمائي» الأخير. ولا سمعنا شيئاً يستحق التوقف عنده عن الأفلام التي شاركت في «مهرجان الجونة السينمائي». ولا سمعنا عن كل ما سبق، ولن نسمع شيئاً عن الآتي. بكل بساطة، صارت المهرجانات الضخمة مجرد تظاهرات ملابس وعروض أزياء، وشهرة تأتي فقط من الملابس التي تكشف أكثر مما تستر. فمنذ سنين لم نعد نسمع نقداً عن الأغاني والألحان والأفلام والمسرحيات، لا في المهرجانات ولا في البرامج. فلم يعد هناك فن عليه القدر والقيمة، ولا عادت هناك فنانات يعملن في الفن. أغلبهن يعملن في عروض الأزياء. فمثلاً، يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي ورانيا يوسف وسما المصري، وكل اللواتي حضرن على السجادة الحمراء للمهرجانات الأخيرة، كان حضورهن لعرض الأزياء والفساتين وليس لأي عمل فني. لقد غاب الفن الحقيقي، ولم نعد نسمع ولا نشاهد شيئاً يستحق البحث فيه والتعمق في مكوناته الفنية. بالتالي، غاب النقد ووهنت عزيمة النقاد، صارت مهرجانات الفنون من سينما وموسيقى مجرد عروض وتباهٍ بفساتين المصممين إيلي صعب، زهير مراد، عقل فقيه وساهر ضيا.. وكما يُقال «منه العوض وعليه العوض»!