النجمة أمينة خليل ذات إطلالة مشرقة دائماً، تجمع بين الملامح الشرقية والعقلية الغربية المحافظة على أصولها العربية، ربما إن لمحتها للوهلة الأولى ستجد نفسك فجأةً أصبحت أحد مُريديها ومحبيها، فهي تمتلك سحراً خاصاً يأسر المتابع لأعمالها التي تتنقل من خلالها بين أدوار متنوعة بخفة ورشاقة.. يراها البعض الأجمل بين أقرانها، حتى لقّبوها بـ«أفروديت» الفن المصري..
في جلسة تصوير خاصة، تحدثت أمينة خليل إلى «زهرة الخليج» حيث كشفت الكثير من أفكارها وأسرارها.

تقول أمينة عن نفسها، إنها تبلغ من العمر 30 عاماً، من أسرة مصرية شرقية، تشجع استقلال المرأة وعملها. وعمها هو الموسيقي يحيى خليل، الذي كانت أمينة تحصل على أشرطة الكاسيت والأسطوانات التي تحتوى على موسيقى تسجيلاته وحفلاته، وأحياناً الأفلام عن طريقه، فزرع بشكل غير مباشر حب الفن في داخلها. ونسألها.

• هل عارضت أسرتك عملك في الفن؟
بالطبع، لكن الاعتراض لم يكن من قبل والديّ فقط بل من بعض أفراد عائلتي، مثل خالتي وجدتي وعمتي، اللواتي كن متحفظات تجاه الأمر، لكن تحفظهن جاء من منطلق شعورهن بالخوف على سلامتي الشخصية، باعتبار أن تكون جزءاً من عالم الفن، هو أمر شاق جداً.


سمعة الوسط الفني

• ما سبب تلك المخاوف من وجهة نظرك؟
خطورة عالم الفن، والتي تكمن في كونه عالماً واسعاً ومتنوعاً جداً، إضافةً إلى أن العمل في الفن لا يمكن أن تحكمه مواعيد أو نظام، وهو ما وجدت عائلتي صعوبة في تقبّله، كوني شابة صغيرة تضطر إلى الغياب عن أسرتها ساعات طويلة، ومُلزمة بمواعيد تصوير لا يمكن التحكم فيها، فضلاً عن الإرهاق الجسدي الذي أتعرض له نتيجة التصوير. فالفن كأي مجال آخر يجمع أشخاصاً يختلفون من حيث شخصياتهم التي قد تتسم بصفات جيدة أو العكس، فهو ليس أسوأ من أي مجال عمل آخر، ولكن التخوفات التي تحيط به قد تكون أكثر قياساً ببعض الوظائف الأخرى. وهناك سبب آخر لمعارضتهم عملي في الفن وقلقهم، ألا وهو سمعة الوسط الفني في العالم عموماً، ونظرة المجتمع المصري له خصوصاً، إضافة إلى أني أول فتاة تمتهن التمثيل في العائلة. وعلى الرغم من أن عمل يحيى خليل في الفن، إلا أن وضعي كان مختلفاً، لأني فتاة قررت العمل في الفن عندما بلغت من العمر 23 عاماً.

• كيف نجحت في طمأنة عائلتك تجاه عملك؟
على الرغم من صعوبة العمل في الفن، لكنني استطعت أن أثبت لأسرتي أنني سأتمكن من ذلك عن طريق الوفاء ببعض الالتزامات تجاههم، مثل اختيار الأدوار التي سأقوم بتأديتها بعناية، وأن أكون موجودة بينهم خلال المناسبات العائلية، وأن أتأكد دائماً من قدرتهم على التواصل معي عبر الهاتف المحمول في أي وقت، لقد أردت بهذه الأمور أن أرفع عنهم ضغوط الخوف الذي يشعرون به تجاه عملي، كما أن التقدم الذي أحرزته في مسيرتي المهنية فيما يتعلق بالأدوار التي قمت بأدائها في أفلام السينما أو مسلسلات رمضان، والتي حازت إعجابهم، أدّى كذلك إلى تغيير رؤيتهم عن كيفية عملي في الفن.

معايير الاختيار

• هل اختيارك الأدوار التي تؤدينها يخضع لمعايير عائلتك؟
لا. الأمر يخضع لمعاييري الشخصية، فرفضي بعض الأدوار سيأتي نتيجة لمعاييري الشخصية وليس لمعايير عائلتي.

• هل تستشيرين أسرتك في الأدوار التي تُقدم لك؟ وهل هناك أدوار قد يرفضونها؟
أستشير والدي حول عملي طوال الوقت، وتدور بيننا نقاشات حول الأدوار التي تُعرض عليّ. فوالدي حصل على الماجستير في النقد السينمائي في الولايات المتحدة، وبالتالي أجد لديه رؤية مختلفة للعمل الفني، كما يتمكن من رؤيته العديد من أبعاده التي لم أستطِع رؤيتها. في النهاية يعود القرار لي في اختيار الأدوار لكنني أحترم رأيه بشدة.

بعيداً عن الأضواء

• كيف استطعت الحفاظ على حياتك الشخصية بعيداً عن الأضواء؟
دائماً أفضل احترام خصوصية الأشخاص الذين أتعامل معهم والذين تربطني بهم علاقة. فهؤلاء الأشخاص لم يختاروا أن يعملوا في الفن أو أن يصبحوا تحت الأضواء، كما لا يمكنني أن أجبر أي شخص على أن يتعرض للضغط النفسي الكبير الناتج عن ذلك كجزء من علاقته بي، فأنا أعمل في المهنة التي أحبها وأدفع ثمناً لذلك وأستطيع أن أتعامل مع هذا الضغط. كون وجودي تحت الأضواء هو قراري الشخصي وأتحمل نتائجه. وأذكر نفسي دائماً بذلك للحفاظ على حياتي الشخصية بعيداً عن الأضواء. عموماً، أفضّل إبقاء حياتي الخاصة بعيداً عن أي تدخل من دون سماح مني، كما أرى أنه من المفترض أن يتبنّى الجميع هذا الاتجاه.

• يعتبر التحرش أخطر ما يقلق الفتيات المصريات. فهل تعرضت لذلك؟ وكيف يكون رد فعلك؟
أتعرض للتحرش كفتاة تعيش في مصر، وأتعرض له كممثلة، رد فعلي يتوقف على ما أتعرض له، أحياناً أخاف من مواجهة المتحرش، لأنني لا أستطيع أن أتوقع ما يمكن أن يصدر من شخص أقدم على فعل مثل هذا الأمر، في هذه الحالة المواجهة قد تحوّل الموقف إلى مشكلة كبيرة، وفي أحيان أخرى أشعر بالغضب وأجد أن رد الفعل صدر مني تلقائياً، كما أرفض فكرة عدم التعامل مع الشارع خوفاً من التحرش.

• وهل تعتقدين أن حملة مثل Me Too التي بدأت في «هوليوود»، قد يتردد صداها في الوسط الفني في مصر؟
تفاعلت فتيات وسيدات عديدات في العالم بالفعل مع حركة Me Too، لذا لا أجد مشكلة في أن تتحدث السيدات في مصر عن تعرضهن للتحرش وتوصيل وجهات نظرهن ويعرضن مشكلاتهن باحترام.

• إذا تقلدت منصب «سفيرة النوايا الحسنة». ما القضية التي ستعملين عليها؟
سأركز على قضية حقوق الحيوان.

• ألا تعتقدين أنه يمكن النظر إلى الأمر كرفاهية؟
والدتي وصديقاتها يهتممن بحيوانات الشارع وإطعامها وعلاجها عن طريق المؤسسة التي أنشأنها معاً، فوالدتي تُعد الطعام لحيوانات الشارع يوم الأحد من كل أسبوع، وتقوم بوضع الطعام لها يومياً، لذا لا أعتقد أنه يمكن اعتبار ما تفعله رفاهية أو تضييعاً للوقت، فالحيوانات لها الحق في الحياة.

بين الكآبة والكوميديا

• كيف قيمت تجربتك في مسلسل «ليالي أوجيني»؟
كانت تجربة صعبة جداً وناجحة، فالدور كان يتسم بالكآبة الشديدة.

• من «كاريمان» في «ليالي أوجيني» إلى «ريم» في فيلم «البدلة»، كيف تمكنت من التنقل بين الدورين؟
يمكنني أداء دورين مختلفين، أحدهما كئيب والآخر كوميدي في الوقت ذاته، فالأمر بالنسبة إليّ عمل أقوم به، لذا يجب أن أتأقلم وأتعامل معه بحرفية، ويمكنني أن أستغل التنقل بين الأدوار لمصلحة المجهود المبذول في الدورين. في العملين اللذين ذكرتهما، كنا نقوم مثلاً أثناء النهار بتصوير فيلم «البدلة»، وسط أجواء مبهجة وكوميدية مليئة بالحماسة والطاقة، وليلاً أستغل هذه الطاقة في تصوير دور «كاريمان» الصعب والكئيب، ليخرج العملان في أبهى صورهما.
 
أفلام مقبلة

• ما الذي شجعك على الموافقة على المشاركة في فيلم «ترانيم إبليس»، مع الفنان أحمد السقا والفنانة منى زكي؟
لم أعمل مع مجموعة الفيلم أو مخرجه من قبل، لذلك أحببت خوض تلك التجربة، إضافة إلى أن قصة الفيلم ضخمة جداً وننتظر بدء التصوير قريباً، وأعد الجمهور بفيلم قوي.

• يعرض لك في الموسم السينمائي المقبل، بعد شهر من الآن، فيلمان، هما: «122» و«الكنز 2». فهل تشعرين بالقلق من منافستهما لبعضهما؟
الفيلمان مختلفان تماماً عن بعضهما البعض، وقد يكون جمهور الفيلمين مختلفاً أيضاً وأتمنى أن ينجحا. لم أخطط لعرض الفيلمين في الوقت ذاته، فالجزء الأول من فيلم «الكنز» عُرض منذ مدة طويلة، وكان متوقعاً أن يُعرض الجزء الثاني من الفيلم في موسم العيد الذي يليه، إلا أن ذلك لم يحدث وتقرر عرضه مؤخراً. وهذا ما حصل أيضاً مع فيلم «122». لذا تصادف عرض الفيلمين في الوقت نفسه.

وفي النهاية توقيت عرض الأفلام عادةً هو قرار إنتاجي بحت ليس لي أي يد فيه، على الرغم من أنني أفضل عرض فيلم واحد كل موسم، ولكنني لا أتدخل في اتخاذ هذه القرارات، فهي إنتاجية بحتة، وبالتالي لا يجب أن أستهلك وقتي ومجهودي واهتمامي على قرار لا يمكنني التحكم فيه.

•  أخيراً، هل يمكن أن تعلني ارتباطك العاطفي؟ أم أنك سوف تنتظرين حتى الزواج؟
سوف أؤجل إعلان تلك الخطوة حتى بعد الزواج، سوف أفاجأ وسائل الإعلام والجميع بخبر زواجي.


بعد 5 سنوات

تقول أمينة خليل أنها ترى نفسها بعد خمس سنوات من اليوم، أماً لعدد كبير من الأطفال، مضيفة: «أتمنى أن يكون لديّ أربعة أو خمسة أبناء، على أن تكون أكبرهم فتاة، على الرغم من مخاوفي الطبيعية تجاه تلك الخطوة».

مواقع التواصل الاجتماعي

تؤكد أمينة خليل، أنها تتابع جميع حساباتها على «السوشيال ميديا» بنفسها، لأنها ترفض أن تضع حاجزاً بينها وبين الجمهور، موضحة: «الأمر يتعلق بالتواصل معي بشكل شخصي. وذات مرة تواصلت معي فتاة عبر «انستجرام» بشأن خاص، وتأكدت أنه لا يجب أن يطلع عليها أي شخص».